«حق العودة» إلى البحرين... لماذا تخصيص فندق لا يكفي؟

فيما تعلن الحكومة عن استعداداتها لمكافحة وباء كورونا يتكدس المواطنون في مطار البحرين وسط شكاوى سوء الأوضاع
فيما تعلن الحكومة عن استعداداتها لمكافحة وباء كورونا يتكدس المواطنون في مطار البحرين وسط شكاوى سوء الأوضاع

2020-02-26 - 12:24 م

مرآة البحرين (خاص): مئات البحرينيين العالقين في إيران يريدون العودة لديارهم، وآخرون يتكدسون في مطار البحرين الدولي في أوضاع غير إنسانية، ضمن إجراءات يفترض أنها لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا. 

مئات المسافرين، كانوا ضمن رحلات مجدولة قبل إعلان إيران عن تسجيل إصابات بالفايروس، عالقون الآن في مدينة مشهد وغيرها من المدن الإيرانية، ويطالبون الدولة بالتحرك من أجل تأمين نقلهم للبحرين بعد تعليق شركات الطيران الخليجية رحلاتها لإيران. 

لا يطلب هؤلاء غير العودة إلى ديارهم، ولا يجدون أن الحل الذي قدمته لجنة مكافحة الوباء بتوفير فندق لهم مقبولا، فهم لا يبيتون الآن في الشوارع حتى يتم تخصيص فنادق لهم لينزلوا فيها. 

بحسب المعلومات، فإن جميع الزوار هناك ينزلون في فنادق وأوضاعهم الصحية جيدة حتى الآن، لكن بينهم كبار في السن وأطفال يطلبون تأمين عودتهم إلى البحرين قبل أن تشهد الأوضاع هناك المزيد من التعقيدات.

عديد من الدول الغربية، الآسيوية والعربية سارعت إلى إرسال طائرات لإجلاء رعاياها من مدينة ووهان الصينية، مهد وباء كورونا حفاظا على سلامتهم، وقامت بما يلزم لاستقبالهم على أراضيها ووضعهم تحت الملاحظة.

بعض تلك الدول كانت علاقاتها متوترة مع الصين مثل كندا التي فتحت قنوات اتصال مباشرة مع السلطات الصينية لضمان إجلاء رعاياها من هناك، ولم يتم تحويل الموضوع إلى سجالات سياسية أو دينية. 

أما في بريطانيا، فكانت الصحف والإذاعات تتابع محادثات إجلاء الرعايا بشكل يومي، ولم يقترح أحد فتح فندق في ووهان لاستقبال البريطانيين، أو يقل أحد أن على البريطانيين تحمّل عواقب سفرهم للصين. 

لقد تم نقل المصابين إلى بلدانهم، وعزلهم في مراكز خصصت للعزل والمراقبة، ولم تقم تلك الدول بتكديسهم فوق بعضهم كما هو الحال في مطار البحرين.

كبار في السن وأطفال يفترشون الأرض، ونساء لا يجدون مكانا خاصا بهم، وساعات طويلة فوق كراسي الإنتظار في إحدى القاعات الصغيرة في المطار بعد استقبال عائدين من إيران عبر دبي والشارقة.

في الحقيقة، إن الصور ومقاطع الفيديو التي تم نقلها من مطار البحرين تكشف أنه ليس لدى الحكومة خطة واضحة لمكافحة المرض، فليس في المطار ما يشير حتى الآن إلى الاستعداد لرصد المرض والسيطرة عليه. 

لا توجد غرف أو قاعات مجهزة في المنفذ الجوي أو جسر الملك فهد لفحص الوافدين أو عزلهم، فعمليات الفحص والتحفظ على القادمين للبحرين عشوائية ولا تتبع إجراءات الوقاية الطبية المعتمدة عالميا. 

كل ما لدى الحكومة إطلاق العنان للموتورين سياسيا وطائفيا لممارسة ذات الأدوار: التحريض على طائفة من الناس لحرمانها من أبسط حقوقها، كالعودة للبلاد، وتخوينها وتجريمها فقط لممارسة شعائرها الدينية.

إن تلك الإجراءات لا يمكن تصنيفها في خانة الوقاية من انتشار العدوى، إنما مكافحة معتقدات الناس ومعاقبتهم على السفر إلى دولة لا تقيم الحكومة معها علاقات سياسية.

إن تطوير إجراءات استقبال الوافدين في مطار البحرين وضمان نقل العالقين في إيران أو أي دولة أخرى هو من مسؤولية السلطات، ويجب عليها من منطلق مسؤولياتها أن تخرس تلك الأصوات إذا كانت لا تتفق مع سياستها. 

في تعليقه على دعوات نيابية وصحافية بعدم استقبال البحرينيين العائدين من إيران، كتب المعارض إبراهيم شريف يقول «فيروس طائفي أخطر من كورونا... في مجلس النواب وفي الصحافة والإعلام، هناك من يروج لمزاعم تقول أن إيران تعمدت إصابة الزوار البحرينيين والخليجيين بفيروس كورونا لتصديره لنا. كورونا يقتل 2% ممن يصيبهم، لكن فيروس الطائفية الذي يروج له هؤلاء المرضى يقتل أمة بأكملها. هؤلاء أحوج للحجر الصحي». 

صور متداولة لقادمين من إيران في مطار البحرين الدولي