التعليق السياسي: التطوع لخدمة البحرين في «محنة كورونا» شرف لن يتركه أهلها
2020-03-17 - 10:55 ص
مرآة البحرين (خاص): في الأزمات تظهر حقيقة البشر، وتتجلى المجتمعات بأجمل ما فيها من ناصعي الأرواح الذين يتعاملون مع الوطن كالحبيبة الأولى، كلما طلبتك كنت حاضراً لها رغم ما حدث، هكذا يقول نجل أحد السجناء السياسيين بعدما سجل اسمه ضمن المتطوعين من أجل الانضمام لجهود مكافحة وباء كورونا في البلاد.
اليوم ليس يوم موالاة أو معارضة، إنها اللحظة الحاسمة التي لا بدّ أن تلتقي فيها الأيدي لتذوذ عن أرواح العباد فوق هذه الأرض، من مواطنين ومقيمين لا فرق.
يثبت البحرينيون بمختلف أطيافهم عشقهم الحقيقي لهذه الأرض، فبعد ساعات فقط من إعلان الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا عن فتح باب التطوع في الحملة الوطنية لمكافحة الفيروس، سجل أكثر من 12 ألف متطوع أسماءهم، ولا زال أعداد المتطوعين في ارتفاع وسط توافق نادر تمر فيه البحرين بين الأطياف المختلفة من أجل مواجهة هذا الوباء.
تحتاج مواجهة هذا الوباء لأعداد كبيرة مثلما حدث في الصين، تحتاج فرق بشرية تكون جاهزة للقيام بأعمال الدعم للفريق الطبي، ودعم عمليات التعقيم، والخدمة في المعازل، وفي كل ساحة يحتاجهم فيها الوطن.
اليوم هو يوم البحرين، لذلك لا مكان للتردد رغم المؤاخذات الكبيرة على السلطة في ملفات عديدة، لكنّ ملف مواجهة شرّ مستطير كهذا الوباء، ليس ملفاً للاختلاف والتناحر، بل هو فرصة للجميع كي يدعموا بعضهم بعضًا، ولكي ترى الأطراف الأخرى بعضها من زاوية جديدة أكثر هدوءًا وصفاءً.
لا مجال اليوم للتكسبات والمراوغات السياسية أو التحريض والفتن، اليوم الناس بحاجة لإنقاذ والبلد بحاجة لأفعال لا استعراضات إعلامية ولا بطولات وهمية.
لقد شكّلت مبادرة جمعية الوفاق في بيانها الأخير، بدعوتها المواطنين إلى التطوع للجهود الطبية الأخيرة، فرصة جديدة لكي تسود الروح الوطنية الجامعة، ولكي تشد الأيدي البحرينية على بعضها من جديد، ولكي تُشيّد مسارات جديدة للتلاقي من جديد.
لقد أظهرت حالة الوفاة الأولى بسبب انتشار فيروس كورونا أن الخطر يمتد للآباء، والأمهات، والأخوة، والأخوات، والأولاد، وأن الوحدة في مواجهة هذا الخطر الداهم هو الفرصة الأولى والأخيرة لأي مجتمع راغب في النجاة من هذه المحنة التي تواجهها البشرية في هذه اللحظة.