هل قطعت عودة خليفة بن سلمان الطريق على تولي ولي العهد رئاسة الحكومة؟

جانب من استقبال الملك لرئيس الوزراء بعد عودته من رحلة العلاج في ألمانيا
جانب من استقبال الملك لرئيس الوزراء بعد عودته من رحلة العلاج في ألمانيا

2020-03-24 - 2:44 ص

مرآة البحرين (خاص): بعد أربعة أشهر من الغياب ( 21 نوفمبر 2019 - 20 مارس 2020) لأجل العلاج في ألمانيا، عاد رئيس الوزراء خليفة بن سلمان آل خليفة إلى البلاد.
استقبله الملك مصطحباً معه أربعة من أبنائه وهم ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء سلمان بن حمد، وعبدالله بن حمد، وناصر بن حمد، وخالد بن حمد، بالإضافة إلى نائب رئيس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة.
كان لافتاً غياب وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد، وأخيه قائد قوة الدفاع المشير خليفة بن أحمد، لم يحضر الاثنان استقبال رئيس الحكومة، غياب الشقيقين القويين في معادلة الحكم يقول أكثر مما يخفي عن حجم الجفاء بينهما وبين خليفة بن سلمان.
لم تكن عودة خليفة بن سلمان اعتباطية، بل جاءت مع تبدّل كبير في الأوضاع ليس في صالحه، فولي العهد يتقدم بقوة وسط دعم كامل من أبيه ومن الأمريكيين ومن الرياض وأبوظبي للإمساك بالحكومة، وقد شاعت أجواء بعد أداء الحكومة في ملف جائحة الكورونا، ووسط دفعة من الإفراجات عن مئات السجناء بينهم سياسيون، أن الأجواء باتت ممهدة لكي يبنى على الشيء مقتضاه، خصوصا مع رواج إشاعات أن حكومة جديدة سوف يشكلها ولي العهد.
عاد خليفة بن سلمان فوراً، وأطلق أول تصريحاته التي تؤكد تمسكه بمنصبه، إذ قال وفق الخبر الرسمي الذي أذاعته وكالة الأنباء الرسمية (بنا) :«إننا ماضون في بذل مزيد من الجهد الذي يرتقي بالوطن وشعبه، ونحن على ثقة في أن أبناء البحرين بعطائهم قادرين على تحقيق المزيد من الانجازات التي تعزز من مكانة وطنهم في كل المحافل".
يشار إلى أنّ خليفة بن سلمان (84 عاما) يتولّى منصب رئيس وزراء البحرين منذ أن أعلنت المملكة الاستقلال عن بريطانيا عام 1971. وتحكم أسرة آل خليفة البحرين منذ عام 1783.
الأصوات المعبّرة عن شارع الموالاة غابت نبرتها الانتقادية المعتادة لولي العهد منذ أن بانت علامات ثبوت قدمه في إدارة الحكومة، وبدت هذه الأصوات على غير عادتها بعد عودة رئيس الحكومة للبلاد، فهي لم تقم بحفلة التصريحات المعتادة المُسرفة في الثناء والمدح، إن هذا التردد يشي بأن كبار شخصيات الموالاة ينتظرون لفترة يتبّين بعدها ما سيأتي، هل سيعود خليفة بن سلمان لمكتبه في قصر القضيبية -مقر الحكومة- ويستمرّ، أم أنّ الملك والجهات الداعمة لولي العهد قد أخذت قرارها هذه المرّة؟