إلياس الملا حرّا بين أحضان والدته وأخته: المهمة المقبلة هزيمة السرطان

لحظة رائعة: الياس يحتضن أمه وأخته ..يقبل يد والدته وهي تعيد تقبيل يده
لحظة رائعة: الياس يحتضن أمه وأخته ..يقبل يد والدته وهي تعيد تقبيل يده

2020-01-22 - 3:16 م

مرآة البحرين (خاص): الياس الملا، شاب بحريني تم الإفراج عنه فجر اليوم الأربعاء 22 يناير 2020، دخل السجن وعمره 21 عامًا وخرج في الثامنة والعشرين من العمر، اعتقل وهو في كامل صحته، واليوم هو مصاب بالسرطان،
في العام 2012 كان الياس يبلغ من العمر 21 عامًا، شابًا ذا جسد متناسق ويتمتع بصحة جيدة، وأثناء الاعتقال، تعرض للضرب والتّعذيب والحرمان من النّوم، إلى أن وقّع في نهاية الأمر على اعترافات مُهيأة مسبقًا، وحُكِم عليه بالسّجن 15 عامًا.
في 10 مارس / آذار 2015، قمعت قوات الأمن احتجاجًا قام به السّجناء، وعوقِب السّجناء بشكل جماعي ووحشي لأسابيع. اختنق الياس بالغاز المسيل للدموع الذي تسرب إلى الممرات والغرف. وتعرض للضرب العنيف من قبل الشّرطة على معدته.
لاحقًا تم اكتشاف إصابته بالسّرطان، في أغسطس / آب 2015. كان الياس قد أمضى ثلاثة أعوام في السّجن. تم نقله إلى مستشفى قوة دفاع البحرين دون إخبار عائلته التي علمت بالأمر من معتقل آخر، وحينها سارعت العائلة بالذهاب إلى المستشفى، غير أنّ قوات الأمن منعتهم من الدّخول. كان ذلك في الخامس من أغسطس / آب: في اليوم ذاته، خضع الياس لعملية جراحية، وتم استئصال جزء من القولون لإخضاعه للتّحاليل التي أكّدت إصابته بالسرطان في القولون في مرحلته الثالثة.
تعرض الياس الملا للإهمال الصحي طوال السنين الأربع التالية، مواعيده كانت تمر دون أن تقوم إدارة السجن بأخذه للمستشفى، وحين كان يتم نقله للمستشفى في عربة مدرّعة تهويتها سيئة جدا ولا تناسب وضعه الصحي بل كان في هذه الرحلات مقيّد اليدين والرجلين.
وعندما كان يخضع للعلاج الكيميائي، لم يكونوا أبدًا يدعونه يرتاح، فبمجرد انتهاء العلاج، كان يُعاد إلى السّجن، وكانت الآلام رفيقه الدائم.
مراراً تقدمت العائلة برسائل إلى قاضي تنفيذ العقاب بطلب الإفراج من أجل البدء في علاجه وهو خارج السجن، لكن القاضي كان يرفض في كل مرّة، النيابة العامة لم تتجاوب، أمانة التظلمات، والمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، كانتا خارج الخدمة والتأثير.
قبل نحو عام بثت والدة الياس الملا نداءً مصوّراً ناشدت فيه الجميع إنقاذ ولدها، كان نداءً مؤثرًا وحصل على صدى شعبي واسع، لكن السلطات رغم الدموع الثقال التي نزفتها عينيّ الأم، لم تملك سوى إذن من طين وأذن من عجين.
الآن بعد سنين ثمان، وبعد مطالبات متكررة دون توقف من عائلته ومن الفاعلين الحقوقيين داخل وخارج البحرين، أثمرت تلك النداءات، إذ تم الاتصال بعائلة الياس الملا لاستلامه بعد صدور أمر بالإفراج عنه، خرج الشاب ليحتضن والدته وأخته الصغيرة، ولتكون مهمته القادمة هزيمة السرطان والبقاء بجانب تلك الأم العظيمة التي قاتلت على كل الجبهات ولم تدعه وحيداً في محنته الطويلة.