حملة لإخراس البحرينيين وتخويفهم.. السفير السعودي ينضم لفرقة «اقمعوه»!
2019-03-21 - 6:21 ص
مرآة البحرين (خاص): ليست فرقة شرشحوه، هي الخطر، فالمغرّدون بحرينيون والبلاد بلادهم، والعاطلون أبناؤهم وبناتهم، والمستقطع منه هي أموالهم، ولكن الخطر أن يرعى سفير دولة خليجية حملة التحريض ضدهم وينضم لفرقة « اقمعوه» «احبسوه» «عذّبوه» «افصلوه».
هذا هو الخطر الأكبر من سلطة تخرس إزاء الانتقادات وفقدت كل منطق واستقلالية وترسل طبّاليها وطبّالاتها ليحرضوا ضد أبناء بلدهم الذين قرأو في دستورهم في المادة الثالثة والعشرين «لكل إنسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما». والطامة أن تصبح حملة «اقمعوه» تحت رعاية دولة كالسعودية!.
بعد حملة من ستة مقالات تحريضية كتبها محمد مبارك جمعة، وسوسن الشاعر عبر صحيفتي أخبار الخليج، والوطن، ضد البحرينيين الذين عبروا عن مخاوفهم إزاء تآكل امتيازاتهم المعيشية، دخل على خط التحريض سفير المملكة العربية السعودية في البحرين عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ بشكل شخصي، واعتبر ما يجري عبر وسائل التواصل من انتقاد للسعودية ودورها في البحرين «حملة مغرضة». وهو ما يشكل رعاية سعودية رسمية لحملة تخويف البحرينيين، وغطاءً لما قد يتعرض له المغردون من مخاطر.
خلفية ما يجري، هو أن بعض النشطاء البحرينيين انتقدوا تصريحاً للسفير السعودي أدلى به في 9 مارس الجاري، إذ برغم معاناة أعداد كبيرة من المعلّمين والمعلمات البحرينيات البطالة، وفي وقت أعلنت فيه الحكومة البحرينية عمّا أسمته البرنامج الوطني للتوظيف، خرج السفير السعودي ليعلن «إيفاد السعودية لقرابة 274 معلماً سعودياً للمدارس البحرينية».
وأتى تصريح السفير دون أي اكتراث بالجدل الواسع الذي يحدث داخل البحرين، إذ يتحدث مئات البحرينيين بشكل علني عن تهميشهم وازدياد البطالة بينهم، بينما تفضل كلّ من الحكومة والقطاع الخاص توظيف الأجانب بدلاً منهم.
جانب كبير من انتقادات المواطنين تنصب على وزارة التربية والتعليم التي خرج منها أكثر من 3634 كادراً تعليمياً للتقاعد الاختياري بل إنهم شكلوا 45% من إجمالي المتقاعدين المقبولين في التقاعد الاختياري، ورغم هذا الفراغ الهائل خرج مسؤولو وزارة التربية والتعليم ليقولوا إنهم لن يوظفوا أحداً، وبدأوا اجتماعات مع إدارات المدارس لزيادة الأعباء الوظيفية على المعلّمين، ثم أتى تصريح السفير السعودي ليثير غضب البحرينييين الذي كانوا ينتظرون توظيف أبنائهم العاطلين.
من هنا استغل وكيل وزارة التربية والتعليم للموارد والخدمات محمد مبارك جمعة الفرصة ليستثمر عموده في صحيفة أخبار الخليج بخبث، وكتب ثلاثة مقالات تحت عنوان «من يدير السخط على الدولة» متهمًا البحرينيين الذين يعبرون عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم يعملون ضمن حملة ممنهجة لإثارة السخط والاستياء على الدولة.
ثم بعد أن نشرت (مرآة البحرين) تقريراً عن تأثير تصريح السفير السعودي على عمل لجنة تحقيق نيابية يفترض أنها تحقق في أسباب عدم توظيف البحرينيين في القطاعين العام والخاص واستقالة ثلاثة من أعضائها، وقيام بعض المغرّدين البحرينيين بانتقاد التصريح السعودي بهذا الشأن، حرّف محمد مبارك جمعة القضية واعتبرها هجوما ضد السعودية وكتب مقال «السعودية خط أحمر».
وبعدها انضمّت سوسن الشاعر للكتابة ضد المغردين البحرينيين، وكتبت مقالين هما «أترك لكم التعليق»، و«خطر فرقة شرشحوه»، وذلك بعد حملة انتقادات شعبية طالت وزير الاسكان باسم الحمر، وعضو مجلس الشورى عادل المعاودة، واعتبرت الشاعر المغرّدين أناساً متنمّرين، ووصفتهم بالفوضويين، وحرّضت ضدهم كفئة لا فائدة من إفساح المجال لها. حسب تعبيرها.
اكتملت الحملة بنزول السفير السعودي الذي وجه رسالة شكر رسمية معلنة لمحمد مبارك جمعة نشرتها صحيفة أخبار الخليج، دعم خلالها الحملة ضد المغردين البحرينيين، وهذا ما يشكل ربما سابقة من سفير سعودي في البحرين، فقد اعتبر السفير الانتقادات حملة مغرضة على السعودية، دون أن ينسى أن يلوّح بأن السعودية لن تألوا جهداً في الوقوف مع البحرين في «شتى المجالات و الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية».
وبذكر السفير للدعم على «الصعيد الأمني» يصبح الأمر أكثر وضوحاً لدى البحرينيين، لذلك لم يخجل محمد مبارك جمعة من تهديد المغردين الذين سارع بعضهم خوفاً بحذف تغريدات ناقدة كتبها، وبعضهم تراجع حتى عن إعادة التغريدات الناقدة، فكتب (جمعة) عبر تويتر منتشياً بالدعم السعودي له «حذف التغريدات (وحذف إعادة التغريدات) ضد المملكة العربية السعودية لن ينفعكم الآن»، صار يهدد أبناء بلده ويتوعدهم بعد الدعم السعودي السافر في قضايا تمس الشؤون الداخلية للبلاد.
ليس الخطر من الشرشحة والانتقاد القاسي، بل الخطر ممن يهددون، بالقمع، والاعتقال، فرقة شرشحوه فرقة مسالمة، وفرقة (اقمعوه) فرقة متنمّرة لا تتردد في إيقاع الأذى بالمختلفين معها.