أمير قطر يغادر القمة العربية في تونس بشكل مفاجئ

2019-04-01 - 3:03 م

مرآة البحرين (أ.ف.ب): انعقدت الأحد القمة العربية الثلاثون في تونس وتخللتها دعوات لتجاوز الخلافات والأزمات التي تشهدها المنطقة، إلا أن أجواء خلاف ظهرت بعد أن غادر أمير قطر من دون إلقاء كلمته، كما جرت في الشارع احتجاجات ضد القمة.

وكتبت وكالة الأنباء القطرية أن الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "غادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين".

وأضافت الوكالة أن أمير قطر بعث "ببرقية إلى الرئيس التونسي أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس"، معرباً عن تطلعه إلى أن "تسهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية".

ولم يصدر أي موقف رسمي يشرح سبب مغادرة أمير قطر القمة.

وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته الافتتاحية ما سمّاه تدخل كل من إيران وتركيا في شؤون العرب الداخلية، قائلا "إن التدخلات من جيراننا في الإقليم وبالأخص من إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية، لذلك فإننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات" على حد قوله.

وتابع أبو الغيط "التعدي على التكامل الإقليمي ... هو أمر مرفوض عربيا"، مؤكدا انه "لا مجال الى أن يكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا تسميها على سبيل المثال مناطق آمنة" في إشارة الى الكلام عن منطقة آمنة في شمال سوريا ستكون لتركيا الكلمة الأساسية فيها.

وغادر أمير قطر خلال إلقاء أبو الغيط كلمته في قمة تعد من المناسبات القليلة التي يكون فيها مع العاهل السعودي في مكان واحد، منذ اندلاع الأزمة بين البلدين.

وقال مسؤول تونسي لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه إن أمير قطر غادر مقر القمة "وغادر تونس".

وقطعت مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر في الخامس من يونيو/حزيران 2017 على خلفية اتهام الدوحة بتمويل "الإرهاب" وهو ما تنفيه الدوحة.

ووجهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي دعوة الى أمير قطر للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض إلا أنه لم يحضر. وكان قد شارك في قمة مجلس التعاون الخليجي عام 2017 التي عقدت في الكويت، إلا أن الملك السعودي لم يحضرها.

من جانبه، قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في كلمته "من غير المقبول أن يظل الوضع على ما هو عليه وتستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والإرهاب".

وتابع الرئيس التونسي "كما أنه من غير المقبول أن تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك".

ودعا الباجي إلى "استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا" وذلك "بتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا".

وتسلم الباجي قائد السبسي رئاسة القمة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

كما استأثر ملف الجولان بمكانة في خطابات غالبية المتكلمين رافضين قرار ترامب الأخير ومصرين على اعتبار الهضبة أرضا سورية محتلة.

واحتلت إسرائيل الجولان عام 1967 وضمته عام 1981. ووقع ترامب الإثنين على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة، مثيراً موجة من الاحتجاجات في العالم ضد القرار الذي يأتي في أعقاب قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ورأت دمشق في القرار "اعتداء صارخاً على سيادة ووحدة أراضي" سوريا.

احتجاجات

ودعا بضع عشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان والنقابيين من تونس والمغرب ومصر خلال ندوة الأحد، قادة دولهم لمكافحة الفساد والبطالة.

وقال نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري لفرانس برس "الوضعية في العالم العربي تدعو للقلق سواء على المستوى السياسي أو على مستوى حقوق الإنسان وعلى الحريات بشكل عام ... الهدف هو تحريك المياه الراكدة في الدول العربية ودعوة النخب العربية أن تتخلص من الخوف".

وأصدرت كل من نقابة الصحافيين التونسيين والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب رسالة أطلق عليها اسم "إعلان حرية الإعلام في العالم العربي" مطالبين القادة العرب بتبنيها ودعمها.

وجاء في الوثيقة "نداء عاجل" لكل الدول العربية التي تعتقل صحافيين او تسجنهم بسبب عملهم المهني وبسبب التعبير عن آرائهم لإطلاق سراحهم.

كما جاء في النص أيضا أن "المنظومة التشريعية والتنظيمية لقطاع الإعلام في مجملها لا تزال مقيدة لحرية الصحافة وحقوق الصحافيين المهنية".

ونظم نحو مئة شخص من الموالين للأحزاب اليسارية في تونس تظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة مرددين هتافات من قبيل "الشارع ملك الشعب" و"قمة العار" و"سلمان أنت حليف أميركا"، في إشارة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وتمركزت تسعة صفوف من قوات الأمن في الطريق المؤدية إلى قصر المؤتمرات مقر انعقاد القمة، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المكان.

كما رفع بعض المتظاهرين صورا للرئيس السوري بشار الأسد مطالبين بعودة سوريا لجامعة الدول العربية.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus