التعليق السياسي: رسالة الملك حمد لشيعة البحرين: أنتم رعايا الأوقاف الجعفرية لا الدولة
2020-03-07 - 8:47 ص
مرآة البحرين (خاص): ما حدث اليوم لا حاجة بعده لتدبيج المقالات والتقارير عن التمييز والاضطهاد الطائفي والإقصاء الذي يتعرض له البحرينيون الشيعة داخل وطنهم.
فما فعله الملك وإعلامه الشعبوي مع المواطنين الذين علقوا في إيران بعد انتشار فيروس الكورونا الذي يهز العالم من أقصاه إلى أقصاه، يقول كل شيء. تمّ تشويههم وشيطنتهم وإنتاج خطاب يحملهم مسؤولية ما هم فيه، ثم التخلي عنهم. وبعد مشاهدة بعض الجيران الصالحين يجمعون التبرعات لهم، ثم «التفضل والسماح» لإدارة الأوقاف الجعفرية بأن تعيدهم على حسابها الخاص، في تخلّ تام من الدولة عن واجبها تجاه مواطنينها من أبناء الأرض.
تدبج وكالة الأنباء الرسمية «بنا» الخبر على أنّّه مكرمة، وترص عبارات «التثمين» والشكر والإطراء على لسان رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية، إنها صورة صادمة للواقع الذي أصبح مختلاً بصورة يصعب إصلاحها، لم يعد بين الواقع وبين الجنون شعرة، ولم يعد بين شيعة البحرين وبين التعرض لما لا يتصوره عقل إلا حركة من لسان هذا الشخص.
قبل أيام يركب حصانه ويلتقط الصور، ليوزع بعدها مستشاره الإعلامي نبيل الحمر صوره على الإعلام مرفقاً بخبر يبين فيه المغامرة الكبرى لملكه الذي خرج من قصره مضحياً باحتمال تعرضه لفيروس الكورونا، يتبجّح بعدها بالقول لأهل البحرين: مارسوا حياتكم بشكل طبيعي، لا حاجة للخوف والهلع.
هذا الملك «المضحّي لأجل البلاد والعباد» ترك أكثر من ألف من مواطنيه (مرميين) في فنادق مدينة مشهد الإيرانية، ومنعهم من العودة.
في الوقت الذي بادرت فيه الدول الفقيرة بإعادة مواطنيها من شرق البلاد وغربها، أهل البحرين تم إذلالهم علناً على رؤوس الأشهاد، كأنه يقول لهم: «أنتم لستم مواطنين، ولا حقوق إنسانية لكم، ولا تستحقون الإغاثة، موتوا أو عيشوا على نفقتكم الخاصة».
إنّّه موقف لن ينساه أحد، موقف قال كل شيء عما يحدث لإنسان هذه الأرض التي تعيش تحت حكم هذا الشخص وعائلته.