محمد فخراوي في سجن العزل والمنع من الاتصال ومحاولة القتل من الداخل

محمد فخراوي
محمد فخراوي

2019-12-26 - 3:29 ص

مرآة البحرين (خاص): بشكل مريب ومسكوت عنه من قبل الجهات المختصّة، يتزايد الاستهداف الذي يتعرّض له المعتقل محمد فخراوي في سجن جو المركزي كل يوم. لم تكتف إدارة السجن بعزله في مبنى 2 مع قرابة 700 سجين كلهم قضايا تعاطي المخدرات أو بيعها، هو المحكوم السياسي الوحيد بينهم مع آخر عباس مال الله، ولم تقف عند حدّ وضعه في مكان ملوث موبوء به عدد كبير من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي فحسب، بل الجديد الآن، حرمانه من الاتصال بعائلته منذ ما يقارب الشهر. 

قبلها مُنع عن الاتصال إلا أن يكون برفقته أحد من أفراد الشرطة، وبعد اتصالين فقط تم منعه من الاتصال نهائياً. وكانت آخر مكالمة تلقتها عائلته بتاريخ 30 نوفمبر الماضي. لا تعلم عائلته عنه الآن شيئاً، يعتريها القلق مما يتعرّض له داخل السجن من انتهاك وتعذيب، الأخبار ترد إليها من داخل السجن عن الاستهداف المتكرر الذي يتعرض له ابنها من مدير السجن نفسه. 

والدة فخراوي المريضة التي مضّها غياب أبنائها الأربعة، اثنان داخل السجن، واثنان مهجّران في الخارج، يعتريها القلق إزاء انقطاع اتصال ابنها طوال هذه المدّة. لا تعرف ما يحدث لابنها في هذا المكان الموحش المخيف الذي يعزل فيه. 

أطفال فخراوي الصغار، كريم 8 سنوات ونور 6 سنوات وفاطمة 4 سنوات، ينتظرون اتصال أبيهم كل يوم بشوق وحرقة، يمر اليوم وراء اليوم دون أن يسمعوا صوته ومداعبته لهم، فلا يكلون عن ترديد السؤال: لماذا البابا لا يتّصل بنا؟

الأخبار التي ترد إلى العائلة من السجن تجعلها أكثر قلقاً، يصلها أن مدير السجن قام قبل أسبوع باستدعائه ووضعه في غرفة معزولة بعيدة عن الأعين، أُمر بالاستلقاء على سرير، ثم قاموا بتقييد يديه ورجليه بأطراف السرير لمدة من الوقت بحضور المدير نفسه، ثم نُقل إلى السجن الانفرادي ووُضع في زنزانة لا يوجد بها ماء، وتم وضع أكثر من قيد على يديه ورجليه طوال فترة وجوده هناك. 

لا أحد يعرف سبب هذا الاستهداف المباشر والمتكرر لمحمد فخراوي بالذات. لكن هذا ما يحدث. في تسجيل صوتي مسرّب له في أغسطس الماضي، وبينما سجناء العزل يعيشون إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجاً على أوضاعهم البائسة، كشف فخراوي جانبا من معاناة سجنه في العزل مع المعتقل عباس مال الله، قال إنه محبوس في هذا المكان لما يقارب عامين ونصف، وشكا من الوضع الإنساني السيء الذي يعيشانه في هذا المبنى وسط محكومين بقضايا تعاطي وبيع المخدرات، وقال بأنه "حتى أولئك المحكومين على ذمة قضايا أخرى قاموا بها تحت تأثير المخدرات أو أنهم محكومون على ذمة أكثر من قضية، بينها المخدرات" وأوضح أن "جميع السجناء هنا باستثنائنا نحن الاثنين يتعالجون من الأمراض النفسية والأعصاب وتصرف لهم المهدئات والمنومات".

إنه قتل نفسي وجسدي متعمّد، يريد الفتك بالداخل وإمراض الخارج، يحدث هذا وسط غياب الرقابة على إدارة تستعرض عضلاتها وتمارس عقدها في إذلال السجناء ومعاقبتهم، هذا في حال افتراض كونها تصرفات فردية بالفعل، لا عمل ممنهج عام.