حصاد 2019: نهاية سعيدة لكابوس اللاعب حكيم العريبي

رئيس الوزراء الاسترالي مستقبلا اللاعب البحريني حكيم العريبي والنجم الكروي الأسترالي كريغ فوستر
رئيس الوزراء الاسترالي مستقبلا اللاعب البحريني حكيم العريبي والنجم الكروي الأسترالي كريغ فوستر

2019-12-28 - 2:32 م

مرآة البحرين (حصاد 2019): انقضى العام 2018، ولاعب المنتخب البحريني السابق حكيم العريبي لا يزال محتجزا في أحد سجون تايلند، في انتظار قرار نهائي من القضاء بخصوص ترحيله للمنامة، رغم أنّه دخل تايلند بصفته لاجئا في أستراليا.

كانت السلطات التايلندية ألقت القبض عليه فور وصوله المطار في 27 نوفمبر 2018  بموجب مذكرة للشرطة الدولية (الإنتربول) صدرت بطلب من البحرين.

ومنذ تفجّر الأزمة دخل المسئولون الأستراليون بقوّة على الخط. كذلك الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي طالب تايلاند بعودة العريبي إلى أستراليا، وذلك بصفته لاعبا محترفا في أحد الأندية الأسترالية، ولاعبا دوليا سابقا للبحرين.  فيما تم احتجاز العريبي 60 يوما، في انتظار استكمال طلب تسليمه من البحرين وفق قرار المحكمة التايلندية.

وكان من أبرز الشخصيات التي نشطت في مسرح الحدث هو اللاعب والمحلل الرياضي الأسترالي كريغ فوستر، الذي تزعّم الحملة الأوسع لدعم حكيم، وقام بسلسلة من اللقاءات داخل أستراليا وخارجها من أجل دعمه.  فيما اشتعلت مواقع التواصل المجتمعي بحملة في تويتر تحت وسم أنقذوا حكيم #SaveHakeem، ودعا فوستر مجتمع كرة القدم، وعلى رأسه الفيفا، وجميع متابعيه، إلى المناصرة من أجل إنقاذ حكيم.

وقد وجهت الفيفا في 23 يناير رسالة إلى رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا تحثه فيها على إعادة العريبي إلى أستراليا، وتطلب مناقشة قضية العريبي مع ممثل عن الحكومة التايلاندية.

وفي تغريدة له على تويتر، رحّب فوستر بالخطوة، لكنه قال إنها "ليست كافية. يجب على الأقل توجيه الرسالة ذاتها إلى البحرين". وأَضاف أنه على "الفيفا ممارسة أكبر قدر ممكن من النفوذ على كل الأطراف في القضية، والبحرين هي الطرف الآخر".

وحثت وزيرة خارجية أستراليا ماريس بين السلطات التايلندية على الإفراج عن العريبي.

من جهته قال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن الإجراءات القانونية لتسليم العريبي للبحرين مستمرة وانتقد ما وصفه "بالتدخل الخارجي" في الشؤون الداخلية للمملكة.

وفي 3 فبراير أصدرت وزارة خارجية البحرين بياناً شرحت فيه وجهة النظر الحكومية فيما يخص قضية حكيم العريبي، وخلصت إلى رغبة الحكومة في استلام العريبي من تايلند وقالت إن له حق استئناف الحكم الصادر بحقه.

 وفي جلسة 4 يناير منحت المحكمة محامي العريبي 60 يوماً لإعداد دفاع ضد طلب حكومة البحرين لتسليمه لها، ورفضت إطلاق سراحه بكفالة. حضر الجلسة ممثلون عن حكومات: أستراليا، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وبلجيكا، ونيوزيلندا، وسويسرا، والسويد والاتحاد الأوروبي والدنمارك وكندا وألمانيا وفرنسا والنرويج وممثلين من الاتحاد الدولي لكرة القدم، ومنظمة هيومن رايتس ووتش. 

فيما جدد العريبي فور وصوله قاعة المحكمة مطالبته بعدم إرساله للبحرين، معبرا عن خشيته من أن السلطات البحرينية ستقوم بقتله. وأنكر أمام القاضي التهم التي وجهتها له السلطات البحرينية.

وكان مما أثار الرأي العام إحضار العريبي إلى المحاكمة مقيد بالسلاسل حافي القدمين، تسبب في استنكار إعلامي وجماهيري ورسمي واسع، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور وصفت عبر حسابها في تويتر تقييد اللاعب حكيم العريبي من رجليه الحافيتين ب «الشائن» و«الشنيع». 

وخلال ساعات اشتعل وسم أنقذوا حكيم #SaveHakeem بحواليّ نصف مليون تدوينة. وبشكل خاص لقي الفيديو الملتقط الذي يصوّر اقتياد اللاعب العريبي بالأغلال مع طابور طويل من من المتّهمين بينما راح عنصران من الشرطة التايلندية يمسكانه من كتفيه، لقي تعليقات مستنكرة كثيرة اضطرّت مسئولاً تايلاندياً إلى التعليق.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إنه "منزعج بشدّة" من رؤية لاعب كرة القدم البحريني "حكيم العريبي" مقيّدا بالأغلال في تايلاند، وإنّه قال لرئيس وزراء تايلند إن هذه مسألة خطيرة بالنسبة للأستراليين.

وكسر رئيس الوزراء التايلندي أوشا صمته للمرة الأولى منذ اعتقال العريبي في 27 نوفمبر عندما قال إن تايلاند تعمل مع أستراليا والبحرين لإيجاد حل.

أخيراً جاء يوم 11 فبراير ليعلن انتصار حكيم على قرار الترحيل، ولتأت الحملة الواسعة المناصرة لحكيم أكلها، أصدر المدعي العام التايلاندي قرارًا يقضي بإسقاط دعوى  طلب تسليم حكيم، ليغلق بذلك واحد من أشد فصول الرعب التي عاشها حكيم وعائلته خلال 4 شهور منذ اعتقاله.

رحبت الحكومة الأسترالية بخبر الإفراج عن حكيم في مؤتمر صحافي، عقد رئيس الحكومة الأسترالية سكوت موريسون ووزيرة الخارجية ماريز باين مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا رحبا فيه بخبر الإفراج. وغرد زعيم المعارضة الأسترالية بيل شورتن بالقول إنه "القرار الصحيح" مخاطبًا حكيم "نتطلع لرؤيتك عائدًا إلى أسرتك ومنضمًا إلى فريق باسكو فالي في الملعب".

وفي أول تصريح له أمام عشرات وسائل الإعلام والاستراليين المتضامنين معه في مطار ملبورن الدولي، قال حكيم العريبي "أود أن أشكر أستراليا، الحكومة (الأسترالية)، كريغ فوستر ووسائل الإعلام". وأضاف "إنه من المدهش رؤية كل هؤلاء الناس هنا، سأكون قوياً من أجل أستراليا، أنا أحب أستراليا، إنها بلدي". وأظهرت صور كريغ فوستر وهو يقف إلى جانبه، حيث تحدث (فوستر) لاحقا إلى وسائل الإعلام وشكر المتضامنين مع حكيم حول العالم.

وفي 11 مارس، جاءت النهاية السعيدة لحكاية حكيم عندما حصل على الجنسية الأسترالية وسط احتفالية خاصة بالمناسبة، حضرت الحفل وزيرة الخارجية الأسترالية ماريس باين والتي التقت العريبي وهنأته بمناسبة حصوله على الجنسية. وأشادت وزيرة الخارجية بمدرب منتخب أستراليا السابق كريج فوستر الذي حضر إلى جانب حكيم في الاحتفال.