الناشطة البحرينية نجاح يوسف فكّرت بالانتحار بعد اغتصابها وسوء معاملتها من قبل السّلطات

الناشطة البحرينية نجاح يوسف بعد إطلاق سراحها (أرشيف)
الناشطة البحرينية نجاح يوسف بعد إطلاق سراحها (أرشيف)

مايا أوبنهيم - صحيفة الإندبندنت - 2019-10-29 - 8:06 م

ترجمة مرآة البحرين

قالت ناشطة بحرينية، سُجِنَت بعد انتقادها لسباق الجائزة الكبرى للفورمولا وان في البلاد، إنها فكّرت بالانتحار بعد تعرّضها للاغتصاب وسوء المعاملة على أيدي السّلطات.

وكانت نجاح يوسف، وهي موظفة مدنية سابقة طُردت بسبب الحكم عليها، سُجنت في أبريل/نيسان 2017 بعد إدانتها لسباق الجائزة الكبرى  وانتهاكات حقوق الإنسان في الدولة الخليجية الغنية على الفايسبوك.

وقالت والدة الأربعة أطفال، التي تمّ العفو عنها وإطلاق سراحها من السجن في أغسطس/آب ، إنها لا تزال تعيش في حالة خوف من إجبارها على العودة إلى السجن في أي لحظة.

ودعت السيدة ذات 42 عامًا، التي نددت الأمم المتحدة بمعاملة السلطات البحرينية لها، الفورمولا 1 ولويس هاملتون إلى الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان التي عانت منها، وحثّ السلطات على إجراء تحقيق بشأن [إساءة] معاملتها.

وقالت لصحيفة الإندبندنت في المقابلة الأولى منذ مغادرتها السجن إنّه "لا يجب أن تجري الفورمولا واحد سباقاتها في بلد عند حدوث انتهاكات" وأضافت "كنت قلقة بشأن هذا الأمر واعتداء الحكومة على حرية التعبير ومعاملتها للمتظاهرين والمواطنين، لذلك جاهرت بالانتقاد".

وصرّحت السيدة يوسف إنها استُدعِيَت إلى مركز الشرطة مع ابنها البالغ من العمر 14 عامًا وأجبرها أحد أفراد المخابرات البحرينية على فتح هاتفها المحمول قبل استجوابها بشأن تورطها في السياسة. وقالت إنّه "شعرت بالرعب بشأن سلامتي وسلامة ابني. طُلِبَ منّي العمل مع السلطات كمُخبِرة لكنني رفضت. موقفهم تغير تمامًا بعد ذلك. أصبحوا عدوانيين جدًا. وخلال الأيام الأربعة التالية، كنت أنام في المنزل ولكن أعود إلى مركز شرطة المحرق كل يوم حيث ضربني الضباط وهدّدوني بالاغتصاب. كما هدّدوا بقتلي وأخبروني أنّهم سيقتلون أطفالي. قالوا إنهم سوف يلفقون حادثًا للأطفال  لكي يقتلوهم - قائلين: "كل شيء سيبدو طبيعيًا. يمكننا أن نفعل هذا لك"".

وأضافت نجاح يوسف أنّه "أثناء استجوابي في حجز الشرطة، تعرّضت للاغتصاب أيضًا. كرامتي دُمِّرَت. في مرحلة ما كنت أفكر في الانتحار ورمي نفسي من نافذة بحيث أتمكن من إنهاء المعاناة. لكنني فكرت أنه، على الرغم من أنهم أبقوني فعليًا في الجحيم، لا أريد أن أقتل نفسي. صُدِمت لكون رئيس مركز الشرطة، حيث تمّ تعذيبها والاعتداء عليها جنسيًا، مستفيدًا من برنامج دافعي الضّرائب البريطانيين".

وعلى الرّغم من أنّه لا يوجد ما يشير إلى تورط العميد فواز حسن الحسن في الإساءة إليها أو معاقبتها من خلال مثل هذه الانتهاكات، فقد كان مسؤولًا رسميًا عن مركز الشرطة في ذلك الوقت وهو أكبر ضابط شرطة في المنطقة.

لقد أجرى تدريبات في المملكة المتحدة، دفع فاتورتها دافعو الضرائب البريطانيين كجزء من برنامج بقيمة 16،000 جنيه إسترليني حول "القيادة والسيطرة". ويُزعم أن سلسلة من حوادث الإيذاء قد وقعت في مركز الشّرطة تحت مراقبته.

قالت نجاح يوسف إنّها كانت في فترة الحيض خلال اليوم الأول لها في مركز مدينة عيسى وطلبت أن تحصل على منتجات صحية وصابون للاستحمام، ولكن رفضوا تقديمها لها. وأوضحت أنّ الظروف هناك بدت كـ "استكمال للتعذيب من قبل مركز الشرطة" وأن حراس السجن كانوا يصرخون عليها ويشتمونها.

وصرّحت أنّ زميلتها في السجن، هاجر منصور، وهي أيضاً سجينة سياسية، اضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى بعد تعرّضها لاعتداء من قبل حراس السجن في سبتمبر/أيلول الماضي،  أدّى إلى إصابتها بكدمات في جميع أنحاء جسدها.

وأضافت أنّه "شعرنا بالضعف الشديد لأننا قد نتعرض للهجوم في أي وقت من قبل السجن بعد ذلك ولن تكون هناك عواقب لأفعالهم. لم يُسمح لي برؤية عائلتي إلا مرة واحدة اعتبارًا من سبتمبر/أيلول 2018 إلى أن تمّ إطلاق سراحي في الصيف. "

توفي والد زوج نجاح يوسف، منصور سلمان، البالغ من العمر 85 عامًا بسبب الاختناق في العام 2012 بعد إطلاق كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع على منطقتهم.

تعتبر البحرين، التي تحكمها عائلة آل خليفة منذ أكثر من قرنين، "واحدة من أكثر دول الشرق الأوسط قمعًا" وفقًا للمنظمة الأمريكية غير الحكومية فريدوم هاوس.

منحت المملكة المتحدة تراخيص لبيع أسلحة بقيمة 105 ملايين جنيه إسترليني إلى البحرين منذ اندلاع انتفاضة الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية في فبراير/شباط 2011، وفقًا لحملة مناهضة تجارة الأسلحة.

البحرين واحدة من حلفاء المملكة المتحدة منذ أمد طويل في الخليج، ولبريطانيا تاريخ طويل من التدخل الاستعماري -وكذلك لا تزال لديها مرافق بحرية- هناك.

تم إلغاء سباق الجائزة الكبرى في البحرين في العام 2011  بسبب الاحتجاجات الواسعة النطاق ضد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد، لكنّه يُقام كل عام منذ ذلك الحين.

وقال سيد أحمد الوداعي، المدير التنفيذي لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية، إنّ "نجاح يوسف، كما لو أن قضاء أكثر من عامين في السجن بشكل تعسفي لم يكن كافيًا  لها، واجهت بعد إطلاق سراحها إهانة أخرى بطردها من وظيفتها. حتى يومنا هذا، لم تتلق أي تعويض وليس هناك ما يشير إلى أن البحرين تعتزم محاسبة المعتدين عليها. أكد قرار الأمم المتحدة حدوث انتهاكات متعددة ضد نجاح يوسف، من انتهاك حقها في الانتقاد بحرية، إلى التعذيب غير الشرعي والاعتداء الجنسي والمحاكمة الجائرة ".

وقال متحدث باسم الفورمولا واحد إنّه "كُنّا دائمًا واضحين مع جميع المروّجين للسّباق والحكومات التي نتعامل معها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البحرين، بأننا نتعامل مع العنف وإساءة استخدام حقوق الإنسان والقمع على محمل الجد. في جميع الأوقات، طوال هذه القضية، تعاملنا مع الأطراف المعنية وأجرينا استفسارات استباقية في حالة السيدة يوسف. لقد فعلنا ذلك ضمن قيود كوننا شركة خاصة، من دون صلاحيات التحقيق (في ما يتعلق بالسلطة والموارد والقنوات الرسمية) لكشف جميع الحقائق بالكامل".

وقال متحدث باسم السّفارة البحرينية في لندن إنّ مزاعم السيدة يوسف عن سوء المعاملة قد تمّ التّحقيق فيها بالكامل من قبل أمين المظالم المستقل في مملكة البحرين ولم يعثروا على أي دليل يدعم مزاعمهم. قالوا إنها أدينت بجرائم إرهابية.

وأضاف المتحدث باسم السّفارة البحرينية "أنّ لا علاقة على الإطلاق لإدانة نجاح يوسف بسباق الفورمولا 1، ولا بأي قضايا أخرى تتعلق بحرية التعبير".

النص الأصلي