بعد التبرُؤ من لقاء السرّاج: ماذا بقي منك أيها المَلِكُ؟

ملك البحرين يتوسط حكّام الإمارات (بنا)
ملك البحرين يتوسط حكّام الإمارات (بنا)

2019-11-26 - 12:17 م

مرآة البحرين (خاص): في ملف مرآة البحرين (عقدان في الظلام) كتب النائب السابق في برلمان البحرين مطر مطر، عبارة لافتة «ما قيمة أي وثيقة دستورية إذا كانت الإمارات هي من تدير المطار الوطني!، والولايات المتحدة الأمريكية تدير الأسطول الخامس!، والسعودية هي من تزود البحرين بالنفط لتكريره! وتتحكم في تدفق أكثر من 80 % من زوّار البحرين عبر المنفذ البري! وهي من تدير حقل "أبو سعفة" البحري وتقدم المنح!».

الملك الذي يحكم البلاد للعام الواحد والعشرين اضطر أمس أن يسحب خبر لقائه مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، وذلك بعد غضب المانحين «المعازيب» في كل من الإمارات والسعودية.

وبعد ساعات من سحب خبر الوكالة، خرج  وزير الخارجية خالد آل خليفة عن صمته، ويا ليته لم يخرج، فقد كتب عبر حسابه في تويتر مبررا «الرئيس فائز السراج يقوم بزيارة خاصة لمملكة البحرين ولم يكن هناك جدول أعمال لأي مواضيع سياسية، ومملكة البحرين ملتزمة بموقفها الثابت بعدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة والصديقة».

ما لزوم هذا التبرير، ولمن تبرر؟ هل بقي من هرائكم حول السيادة الوطنية شيءٌ عندما لا يستطيع الملك أن يقابل مَن يشاء متى يشاء.

ثم ما لزوم القول إنه لم يتم تدوال مواضيع سياسية، فماذا عساه يناقش لقاءٌ مع رئيس وزراء ليبيا برفقة مستشاره للأمن القومي تاج الدين الرزاقي، وسفير ليبيا لدى البحرين فوزي عبد العال؟!. ثم إن الخبر الصادر عن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا واضح في كون اللقاء تطرق لمواضيع سياسية تخص الشأن الليبي.

ببساطة هذه الحادثة، تكشف لأي حدّ أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة لم يتبقّ منه شيء كملك، إلا قصوره وطياراته وجنوده المنتشرون بأسلحتهم في الداخل لأجل القمع، أما في الخارج فهو صِفر كامل، لا يساوي أي شيء، فهو لا يستطيع اللقاء بمن يشاء، ولا أن يقرر تغيير حرف واحد من السياسة المفروضة سعوديًا وإماراتياً.

لم يعد التشكيك في استقلالية القرار الرسمي لدى العائلة الحاكمة ومؤسساتها سؤال نكاية، بل هو من الأسئلة الحقيقية التي يجب أن تسأل، فمنذ دخول قوات سعودية وإماراتية البحرين في العام 2011 للمساعدة في قمع الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية، إلى جانب منح البلدين مساعدات مالية كبيرة للبحرين، باتت البلاد في حالة بلد فُرضت الوصاية عليه،  وبات سفيرا الإمارات والسعودية يتصرفان كمندوبين ساميين لا كسفيرين. 

يحق أن نسأل من رفعوا -كذبًا- شعار حماية عروبة البحرين واستقلالها في وجه الحراك الشعبي المطالب بالديمقراطية:ماذا بقي من هذا الملك كملك؟، بل ماذا بقيت من سيادة البلاد؟