التعليق السياسي: فرحة الكأس ناقصة من يكملها؟
2019-12-10 - 2:13 ص
مرآة البحرين (خاص): أخيراً رأى الجميع دموع الفرح في عيون أهالي المناطق التي عسف بها بطش الأجهزة الأمنية ثمان سنين كاملة، قتلاً، خنقاً، وحصار.
فها هي الدراز، وكرباباد، ما جاورهما خرج الأهالي ليشاهدوا المباراة النهائية لبطولة كأس الخليج بشكل جماعي عفوي، لم تنظم تجمّعهم شركة علاقات عامة، ولا محافظة أو مجلس بلدي، ولا جمعية "هذه هي البحرين"، هؤلاء هم أهل البلاد الذين توعدهم ناصر بن حمد ذات يوم، وها هو الآن يخرج بعد كل مباراة ليسرق الأضواء ويتحدث بعدها عن شعب الزعامة.
نعم هو شعب الزعامة، شعب الريادة والزعامة في الوعي السياسي والمطالبة بحقوقه السياسية والاقتصادية، شعب يتزعم تغيير واقع الخليج ويقدم أبناءه قرابين ملحمة الحرية المستمرة منذ العشرينات.
إنه شعب الزعامة يا ناصر بن حمد ليس فقط بقصائد الشعر والإنشاء الكلامي، بل الروح الوطنية الملتهبة، والتعالي على جراحه والجرأة على الفرح رغم نزيف الجراح، يفرح لأجل وطنه، أرضه، منتخبه، دموع كبار السن، أو النساء والأطفال، إنها ليست دموعاً مزيفة تستهدف الشاشات واللايكات في وسائل التواصل الاجتماعي.
إنها فرحة بحرينية عارمة بالحصول على بطولة كروية طال انتظارها، إذن فكيف سيكون احتفاله باسترجاع حقوقه؟
البحرين الآن مواكب احتفال سيّارة، نساء وأطفال في بهجة، دموع وضحكات، لكن الجميع يعرف أن هناك ثمة شيء ناقص.
هذا الوطن ينقص فرحته خمسة آلاف سجين سياسي معتقل، تنقصه رضا قلوب عوائل الشهداء الذين تساقطوا منذ العام 2011 حتى الشهيدين أحمد الملالي وعلي العرب.
الوطن ينقصه إجراء سياسي على مستوى عالٍ لإعادة حقوق المواطنة لهؤلاء الفرحين بفوز منتخبهم، في الحقيقة ثمّة مرارة باقية، وثمّة من باح بها من أبناء الشعب عبر التسجيلات المصوّرة للأفراح الشعبية، أو عبر الكتابة في وسائل التواصل الاجتماعي، عن وجود غصّة تنغص كل هذا الفرح.
الوطن لايستطيع أن ينغمس أكثر في الفرح دون وجود حلّ للمظالم المتراكمة.
بصراحة شديدة الناس لن تنسى أبناءها السجناء وأولهم بعض لاعبي المنتخب الذين يقبع بعض أفراد عوائلهم في السجن، والناس لن تنسى القرابين الغالية التي قدمت أغلى الدماء وأطهرها في سبيل حرية هذا الشعب وكرامته ورفعته.