التعليق السياسي: بين مُعْدم ومعدوم
2019-07-27 - 4:10 ص
مرآة البحرين (خاص): لقد أوغلت في دمنا، حتى صرنا لا نحب أن نسميك ولا أن نُكنّيك، أوقعتنا في حد اليأس، اليأس ليس من تغير الحال، فهذا يأس كفر، بل اليأس من أن تنضح قطرة خير من وجهك الجهول، ليس في خارطة وجهك أدنى قسمة خير تبعث ولو أملًا كاذبًا، ما أشد ظلامك وظلمك.
ما يظهر من سوئك يتعاظم كل يوم، ما عاد الخافي منك أعظم، فأنت بعت سيادة وطننا، وأهنت كرامة أبنائه، وضيعت شرف أصالته، حتى صرنا مُضغة للمتجنسين والعابرين والمرتزقين والمزايدين والمنتهزين.
أوصلتنا إلى حد الخطر، صرت تقتل بعضنا ببعض، هل تظن أنك تقتص من دماء أبنائنا لدماء رجال أمنك وخفرك ومخابراتك؟ بل أنت تقتص من وطننا لصالحك ولصالح عائلتك، والأولى أن تقتص منك، فأنت لا غيرك من أخرج أسوأ ما في رجال أمنك من شر صُنع على عينك وعين عائلتك، أنت وعائلتك من أوغلتم قلوب الناس على بعضها، أنتم من أدنيتم رقاب الناس من حد سيوف بعضهم، ومن نجا منهم أدنيته من مشانق الإعدام التي أشهرت أنت لافتاتها باكرًا في ساحات الخزي التي أسميتها ساحات الشرفاء.
الشر طارئ في قلوب الناس، لكنه مستطير فيك وفي من كنت خليفة منهم وفي من سيكون خليفة منك، وهذا معنى يأسنا من أن يشرق أمل الخير من جهة ما ينحدر منك أو عنك.
لقد أمعنت في إعدامنا حد الفقر وحد الموت، حتى صرنا بين مُعْدم ومعدوم.