من وراء إساءة المذيع السابق بتلفزيون البحرين محمد البشري إلى دولة الكويت؟

المذيع السابق بتلفزيون البحرين محمد البشري (الشروقي)
المذيع السابق بتلفزيون البحرين محمد البشري (الشروقي)

2019-12-01 - 1:04 ص

مرآة البحرين (خاص): تريد أن تعرف من يقف وراء إساءة المذيع السابق في تلفزيون البحرين محمد البشري (الشروقي) إلى دولة الكويت الشقيقة؟ ما عليك سوى معرفة من يقف وراء إساءة سلمان الدوسري لدولة الكويت الشقيقة!

في أغسطس/ آب 2017 تمكن مجموعة من "الهاكرز" من اختراق حساب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على موقع "تويتر" وكشف العديد من مراسلاته الخاصة بما في ذلك مراسلاته مع رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" السابق سلمان الدوسري والتي يطلب فيها الوزير من الأخير التصويب على دولة الكويت (الصور أدناه).

"عمان موقفها مفهوم فهذا خطهم، أما قطر  فهي تنفذ أوامر غربية كما كان دورها الهدام في الربيع العربي. الكويت هي أكثر دولة مطلوب منها موقف واضح الآن؛ اضغطوا عليها ولا يهمكم". هذه كانت تعليمات الوزير البحريني للدوسري وهكذا ظهر مقاله الموسوم "الحوار الخليجي ـ الإيراني.. فكرة قطرية وصمت كويتي وتحفظ سعودي إماراتي بحريني" في جريدة "الشرق الأوسط" بعد يوم واحد فقط من هذه المحادثة. 

في هذا المقال ينقل الدوسري عن "مسؤول خليجي كبير" كيف أن موقف هذه الدول الثلاث والتي بينها الكويت يشكل "إضعافاً لموقف الحزم الذي اتخذته دول الخليج". 

تكشف هذه المراسلات المسرّبة عن جانب مما يدور داخل غرف الأخبار في الصحف الخليجيّة المموّلة "حكوميّاً". لكنها تكشف أيضاً عن أمر آخر أكثر أهمّية وهو مدى انزعاج البحرين من الموقف المستقلّ والحيادي الذي تنتهجه دولة الكويت من الأحداث الجارية في الخليج بما في ذلك دورها كوسيط يسعى لتقريب وجهات النظر.  

فالمطلوب هو التصويب على الكويت على وجه الحصْر. "اضغطوا عليها ولا يهمكم". هكذا خاطب الوزير "دوسريّه". الآن، تسأل عن من يقف وراء المذيع البشري ومن أين له هذه الأريحية التامّة في الإساءة إلى دولة الكويت وقيادتها حدّ نعت شعبها بـ"الكواولة". كما يقف وراء الإساءة إلى دولة قطر وقيادتها وشعبها في وقت تشهد فيه الأزمة الخليجيّة تبريداً كبيراً في ظل انعقاد دورة كأس الخليج "24".

حسناً، ابحث عن الوزير! اللاعب بالدمى ووزير خارجيّة البحرين المتطرّف الذي يدير شبكة من الصحفيين والإعلاميين الموالين المعنيين بتأجيج الخلاف الخليجيّ وضرب مبادرات الصلح. في الحقيقة، البحرين ليست من البلدان التي لديها فائض ديمقراطية حتى يمكن فيها لصحافي حكوميّ "أن ينطق عن الهَوى". فما هو إلا وحيٌ يوحى! 

تبرعت إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بإخبارنا أنها "اتخذت الإجراءات القانونية حيال شخص إثر قيامه بنشر مقطع مصور على بعض مواقع التواصل الاجتماعي يتضمن إساءة  لدولة شقيقة". لكنّ ذلك ليس سوى نوع من ذرّ الرماد في العيون ولتمرير أزمة قائمة تتفاعل خاصة عقب الضجة البحرينية الشعبية الواسعة والرافضة للإساءة إلى دولة الكويت ومساعي بعض الكويتيين إلى رفع قضيّة. 

لقد سبق أن اعتقل البشري بتهمة الإساءة إلى رئيس الوزراء البحريني عبر إدارة حساب "نائب تائب" لصالح جناح الديوان الملكي. وتمّ إيقافه ثم إخراجه ورفاقه مثل الشعرة من العجينة. فإذا كان هذا هو حال إساءته إلى رئيس الحكومة البحرينية نفسه فكيف الحال مع إساءته إلى دولة شقيقة! إنّ هذا ما ينتظر تحرّك  إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية الأخير وهو ما سيحصل في النهاية. إن الترجمة الفعليّة لعبارة "اتخاذ الإجراءات" الواردة في بيان الجرائم الإلكترونية هي في الحقيقة احتواء القضيّة وإيقاف تفاعلاتها. 

لذا على الفريق الكويتي الذي يسعى إلى تحريك قضيّة في هذا الاتجاه أن يواصل مساعيه ولا ينخدع بإعلان الداخلية البحرينية. فوراء الشروقي جناح في الحكم معروف وهو من يوجهه وسيخرجه بعد انتهاء هذه الضجّة. وأوّل ما على الكويت معرفته هو أن هذا الإعلان لم يتضمن اسم المذكور ولا الدولة التي أساء لها والأهم ما يتردّد بأن البشري ليس موجوداً في البحرين أصلاً!