التحالف بقيادة السعودية يوقف الهجوم على الحديدة بعد دعوات متزايدة من الغرب
2018-11-16 - 1:38 م
مرآة البحرين (رويترز): قالت ثلاثة مصادر لرويترز يوم الخميس إن التحالف بقيادة السعودية أمر بوقف حملته العسكرية التي تستهدف الحوثيين الموالين لإيران في مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، امتثالا على ما يبدو لضغوط الغرب الداعية لإنهاء الحرب.
ودعا حلفاء غربيون رئيسيون، بينهم الولايات المتحدة، بإلحاح لوقف إطلاق النار قبل استئناف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وأدى الصراع المستمر منذ قرابة أربع سنوات إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وتسبب في كارثة إنسانية بالبلد الفقير بما يهدد ملايين الأرواح.
وبدأ الهجوم على الحديدة هذا العام واستؤنف الشهر الماضي بعد توقف دام عدة أشهر. ويهدف الهجوم إلى قطع طريق الإمداد الرئيسي عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وتخشى الأمم المتحدة من أن الهجوم قد يحرم ملايين الأشخاص من الوصول إلى الغذاء والدواء وهم بالفعل على شفا المجاعة.
وقال مصدر عسكري مؤيد للتحالف إن التحالف أصدر تعليمات لقواته على الأرض بوقف القتال داخل الحديدة. وأكد مصدر في قوة عسكرية أخرى مدعومة من التحالف صدور هذا الأمر.
وقال مصدر ثالث غير عسكري على علم بالقرار إن التحالف يستجيب لمطالب دولية بوقف إطلاق النار لضمان حضور الحوثيين محادثات السلام المزمعة.
وأصبحت الحديدة هدفا رئيسيا للتحالف الذي يضم دولا سنية ويحاول إخراج الحوثيين منذ 2015 بعدما سيطروا على العاصمة صنعاء وأطاحوا بالحكومة. ويسيطر الحوثيون حاليا على أغلب المناطق المأهولة بالسكان في اليمن فيما تسيطر الحكومة من المنفى على شطر من جنوب البلاد.
وقدمت دول غربية حتى وقت قريب أسلحة ومعلومات للتحالف بقيادة السعودية، لكنها شددت موقفها فيما يتعلق باليمن بعد قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول أوائل الشهر الماضي.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الخميس إن بلاده تؤيد مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال الجبير للصحفيين "نحن ندعم الحل السلمي في اليمن ونحن ندعم جهود المبعوث الأممي للقضية اليمنية... نحن ملتزمون بتقديم كافة الدعم الإنساني للأشقاء في اليمن". جاء ذلك في مؤتمر صحفي علق فيه بشكل منفصل على مقتل خاشقجي وقال إن القضية لا يجب أن تسيس.
ولم يؤكد المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي صدور أمر وقف الحملة العسكرية، قائلا إن العمليات مستمرة. وقال المتحدث باسم التحالف لرويترز إن لكل عملية سماتها وإيقاعها، لكنه لم يتحدث بتفصيل.
وقال محمد علي الحوثي، وهو قيادي حوثي وعضو باللجنة الثورية العليا للجماعة، لرويترز إن الجماعة لم تر بعد إعلانا رسميا عن وقف الأعمال العدائية وإن هناك مناوشات مستمرة بالضواحي الخارجية للحديدة.
* بؤس وسط هدوء
قال سكان إن اشتباكات الشوارع في الحديدة تراجعت خلال الأيام الثلاثة الماضية وساد الهدوء المدينة يوم الخميس. ونفذت طائرات التحالف الحربية ضربات جوية متقطعة معظمها خلال الليل.
وقالت واحدة من السكان تدعى أروى محمد "سمعنا بعض القصف المتقطع بقذائف (الهاون) هذا الصباح، لكن الهدوء شديد الآن... بدأ الناس يخرجون من منازلهم. لا نريد أن يُستأنف القتال لأن وضعنا بائس".
وحذرت منظمات إغاثة دولية من أن شن هجوم شامل على الحديدة، التي تعد منفذ دخول 80 في المئة من واردات الغذاء وإمدادات الإغاثة للبلد الفقير، قد يؤدي إلى مجاعة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو 22 مليون يمني، من إجمالي عدد السكان البالغ 29 مليونا، يعتمدون على المساعدات الإنسانية. ويعتبر نحو 18 مليونا في عداد الذين يعانون الجوع و8.4 مليون يعانون الجوع الشديد.
وتخلى التحالف عن محاولته الماضية للسيطرة على الحديدة في يونيو حزيران الماضي دون تحقيق مكاسب وسط مخاوف من حدوث كارثة إنسانية.
ويقول محللون إن السعودية والإمارات، التي تقود العمليات بالساحل الجنوبي والغربي لليمن، تريدان الخروج مما أصبح ورطة عالية التكلفة، وإن أي محادثات للسلام يجب أن تتغلب على حالة الارتياب العميق بين كل الأطراف.
ويحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث إنقاذ المحادثات بين الأطراف اليمنية المتحاربة بعد انهيار الجولة الأخيرة في سبتمبر أيلول بعدم حضور الحوثيين.
ويأمل المبعوث في إجراء المحادثات قبل انتهاء العام الجاري للاتفاق على إطار عمل لتحقيق السلام في ظل حكومة انتقالية.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن السويد تستعد لاستضافة المشاورات عندما تصبح الأطراف "مستعدة للحديث".
وأضاف "سأصف العملية بأنها إيجابية قليلا. اتُخذت خطوات خلال الأسابيع الماضية نحو محادثات السلام".
ورحب أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية باستئناف مبكر للمحادثات، قائلا إن التحالف سيثير المسألة في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة.
وكتب على تويتر يوم الأربعاء "سيحث التحالف كل الأطراف على استغلال الفرصة المتاحة لاستئناف العملية السياسية".
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية يوم الخميس أن السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا شكلت لجنة لمعالجة الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، بما يشمل دعما محتملا للبنك المركزي اليمني.
- 2024-05-20مرشد الثورة يعلن الحداد العام في إيران لمدة 5 أيام لاستشهاد الرئيس ومرافقيه
- 2023-06-19السلطات السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق معارض من القطيف
- 2022-12-12عضو في الكنيست يتوقع اتفاقيات سلام مع السعودية العام المقبل
- 2022-12-03وزير الشؤون الإسلامية السعودي محذّرا من "الإخوان المسلمين": من يريد وطنا مستقرا فلا يأمن لهم
- 2022-07-05ازدياد قياسي في التجارة بين الكيان الصهيوني والدول العربية بعد اتفاقيات أبراهام