هل يسخر هؤلاء من البحرينيين؟

وزير الإسكان يحتفل بتخرّج ابنه من جامعة بورتسموث البريطانية يوليو 2017
وزير الإسكان يحتفل بتخرّج ابنه من جامعة بورتسموث البريطانية يوليو 2017

2019-03-17 - 12:38 م

مرآة البحرين (خاص): عيّنة جديدة من التصريحات الرسمية والمواد الإعلامية الموجهة للمواطن البحريني، أقل ما يقال عنها أنها استحقار للبحرينيين. إننا أمام عمل حكومي جديد مستخف بعقول المواطنين ولا يضع لمشاعرهم أي اعتبار.

لقد كانت كلمات وزير الإسكان باسم الحمر من أكثر التصريحات استفزازا للبحرينيين. لم يسخر الرجل من عقول المواطنين فقط بل بمشاعرهم وأحلامهم في بيت الإسكان الذي ينتظرونه لعقود: بيوت الإسكان لا تضيق إلا في القلوب الضيقة!

بالتأكيد لن يكن تصريح الحمر آخر التصريحات تُحرّم على البحرينيين تحقيق أحلامهم. مع هذه السلطة، انتهى زمن تحقيق الأحلام، كل ما على البحرينيين أن يفعلوه هو أن يتخيلوا أن مسكنهم الذي يشبه «القرقور» هو أحد قصور الساكنين في الرفاع.

يقول ولد الحمر للبحرينيين إن السعة في القلب، فإذا كان قلبك واسعا سيكون بيتك واسعا. بهذا المنطق، لا داعي أن تقوم الدولة ببناء البيوت، فعلى العوائل البحرينية التي تسكن في غرفة وحمام مقرف أن تتخيل وجود حمام سونا، مطبخ، صالات وغرف وحديقة خلفية، وبذلك سيكون حلمهم في المنزل واقعا.

لا يبالغ بعض البحريين إذا علّقوا على مثل هذه التصريحات قائلين بأن الحكومة تريد «تطفيشنا من الديرة». فهل يمكن لمسؤول يحترم نفسه أن يرد على شكاوى المواطنين من ضيق بيوت الإسكان، بأنك إذا أقنعت نفسك أنها ضيقة ستكون ضيّقة؟!

ثم هل يمكن لمسؤول بحريني في ظل شعور البحرينيين بالغُبن من تقديم الأجانب والمجنسين عليهم في التوظيف أن يخرج ليشيد بتحوّل البحرين إلى المركز الأول على مستوى العالم كأفضل الوجهات التي يختارها المغتربون للعيش والعمل.

في هذا التوقيت بالذات يجب أن يبحث وكيل الهجرة والجوازات راشد بن خليفة آل خليفة عن أرقام تؤكد سعادة المواطنين في بلادهم، لا أن يحتفل بأن مزيد من الأجانب يرغبون بالإقامة في البحرين من أجل العمل.

إنه مبتهج بأنه يعالج طلبات مزيد من الأجانب في الوصول للبحرين لأخذ وظائف البحرينيين ومنافستهم في سوق العمل الصغير، ومضايقتهم في الخدمات المحدودة. هو يبتهج عندما يتألم البحرينيون ويتذوقون مرارة الغربة وسط فرجانهم.

نعم هم يبتهجون بآلامنا، وإلا كيف للحكومة أن تسرّح 9 آلاف بحريني من خيرة كوادرها في شتى المجالات تحت برنامج التقاعد الاختياري بينما تبقي على 9 آلاف أجنبي يعملون في وظائف بعضها قد يشغلها خريجو الابتدائية.

لم تكتف الحكومة بذلك، بل نشرت وكالة الأنباء الرسمية تقريرا مزوّرا تضحك فيه على البحرينيين بما أسمته قصص نجاح متقاعدين اختياريا في مجال الأعمال. أحدهم يقول إنه افتتح مشروعا في القطاع الرياضي بفضل التقاعد الاختياري، ويفكر في توسعة مشروعه وفتح فروع جديدة وتوظيف بحرينيين.

ويقول آخر اسمه سعود الصبحي «أحاول الآن بعد تفرغي الكامل لمشروعي أن أوسع من قاعدة أعمالي وتشغيل عدد من الشباب البحرينيين بما يعود بالمنفعة على بلدي ومواطنيه».

من هذا الصبحي؟ ومتى تقاعد؟ ومتى بدأ مشروعه حتى يقوم بتوسعته وتوظيف بحرينيين؟ قد يكون هذا الصبحي شخصية وهمية حتى لا وجود لها، وإنها مجرد محاولة تذاكي على المواطن لتجميل مشروع ارتجالي من بوابة أن «البحريني يسهل الاستخفاف به»؟