مذكّرات 2018: الشيخ عيسى قاسم يغادر البحرين

2019-01-01 - 2:20 ص

مرآة البحرين (خاص): وضع المرض حدا للإقامة الجبرية المفروضة على الزعيم الروحي للشيعة في البحرين، آية الله الشيخ عيسى قاسم، منذ 23 مايو/أيار 2017، حين فضّت السلطات اعتصاما طوّق منزله حوالي العام، في عملية راح ضحيتها 5 شهداء، كشفت جهات في المعارضة أنهم تعرضوا لإطلاق نار من مسافة لا تتعدى خمسة أمتار.

وبعد تدهور خطير في صحته منتصف العام الماضي، سمحت السلطات للشيخ عيسى قاسم بمغادرة البلاد إلى لندن للعلاج، ليبقى في الخارج حتى نهاية العام، وذلك بعد أن بقي تحت الإقامة الجبرية أكثر من عام.

مع مطلع العام (يناير/كانون الثاني)، أيّدت محكمة التمييز حكما بالحبس سنة مع وقف التنفيذ بحق آية الله قاسم، كان قد صدر ضدّه على خلفيّة ما عرف بقضية جمع أموال فريضة الخمس. وكانت السلطات تنظر إلى هذا الحكم على أنّه خطوة كبيرة لإسدال الستار على ملف قاسم، حتى مع استمرار فرض الإقامة الجبرية عليه، والحصار على قريته، إلى أجل غير مسمّى.

لكن اسم الشيخ عيسى قاسم قفز مجددا إلى الإعلام الدولي غير مرّة خلال العام 2018. ففي الشهر ذاته نقل إلى المستشفى مجددا للخضوع إلى عملية جراحية. وفي أبريل/نيسان نقل الشيخ إلى المستشفى مرة أخرى على يد عائلته لإجراء فحوصات، وعاد بعد يوم إلى منزله، وسط تشديد أمني.

الأمم المتحدة كشفت في يونيو/حزيران عن رسالة طالبت فيها حكومة البحرين بتفسيرات حول التدهور الخطير في صحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، والقيود المفروضة على حصوله على الرعاية الطبية، لدرجة أن حياته معرضة للخطر، وبشأن الإقامة الجبرية المستمرة عليه.

وفي ذات الشهر، نقل الشيخ عيسى قاسم للمستشفى بسيارة إسعاف إثر تدهور صحته بشكل خطير، إلى حد فقدانه القدرة على الحركة. واعتقلت السلطات نجل الشيخ وصهره اللذين كانا يرافقان سيارة الإسعاف، لمدة 6 ساعات.

خضع قاسم إلى عملية جراحية عاجلة، وتناقلت وكالات الأنباء تطورات وضعه الصحي باهتمام كبير. أسوشيتد برس أشارت في هذا السياق إلى حقيقة أن قاسم يمكن أن يرحّل في أي وقت بعد أن جرّدته السلطات من جنسيته في يونيو/حزيران 2016.

في 7 يوليو/تموز قال وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة إن الملك أمر "بتسهيل إجراءات سفر الشيخ عيسى قاسم للعلاج في الخارج و ذلك حسب رغبته ورأي أطبائه، و تغطية أية تكاليف يتطلبها العلاج".

غادر الشيخ عيسى قاسم البحرين إلى لندن في 9 يوليو/تموز، بجواز سفر مؤقّت أصدرته السلطات له، لينقل فور وصوله للمطار بسيارة إسعاف إلى المستشفى، وبعد فحوصات مطوّلة، خضع قاسم إلى عملية جراحية استغرقت ساعات وأُعلن عن نجاحها بعد أيام.

وبحسب بيانات الفريق (الخاص) بمتابعة حالته، استدعى وضع الشيخ الصحّي بقاءه تحت متابعة الأطباء في لندن، ثم أجريت له عملية أخرى في العين خلال سبتمبر/أيلول، وأخرى في العمود الفقري خلال نوفمبر/تشرين الثاني.

في 26 ديسمبر/كانون الأول أُعلن عن مغادرة آية الله قاسم لندن إلى العراق، حيث وصل إلى النجف الأشرف لزيارة العتبات المقدّسة، ثم استقبله المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في لقاء خاص.

من جانب آخر، ظلت تردّدات قضية الشيخ عيسى قاسم واقتحام الدراز حاضرة طوال العام 2018، وحتى بعد مغادرته البلاد، واعتقل خلال العام 2018 عدد من رجال الدين البارزين لتنفيذ أحكام بالحبس بسبب مشاركتهم في الاعتصام المحيط بمنزل قاسم، كالشيخ محمود العالي، والشيخ حمزة الديري.

وشُكّلت قضيّة ضد حوالي 171 شخصا اعتقلوا من محيط الاعتصام، في أكبر محاكمة جماعية من ناحية عدد المتّهمين، وفي حين أفرجت السلطات عن 140 شخصا منهم، استمرّت في إجراءات المحاكمة حتى نهاية العام.

وفور مغادرة الشيخ عيسى قاسم البلاد، قامت السلطات بإزالة حواجز أمنية أقيمت في الشوارع القريبة من منزله، كما أزيلت نقاط التفتيش المحيطة بالدراز، وفتحت منافذها بعد حصار دام  أكثر من عامين.

ودار في الوقت ذاته جدل حول استئناف صلاة الجمعة في جامع الصادق بالدراز، والتي كان يؤمها الشيخ عيسى قاسم. تواردت أنباء عن سعي السلطات لتسمية خطيب الجامع قبل السماح بعودة الصلاة إليه، وأصدر أهالي الدراز بيانا وقفوا فيه بوجه تدخّل السلطات في الشعائر الدينية، ومحاولة فرضهم وصاية رسمية عليها.

انقضى العام 2018 والمنع مستمر على أكبر صلاة جمعة للشيعة في البحرين، ليكمل حوالي 138 أسبوعا.

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus