الداخلية للخطباء: الحديث عن شهادة الإمام الحسين غرضها إرهابي
2018-09-19 - 7:10 ص
مرآة البحرين (خاص): طرفة تهكمية انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل المجتمعي، إثر توقيف كل من الشيخ هاني البناء والشيخ ياسين الجمري في 16 سبتمبر الموافق لليوم السادس من محرم. تقول الطرفة إن التهم الموجه إلى كل منهما هي:
1- اتهام يزيد بن معاوية بقتل الحسين عليه السلام
2- اتهام حرملة بتصويب السهم على العباس
3- اتهام يزيد بمنع الماء عن الحسين عليه السلام
في الحقيقة، هذه الطرفة لم تُضحك أحداً، بل أثارت حوقلاتهم وحسبناتهم، حتى إن البعض قام بتداولها مصدّقاً ما جاء فيها، فهي تقول واقع الحال الذي وصل إليه الوضع في البحرين من خنق الكلام ومحاكمة حتى ما هو مثبت في الكتب من حقائق تاريخية. الداخلية التي سبق لها أن تدخّلت في فريضة شرعية لدى الشيعة هي (الخمس) واستولت على الحقوق الشرعية الخاصة بالناس وقامت بمحاكمة الشيخ عيسى قاسم وآخرين على خلفيتها، هي اليوم تتدخّل في محتوى الخطاب العاشورائي الذي عرفه البحرينيون منذ مئات السنين قبل أن يأتي آل خليفة إلى البحرين.
لقد تفاجأ البحرينيون بجملة الاستدعاءات لخطباء المنابر التي ما زالت تتسع قاعدتها دون تقديم السلطة لأية إيضاحات، فقد تلا توقيف الشيخين البناء والجمري استدعاء كل من الشيخ مهدي الكرزكاني، الشيخ صادق الغريفي، الشيخ مجيد السهلاوي، الشيخ محيي الدين المشعل، الشيخ بشار العالي، الشيخ محمد الريّاش، الشيخ محمد الملا، الرادود عبدالله صباح.. والقائمة ما زالت قيد التحدّيث حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
أُخليت مجالس هؤلاء الخطباء في الليالي الأخيرة من عاشوراء. الشيخ بشّار العالي كتب على صفحته: "أعتذر عن مجالسي الليلة التاسعة من محرم بسبب استدعائي للتحقيق من قبل الداخلية، نسألكم الدعاء".
الغريب، أن لا شيء استدعى هذه الاستدعاءات. الأجواء العاشورائية هذا العام بدت أكثر هدوءاً من الأعوام السابقة، مرّت الليالي دون تصعيدات خطابية في المنابر، أو جماهيرية في مواكب العزاء. لقد تفاجأ البحرينيون بجملة الاستدعاءات المتتالية، ثم قرار النيابة العامة إيقاف كل من البناء والجمري، ثم مجيد السهلاوي لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة "التحريض على كراهية النظام لغرض إرهابي"!
(لغرض إرهابي)؟! إنها تهمة جديدة وخطيرة. لم يكن في طرح هؤلاء الخطباء ما يثير الحفيظة السياسية، فجل خطاباتهم موضوعات اجتماعية وقضايا دينية. إنّ تهمة النيابة أكثر طرافة من النكتة التي سقناها أعلاه، لقد جاء في التحقيق مع بعض المشايخ التالي: أنت تتحدث عن شهادة الحسين، فأنت تحرّض الشباب الذين يستمعون لك على مواجهة السلطة لكي يحصلوا على الشهادة!
نعلم أنّها طرفة سخيفة، لكن هذا ما حدث فعلاً. لقد وصل الأمر بالسلطة أن تجعل الحديث عن شهادة الإمام الحسين تحريض على كراهية النظام؟ ولغرض إرهابي أيضاً؟!
لا تفسير لهذه الهجمة الشرسة على الخطاب العاشورائي المتعارف عليه منذ مئات السنين، ولا تفسير لتحميل ما يعرض على المنبر من روايات ووقائع أغراضاً إرهابية، إنه باختصار، إرهاب وتهديد لكل من يعتلي المنبر الحسيني خاطباً، ومحاصرة للشعائر الدينية التي ينصّ عليها دستور البحرين ويعتبرها من العادات المرعية كما يقول المحامي الشملاوي، وهو مدى غير مسبوق في التاريخ البحريني.
يأتي هذا الإرهاب والتصعيد غير المبرر قبل شهرين من موعد الانتخابات النيابية المقبلة، وهي فترة يُتوقع فيها تهدئة الأوضاع في البلاد، لكن العكس هو ما يحدث، والسؤال هو لماذا؟
أحد المحلّلين يقول: "السلطة أمام حالة عامّة من الإعراض عن نية المشاركة في التصويت للانتخابات المقبلة. يشترك في ذلك الشارعين الموالي والمعارض، لقد أصبحا متقاربين في السخط العام من الوضع المتدهور على كافة الأصعدة، ما يظهر فشل السلطة السياسي. لهذا تفكّر السلطة كيف تجعل شارعها يذهب إلى صناديق الاقتراع، وهي دائماً تنجح في تحريكه نحو ما تريد عن طريق تخويفه من الشارع المعارض وإشعاره بالخطر والتهديد". ويعتقد المحلّل أن "التهم التي ساقتها الداخلية للخطباء "التحريض على كراهية النظام لغرض إرهابي"، هي محاولة لتهييج الشارع الموالي وإشعاره بأن الخطر الذي أوهمته به في 2011 ما زال محدقاً به، وأن عليه أن يهبّ للمشاركة في الانتخابات وإيصال ناخبيه إلى المقاعد البرلمانية". هل ترون هذا ممكناً؟