إسرائيل تفضح البحرين... وتسيبي ليفني تحبّذ أن يبقى ما في «الغرف المغلقة» بداخلها؟

ولي عهد البحرين مصافحاً الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز خلال لقاء في دافوس 29 يناير 2000
ولي عهد البحرين مصافحاً الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز خلال لقاء في دافوس 29 يناير 2000

2019-04-02 - 9:56 ص

مرآة البحرين (خاص): لا يوجد هامش كبير للتذاكي فيما يتعلق بدعوة وزير الإقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين للمشاركة في مؤتمر ريادة الأعمال الذي تستضيفه البلاد منتصف الشهر الجاري. في الهامش الضيّق نفت الحكومة فأكّدت.

لقد أقر البيان الرسمي أن البحرين بصفتها «الدولة المنظمة للمؤتمر، قامت بدعوة المشاركين من دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة باستثناء الدول التالية: إسرائيل، ميانمار، كوريا الشمالية، تايوان، إيران، قطر».

وتشير هذه الفقرة بوضوح إلى أن من قام بتوجيه الدعوات الرسمية لجميع المشاركين في المؤتمر هي الحكومة وليست صندوق العمل «تمكين». فلماذا يكون الصندوق هو المسؤول عن توجيه الدعوة للمشاركين الإسرائيليين فقط؟

كانت «تخريجة الحكومة» سخيفة عندما أشارت إلى أن المنظمين لديهم الحق في توجيه الدعوات لأي دولة. والتساؤل البديهي:  أليست تمكين مؤسسة رسمية يُعين الملك أعضاء مجلس إدارتها؟ ألا يفترض أنها ملزمة كغيرها من الجهات باتباع سياسات الدولة فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية؟ ماذا لو دعا الصندوق قطر وإيران مثلا للمشاركة في المؤتمر؟

إذا اختارت الحكومة أن تطبّع سرا وتقاطع علنا فهذا ما لم يعد يقبله الإسرائيلي. فقد أعلن مسؤول صهيوني منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 عن تلقي وزير الإقتصاد الإسرائيلي دعوة رسمية لزيارة البحرين للمشاركة في المؤتمر.

وقال وزير الاقتصاد الإسرائيلي إيلي كوهين في مقابلة إذاعية «أنا بنفسي تلقيت دعوة شخصية من البحرين»، مضيفا لراديو الجيش الإسرائيلي إن الدعوة لمؤتمر في الربع الأول من 2019 «في مجال التكنولوجيا الحديثة الذي تعد دولة إسرائيل بكل تأكيد من رواده».

وقال مسؤول إسرائيلي مطلع ردا على طلب بتوضيح أمر الدعوة إن المؤتمر الذي دعي الوزير لحضوره هو مؤتمر وزراء الدول الناشئة في مجال التكنولوجيا يوم 15 أبريل نيسان وهو منتدى لصناع القرار الحكوميين لبحث كيفية تطوير المشروعات.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المسألة إن المبادرة جاءت من حكومة المنامة التي أرسلت الدعوة عن طريق سويسرا.

في كل مرة تفضح إسرائيل ما يدور في الخفاء ولا تدع مجالا لحلفائها من العائلة الحاكمة أن يتحركوا. وليست المرة الأولى التي تكشف إسرائيل التودد البحريني لها، فقد سرّب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصريحات من وزير الخارجية البحريني كان يفترض أن تكون خاصة.

وكان وزير الخارجية خالد بن أحمد يقلل، خلال ندوة خاصة على هامش مؤتمر وارسو فبراير الماضي، من أهمية الخطر الذي تمثله إسرائيل على أمن المنطقة والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني في مقابل ما أسماه التحدي القادم من إيران.

وانتقدت قائدة حزب «هاتنوعا» تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية السابقة، تسريب مكتب رئيس الوزراء للفيديو، قائلة إن نتنياهو يخاطر بالعلاقات مع الدول العربية لأسباب سياسية.

وأضافت «منذ سنوات وأنا أجري تواصلا صامتا مع قادة عرب لا نقيم معهم علاقات دبلوماسية، ولم أنشر أي شيء من هذه اللقاءات».

إذا كانت الحكومة لا تريد الاستجابة إلى المطالب الشعبية بعدم التطبيع مع إسرائيل، فإنه يتعيّن عليها أن تطلب من صديقتها تل أبيب أن تحترمها قليلا وأن لا تذيع اللقاءات الحميمية أو تبادل الغزل الذي يجري في الغرف المغلقة، وهو ما تؤيده ليفني التي كانت تقيم «علاقة صامتة» ببعض الزعماء!