أبداً الشعب البحريني ليس متحداً ضد فيلم "الجزيرة"
2019-07-18 - 12:16 ص
مرآة البحرين (خاص): يتغنّى موالو الحكومة البحرينية بوحدة الشعب في مواجهة فيلم "ما خفي أعظم". وأنّ الشعب "نسى خلافاته البينية وعتبه على الدولة والضغوط المعيشية التي يتعرض لها واحتياجاته ورمى كل ذلك خلف ظهره وفزع لقيادته" كما زعمت كاتبة في صحيفة "الوطن" البحرينية. أبداً، لا يوجد أي شيء من هذا الهراء! لاتوجد هذه الوحدة إلا في مخيّلة أصحابها وفي الأشعار والأغاني الوطنية التي ما أنصفت مظلوماً في يوم ولا أتت بحق أحد. أغلبيّة الشعب البحريني تعرف بوصلتها تماماً، وهي أغلبيّة مستضعفة ومقهورة وليس لها لا في العير ولا في النفير.
وحدة الشعب المزعومة ليست سوى وحدة "الذبّان الإلكتروني" التابع للأجنحة المتصارعة في العائلة الحاكمة الذين كانوا حتى الأسابيع والأشهر القليلة الماضية يشتمون بعضهم البعض ويتنافس كل واحد منهم على كشف عورة الآخر. "الذبّان" هم المسموح لهم فقط التعبير عن رأيهم وعن فجورهم وخصومتهم. أما أغلبيّة الشعب البحريني فهي في وادٍ آخر. مخنوقة ومكتوم على أنفاسها من قبل البوليس السياسي الذي ابتلع الفضاء العام وحوّل البلاد إلى معسكر اعتقال يُعاقب فيه الناس على الهمس.
لايوجد رأي آخر في البحرين حتّى يتم الحديث عن "وحدة الشعب". هناك فقط رأي موالي الحكومة ومرتزقتها الذين أشعرهم فيلم "الجزيرة" بالخطر. إنهم وحدهم من يعيث فساداً في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف اليومية والذين يريد البعض تصويرهم لنا على أنهم "الرأي العام". أما أكثرية البحرينيين فرأيهم مصادر. ذلك أنهم يعرفون أكثر مما أورده الفيلم عن علاقة التخادم المشترك بين الحكومة والجماعات المتطرّفة. بل ليست هناك حاجة أصلاً إلى الذهاب إلى العام 2003 لمعرفة ذلك. ففي الأعوام من 2011 إلى 2013 مليون دليل على هذه العلاقة.
شاهد البحرينيّون كيف فتحت على مدار 3 سنوات الجوامع البحرينيّة في المحافظات الخمس لجمع الأموال لحملة "تجهيز غازي" والتي كان يحضرها ضباط الداخلية بأنفسهم وأبناء العائلة الحاكمة. وكيف كانت البلاد ساحة مفتوحة "سدح مدح" للدعاة المتشددين المحليين والزائرين من الخارج الذين كانوا يحرّضون الشباب البحريني على الجهاد في سوريا والعراق دون أن يحاسبهم أحد. وكيف كان نعي الشباب الذين يقتلون في جبهات الصراع الخارجية يجري نشره على الوكالة الحكومية "بنا". ومنهم من كان يذهب للقتال ويعود ثم يذهب ويعود أكثر من مرة وبين هؤلاء تركي البنعلي نفسه شرعي تنظيم "داعش" الإرهابي الذي كان يدوّن رحلاته إلى سوريا على "تويتر" كما لو أنها كانت رحلات إلى رأس البر. بل كيف كانت الفصائل العسكرية المتشددة في سوريا تتبارى يوميّاً بإمطارنا بالأشرطة التي تشكر فيها داعميها البحرينيين الذين ليست صدفة أن جميعهم حكوميون. هذه أشياء قريبة منا وشاهدناها رؤي العين ولايحتاج البحرينيون إلى فيلم "الجزيرة" كي يعرفوا ذلك.
لدى "مرآة البحرين" توثيق أرشيفي كامل لهذه الفترة شاملاً أدق التفاصيل بما في ذلك جميع الفيديوهات والصوتيات والصور والمقالات وحسابات "تويتر" المحذوفة. فـ"إن كنت ناسي أفكرك"!
البحرينيون الذين يحبون بلادهم لا يمكن أن يقفوا مع حكّامهم في هذه الممارسات على الإطلاق. ولن يكونوا في وحدة معهم وليسوا معنيين في الدفاع عن ألاعيب الجهاز الأمني مع الجماعات السلفية الإرهابية. هناك شيء واحد فقط يمكن أن يجمع البحرينيين ويوحّدهم وهو حين تقرر العائلة الحاكمة مصالحة الشعب والدخول في مشروع شراكة وطني معه. دون ذلك فلتهنأ بخلايا "الذبان الإلكتروني" الطفيليّة التي تعتاش على خراب الدولة وفرقة الشعب. ليس لها غير "الذبّان".