14 فبراير في عامها التاسع: بلد بوار بلا مستقبل يعوّل عليه
2020-02-15 - 12:46 ص
مرآة البحرين (خاص): تسعة أعوام مضت منذ حراك 14 فبراير 2011، لم يبق من الدولة إلا اسمها، دولة بوليسية بلا أحزاب سياسية، بلا معارضة، بلا منظمات أهلية مستقلة، بلا مؤسسة تشريعية ذات صلاحيات، بلا صحافة مستقلة، بلا صحافيين، بلا صوت ولا رأي ولا حريات، بلا مستقبل يعوّل عليه.
دولة بشعب بائس، وغضب شعبي عارم، وإحباط مرتفع، ودين عام كبير، وفساد رفيع المستوى ينخر عظم الدولة، ونظام شحّاذ يتسوّل ما يرمّ عظم ذلك الفساد، ولعب بمقدرات الشعب، وميزانية دفاع تلتهم أكثر ميزانية الدولة، واقتصاد مهترئ متضعضع، وغلاء معيشي منفّر، وضرائب تنهش جيب المواطن أكثر، وتجنيس سياسي عشوائي يلتهم يابس الوطن وأخضره، وتفضيل لتوظيف الأجنبي وترؤسه، و5000 معتقل سياسي، ومئات المهاجرين المغتربين، ومئات المسقطة جنسياتهم مبعثرين في أرجاء المعمورة، وعشرات أحكام بالإعدام، وأكثر من 100 شهيد قضى، وبلد آيل للسقوط. إنها البحرين اليوم.
ليس في البحرين اليوم سوى السخط العام والإحباط واليقين أن لا مستقبل ينتظر أبناء هذا البلد. هذا ما ستجده مطروحاً في كل مجمع ومحفل وكل حوار يدور في البيت والشارع، لم يعد خطاباً مقصوراً على المحسوبين على المعارضة بل الموالاة. يكفي أن تأخذ طلّة سريعة على مواقع التواصل المجتمعي ومجموعات (الواتس أب) لترى كمّ الاستياء العام والشكاوي والتذمّر والنفير بين المواطنين، صرخات مولولة بما وصل إليه حال البلاد من فساد وغلاء معيشة وضرائب وتجنيس سياسي عشوائي وتفضيل الأجنبي وعدم تقدير البحريني.
هذه الموضوعات هي ذاتها التي خرج الناس من أجلها في 2011، وهذا الوضع الاقتصادي المنهار هو ذاته الذي حذرت من الوصول إليه القوى السياسية الفاعلة التي تم حلّها، وهذا الفساد هو ما طالبت الأصوات الوطنية بصلاحيات تمكن المجلس التشريعي من المساءلة والمحاسبة، وهذا التجنيس السياسي هو ما حذرت من نتائج تضخمه والتهامه لحصة المواطن من العمل والسكن والمعاش.
اليوم وبعد 9 سنوات من بدء الحراك، كل ما خرجت الناس من أجله، وكل ما سجنوا وقتلوا وشردوا وعُذبوا وخوّنوا لأنهم أرادوا حماية بلدهم من الوصول إليه، صار أمراً واقعاً. لم يعد على هذه الأرض غير الخراب.
وحده الملك، يجلس متأنقاً فوق عش الخراب الذي قاد بلده إليه، ولا يسمع غير نعيق البوم.