» رأي
خطاب الراقصة والصوفي: ناجي العربي ووفاء عامر
عباس المرشد - 2012-08-27 - 4:44 م
عباس المرشد*
ما الذي يحدث عندما يتقاطع خطاب الصوفي مع خطاب الراقصة وما الذي يحدث عندما يستعير الصوفي مبررات سلوك الراقصة؟ بالتأكيد ليس ثمة علاقة عضوية بين الصوفي والراقصة سوى في استعارة بعض الصوفيين حركات الرقص كتعبير عن حالة التسامي الروحية التي يعيشونها.
العلاقة تشتد في قوتها وعضويتها في حالة تحول الصوفي لراقص على مسرح أحداث ليست من صميم شخصيته وهو ما يعني تعمقه في ارتجال تصريحات وحركات مستمدة بكل ملامحها من شخصية الراقصة، فأحاديثه وأفعاله ليست تبدو كأفعال راقصة، بل هي فعلا تتجلى فيها شخصية الراقصة، فوظيفة الراقصة هي إرضاء المشاهد وآليتها في ذلك هي إبراز مفاتنها والتأكيد على مؤهلاتها إضافة لذلك فهي عنصر رئيسي في أي حفل.
الممثلة المصرية وفاء عامر أوجدت علاقة "شريفة "بين الرقص وهز الأوراك وشهر رمضان وذلك تعليقا على تجسيدها لدور الراقصة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا في مسلسل عرض في شهر رمضان هذا العام، إذ قالت إنها رقصت باحتشام احتراما لشهر رمضان.
(الصوفي) ناجي العربي في أول خطبة بعد شهر رمضان أصدر فتوى لا تختلف كثيرا عن احتشام وفاء عامر في رقص الرمضاني، فقال إن دم من يعتدي على رجال الأمن ويقطع الطرق في أعمال احتجاجية، مهدور ولا دية له، وأضاف: على الدولة أن تعيد سلطانها وأن تضرب بيد من حديد.
إنها خطبة الجمعة بتاريخ 24 اغسطس 2012 متوفرة وبإمكان وزير العدل أن يبن للعالم والرأي العام أن سلطانه قادر على مواجهة فتاوي التطهير وهدر الدم .. أو أن يظهر للعالم أن حفلة الزار تحتاج لراقص صوفي يضيف مزيدا من شرعية القتل وهتك الحرمات وأن البحرين مقبلة على زيادة جرعة هذه الفتاوى الراقصة على أشلاء وأجساد أبناء الشعب.
ليتذكر وزير العدل، كيف رفع عقيرته عندما قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته: من رأيتموه يعتدي على عرض امرأة فاسحقوه، وهي حالة يجيزها حتى قانون وزير العدل نفسه. أليس هو ما صدح بمهمة تهذيب الخطاب الديني فهل يصدق عاقل أن تكون خطبة الجمعة منفلتة عن التوجهات الرسمية والأوراق المكتوبة للعديد من الخطباء ومن بينهم (العربي) سلفا.
التذكير هنا ليس لوزير العدل فقط بل هو تذكير لكل رؤوس النظام، من سافلها لأعلاها، تذكير فحواه السؤال التالي: ما الذي تحضرون له من مشاهد مروعة جديدة؟
*كاتب من البحرين.
ما الذي يحدث عندما يتقاطع خطاب الصوفي مع خطاب الراقصة وما الذي يحدث عندما يستعير الصوفي مبررات سلوك الراقصة؟ بالتأكيد ليس ثمة علاقة عضوية بين الصوفي والراقصة سوى في استعارة بعض الصوفيين حركات الرقص كتعبير عن حالة التسامي الروحية التي يعيشونها.
العلاقة تشتد في قوتها وعضويتها في حالة تحول الصوفي لراقص على مسرح أحداث ليست من صميم شخصيته وهو ما يعني تعمقه في ارتجال تصريحات وحركات مستمدة بكل ملامحها من شخصية الراقصة، فأحاديثه وأفعاله ليست تبدو كأفعال راقصة، بل هي فعلا تتجلى فيها شخصية الراقصة، فوظيفة الراقصة هي إرضاء المشاهد وآليتها في ذلك هي إبراز مفاتنها والتأكيد على مؤهلاتها إضافة لذلك فهي عنصر رئيسي في أي حفل.
الممثلة المصرية وفاء عامر أوجدت علاقة "شريفة "بين الرقص وهز الأوراك وشهر رمضان وذلك تعليقا على تجسيدها لدور الراقصة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا في مسلسل عرض في شهر رمضان هذا العام، إذ قالت إنها رقصت باحتشام احتراما لشهر رمضان.
(الصوفي) ناجي العربي في أول خطبة بعد شهر رمضان أصدر فتوى لا تختلف كثيرا عن احتشام وفاء عامر في رقص الرمضاني، فقال إن دم من يعتدي على رجال الأمن ويقطع الطرق في أعمال احتجاجية، مهدور ولا دية له، وأضاف: على الدولة أن تعيد سلطانها وأن تضرب بيد من حديد.
إنها خطبة الجمعة بتاريخ 24 اغسطس 2012 متوفرة وبإمكان وزير العدل أن يبن للعالم والرأي العام أن سلطانه قادر على مواجهة فتاوي التطهير وهدر الدم .. أو أن يظهر للعالم أن حفلة الزار تحتاج لراقص صوفي يضيف مزيدا من شرعية القتل وهتك الحرمات وأن البحرين مقبلة على زيادة جرعة هذه الفتاوى الراقصة على أشلاء وأجساد أبناء الشعب.
ليتذكر وزير العدل، كيف رفع عقيرته عندما قال الشيخ عيسى قاسم في خطبته: من رأيتموه يعتدي على عرض امرأة فاسحقوه، وهي حالة يجيزها حتى قانون وزير العدل نفسه. أليس هو ما صدح بمهمة تهذيب الخطاب الديني فهل يصدق عاقل أن تكون خطبة الجمعة منفلتة عن التوجهات الرسمية والأوراق المكتوبة للعديد من الخطباء ومن بينهم (العربي) سلفا.
التذكير هنا ليس لوزير العدل فقط بل هو تذكير لكل رؤوس النظام، من سافلها لأعلاها، تذكير فحواه السؤال التالي: ما الذي تحضرون له من مشاهد مروعة جديدة؟
*كاتب من البحرين.