آية الله قاسم يدعو إلى إحياء لائق ليوم القدس العالمي ويندد بـ "صفقة القرن"

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

2019-05-31 - 4:29 م

مرآة البحرين: دعا الزعيم الروحي للأغلبية الشيعية في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم الجماهير إلى تجديد العهد مع فلسطين، مطالبا بإحياء يوم القدس العالمي إحياءً لائقاً بالقضية.

وندد قاسم بصفقة القرن قائلاً إنها صفقة بيع دنيئة حقيرة، غبية وخاسرة.

وفيما يلي نص البيان:

إنَّه لتجديد جماهير الأمَّة العهد مع القدس والأقصى، وكل فلسطين، وكل مقدسات الأمة وقضاياها الغالية، وكل شبر من أرض الإسلام، وكل مستضعف في العالم؛ بأنَّه لا سكوت على باطلٍ، ولا تسليم بواقعٍ فاسدٍ، ولا صمت أمام عدوانٍ، ولا تفريط في حقٍّ، ولا هزيمة أمام الاستكبار، ولا تراجع عن الدّين، والحريَّة، والكرامة، ولا مهادنة والقدس مغتصبة، والأمة مضامة، والحقّ منهوب، والإسلام مقهور.

 

إنَّه نداءٌ لكلِّ جماهير الأمَّة، وأجيالها، بألاّ يستريح لها بالٌ، ولا يغمض لها جفنٌ، ما لم تستردّ السيادة، وتعز المقدسات، وتكون الأرض، وثروتها، لأهلها الشرعيين، ويستقلَّ القرار، ويتحرر عن الهيمنة الأجنبية المتغطرسة، وإرادة المستكبر.

 

إحياءُ يومِ القدسِ العالميّ الإحياء اللائق بالقضية، والبناء في الحركة على خطه، وفي ضوء هدفه طوال العام من قِبَل علماء الأمَّة، ومثقفيها، وجماهيرها، للاستعداد والتأهّب للزحف الشّامل، والنفير العام، والمواجهة المصيرية لتحرير فلسطين، والقدس، والأقصى، ولعزّة وكرامة الأمّة.

يوم القدس لهذا، وللردّ على دعاة الاستسلام، والانسحاب، والتراجع، وإعلان الهزيمة.

 

أمَّا *صفقة القرن*، وورشة السَّلام من أجل الازدهار -هذا العنوان الزور المضلِّل- فمن أجل الالتفاف على وعي الأمة، وخداعها، ولتفريغ نفسيتها من الحماس للقضية للحق، والنقمة للكرامة، والثورة على الضيم، ومكابرة العدوان، والإصرار على إنزال الهزيمة بالمعتدي.

 

الصفقة والورشة لتسترخي الأمَّة، وتستكين، وتعطي القبول لعقد العبودية، وإملاءات الأعداء، والتبعية النهائية للسياسة المعادية، والاعتراف بموقع الصغار والهوان، الشيء الذي يأباه لأمتنا دينُها الحق، وقرآنُها العظيم، ورسولُها الكريم، والمثل الأعلى في الغيرة والعزة، والإباء، والشموخ على مستوى كلِّ أهل الأرض.

 

*صفقةُ بيعٍ دنيءٍ*، حقيرٍ، غبيٍّ، انتحاريٍّ، خاسرٍ، ربما كان الثمن فيه لقمة عيشٍ خسيسٍ، أمَّا المثمن فالإنسان بكل مقدَّراته، ومقدساته، وعزته، وحريّته، ويابسته، ومائه، وما في باطن الأرض، وما على ظهرها كله.

 

صفقةٌ قِوامها ألاّ يبقى شبرٌ من أرض الأمَّة، ولا واحد من أبنائها وبناتها إلاّ ويكون أداةً في المشروع الاستثماري لصالح أمريكا وإسرائيل، وأداةً لقهر الإسلام والمسلمين، والعروبة وأبنائها.

 

*الموقفُ صعبٌ* محرجٌ من الصفقة والورشة، ومن يوم القدس وقضيته المقدَّسة يا حكومات الأمَّة:

 

الموقفُ مع يوم القدس: يعكِّر خاطر أمريكا وإسرائيل بل يستثيرهما.

والموقف ضد يوم القدس: يفسد العلاقة مع الإسلام ويمثل ضربة له.

فكيف سيكون موقفكِ أمام الله والأمة؟

وأيًّا ستعبدين؟ الله أو أمريكا وإسرائيل؟  

ومَن ستحترمين من أهل الأرض؟ الشعوب المسلمة التي تحكمينها وتستغلينها أو عدوّ الأمة من أمريكا وإسرائيل؟

وماذا عن غازاتكِ السَّامة، وخراطيم الماء المحرق، والرصاص المطاطي، والرصاص الحي، والشوزن؟ هل سيوّجه يوم القدس لصدور أبناء الأمة وأعناقهم، أو ترين في ذلك منكراً عظيماً، وقبحاً فظيعاً، وعارًا فاضحاً، أن تقفي في خندقٍ واحدٍ مع أمريكا وإسرائيل ضدّ الدين والأمة، بل تقومين بدور القاتل الحاقد بالنيابة عنهما تبرعاً، وامتثالاً من امتثال العبيد للأسياد؟

 

*موقفٌ آثمٌ، فضّاحٌ، هتّاكٌ، مخزٍ، مهين، ولكنه مرتقب.*

 

والسَّلامُ على مَن اتبع الهدى.

 

آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

٢٤ رمضان ١٤٤٠هـ

٣٠ مايو ٢٠١٩م