تمخض الجمل فولد فأرا، وأي فار. بعد فأر رؤية 2030 الذي لم تعد تلحظه العين المجردة ولا حتى بمكبرة سمكها سنتيمتر فاجأنا الجمل بعد مخاض عسير وصرخات وآهات بولادة (فأر) آخر.

عمت البلد الأفراح والليالي الملاح وتكحل المواطنون في الجرائد الصفراء وصفحات السوشيال ميديا بصورة فريق العمل الفذ الذي لقّح الجمل ليحمل لنا الفأر الجميل ذو البركة. سارع الصحفيون وكتاب الأعمدة والخبراء الاقتصاديين بوصف محاسن فأر 2022 وسطروا الملاحم بالبنط العريض ومنها «أبشروا يا مواطنين ياغلابة فبعد العشرين العجاف وربط الأحزمة التي كادت أن تعصر أوساطكم سوف يحقق الفريق الفذ التوازن المالي».

وقيل في الفأر الجديد «مع التوازن لن تضطروا إلى دفع ضرائب أكثر، ولن تفقروا أكثر، ولن تطفشوا أكثر». عنوان كبير آخر "أيها المواطنون خبّئوا ثياب الحداد وأخرجوا ثياب البهجة فأيامكم السعيدة التى لم تروها بعد قادمة لا محالة».

وكتب آخر «لم نفق من سكرة إكتشاف النفط الصخري الذي سيحول كل بحريني إلى (بيل جيتس) حتى بشرونا بخطة التوازن المالي، بسنا فرح بسنا، قلبنا الرقيق لا يتحمل».

خرجت فرق العرضة وهي تهز سيوفها وفرق الليوه وهي تهز مؤخراتها ابتهاجا بالمولد المبارك، وانبرى الشعراء الغاوون بتأليف قصائد الشعر. كما تعاون الملحنون والمغنون بابداع أغاني وطنية ملحميه منها (جانا الهنا جانا والسعد صار ملقانا وخسروا اللي مو ويانا) وحتى بالأجنبي تصدرت قائمة الأغاني الراب العالمية أغنية (Twenty twenty tow we are rich, me and you) وحتى ضاربات الودع والمنجمات أكدن أن الفأر هذه المرة  سيكون له شأن كبير.

حتى في المقاهي الشعبية تم إطلاق تسمية  التوازن المالي على إحدى المشروبات وحقق نجاحاً كبيراً إذ تهافت على طلبه البسطاء حتى فاق الطلب على مشروب (بصوتك تقدر) ومشروب (صوتك أمانه) ومشروب (نلبي الواجب) ولم يتوقف الأمل حتى إن كل الذين تقدموا للخطوبه من فتيات أحلامهم وتم رفضهم لسوء الحال وقصر اليد وبئس المصير تمت الموافقة عليهم مؤخرا على أن يؤجل الزواج حتى 2022.

تصدر الشعار الكبير العلامات التجارية العالمية، وطُبع اسمه على الفانيلات والقبعات وحتى الكرفتات والغتر والبشوت، وخرج فرمان ملكي: «يا ويله وسواد ليله أي واحد يتخلف او يتقاعس عن لبس الشعار إذ سيحرم من لقب المواطن الشريف والمطيع». حتى في وسائل التواصل الاجتماعي حقق هاشتاق #فأرـ2022 تفوق على كل الترندات وكما يقول إخواننا المصريين "زغردي يااللي مش معانا" رغم أن أول هدف لم يتحقق وهو الحكومة المصغرة اللي وعدوا وتوعدوا بها وهي التي ستحل كل المشاكل وستكافح الهدر والتبذير، فهاهم صدموا العالم بحكومة موسعة. بعد انتهاء الزار تساءل رواد مقهى ساحة الأشراف: «متى سيلد الجمل فأراً آخر خصوصاً ونحن في غمرة احتفالات مملكة البحرين 16 ديسمبر بالعيد الوطني؟».