التعليق السياسي: أيها النواب.. ليبصق التاريخ على وجوهكم النتنة

2018-10-07 - 11:25 م

مرآة البحرين (خاص): أخيراً انقضى اليوم الطويل الذي تمنّى البحرينيون أن لا يأتي، وكانوا يعلمون أنه سيفرض نفسه في نهاية المطاف، فهم ليسوا أمام رجال مؤتمنين بقامة وطن، وليسوا أمام برلمان للشعب، بل أمام نعاج تؤمر ويسار بها.

ها أنتم يا أعضاء المجلس النيابي الكسيح، الذين انتخبكم (بعض الشعب) عليه، لا إليه، تقرّون على المواطنين ضريبة القيمة المضافة، بجرّة أمر واحدة، وبلا خجل من الناس الذين أعطوكم ثقتهم، ولا من التاريخ الذي سيدوّن جرائمكم في حق شعبكم، ولا من أنفسكم التي تحتقر ما وصلتم إليه.

لقد تراكضتم صاغرين إلى دعوة الملك الذي آخر همّه شعبه، وأول همّه وآخره هو «حماية العسكريين»، لقد جعل الملك تمرير إقرار «الضريبة المضافة» على الناس، في جلسة واحدة مع إقرار «حماية العسكرين». الإقرار الأول الذي سوف يستنزف ميزانية المواطن وجيبه من أجل خزينة الدولة. والإقرار الثاني سوف يستنزف خزينة الدولة من أجل عساكر الملك. لم يكتفِ الملك بأن جعل الحصة الرئيسية من عائدات الدولة تذهب إلى ميزانية الدفاع والتسليح واستقدام المرتزقة من كافة بلدان العالم، لم يكفه ذلك، ها هو يمرّر قانوناً جديداً يحتاج إلى موازنة إضافية لعساكره، سيتم استهلاكها من جيب المواطن أيضاً، فما يأخذه من جيب المواطن سيضعه في جيب عساكره.

ثلاثون نائباً من نوائب الدهر التي حلّت على هذا الشعب، صوّتوا بإقرار ضريبة القيمة المضافة على المواطن المطحون، وبهذا فهم سمحوا للدولة التي أفقرت الشعب وأنهكت ميزانية خزانته، أن تبدأ مسلسلاً لا ينتهي من استنزاف جيوب هذا الشعب أكثر، تبدأ بضريبة مضافة قدرها 5٪، ولا حدّ لنهايتها. سيظل هذا النظام الأرعن الفاسد يتلاعب بأموال الدولة ويبعثرها في ملهياته ومشتهياته وسرقاته، وسيظل على الشعب أن يعوّض من جيبه ما يسرقه النظام من خزينة الدولة، وستزيد نسبة هذه الضريبة المضافة أكثر وأكثر، وستتوسّع دائرة مشمولاتها أكثر وأكثر، كلما أفقر هذا النظام خزينة الدولة أكثر وأكثر.

بئس ما ختمتم به مجلسكم الآبق أيها النوائب، وبئس ما خلّفتم للناس من حمل (إضافي) فوق أحمالهم الكثيرة،
لقد جعلتم الغدر هو آخر ما تغادرون به هذا المجلس. ألهذا أردتم لجلستكم الأخيرة أن تكون سريّة. هل استحيتم؟ ألهذا تقدّم 10 منكم بطلب أن تكون هذه الجلسة التي تصاغ فيها قرارات خطيرة بهذا الحجم، وهي الجلسة التي تهم كل مواطن أن يشهدها مباشرة. أردتموها سرّية؟ وقمتم بسحب هواتف الأعضاء كي لا يتم تسريب أسماء الذين سيمررون القرار ببرود النُذل. أتخشون أن تعرف الناس أسماءكم؟ أتخشون محاسبة أهلكم وأقربائكم وأصدقائكم وناخبيكم؟ أتخشون توبيخهم كلما رآكم أحدهم في مكان ما، أو شتمكم كلما مرّت أسماؤكم على مسامعهم، وكلما اكتووا بنار الأسعار التي ستضيف همّاً جديداً إلى همومهم المعيشية اليومية. لكن مهما أردتموها سرية، ومهما سُحبت الهواتف النقالة كي لا يتم تصوير مشاهد خزيكم أو تمريرها، فقد عرفكم البحرينيون بشنار فعلكم، وصرتم في قائمة عارهم، فلا الأسماء تخفى ولا الأفعال السوداء تُمحى.

أيها النواب.. ليبصق التاريخ على وجوهكم النتنة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus