التعليق السياسي: هل المتطوعون اليوم لمواجهة جائحة (كورونا) هم أنفسهم جمهور (حفلة الزار) في 2011؟
2020-04-11 - 12:40 م
مرآة البحرين (خاص): هل المتطوعون اليوم لمواجهة جائحة (كورونا) هم أنفسهم المتطوعون في 2011 جماعات (ساحة الشرف) و(سيوف الولاء) و(اللجان الشعبية)؟
في قاعة مجلس النواب، كان جواب الوكيل المساعد للشئون القانونية بوزارة الداخلية اللواء محمد راشد بوحمود، نعم، هم أنفسهم، هؤلاء هم مواطنونا المتطوعون الذين نبحث لهم عن قانون ينظمهم منذ شاهدنا في 2011 شرفاءنا المخلصين ينصبون المشانق، فالقانون ليس ارتجاليا ولا وليد اللحظة، بل وليد تسع سنوات عجاف مررنا بها. هذا ليس نص جوابه، لكن هذا ما يقتضيه جوابه.
كانت جلسة المجلس الثلاثاء مخصصة لتشريع قانون «التطوّع لخدمة الأمن العام»، وهو القانون الذي يجيز لوزارة الداخلية أن تقبل متطوّعين للعمل في خدمة الأمن العام.
كان كلامه يوضح سياق هذا القانون، يقول مقتضاه: إننا كنا نفكر منذ ذلك الوقت ليكون لدينا إطار قانوني يعطي لهذه التجمعات صفة رسمية، أي أن الجماعات التي كانت منخرطة في (حفلة الزار) ما كان ينقصها إلا قانون يعطيها صفة رسمية.
مؤدى جواب الوكيل المساعد للداخلية يقول: كما أن مجلسكم الموقر أعطى في صيف 2013 قوانين استثنائية في الجلسة الاستثنائية للحكومة لتطلق يدها في القمع والبطش، فإننا كنا نفكر كذلك في قانون منذ 2011 لنعطي (للبلطجة) صفة قانونية.
المتطوعون اليوم في (حملة كورونا) ليسوا هم جمهور (حفلة الزار)، لذلك حين تفكر في قانون ينظمهم، عليك أن تخرج من عقلية ما كنت تفكر فيه حينها في 2011، تلك عقلية أمنية لا يشبهها شيء إلا العقلية الأمنية التي وضعت قانون أمن الدولة في السبعينيات.
واضح أن عقل وزارة الداخلية مشوش، لأنه لم يخرج مع الأسف من تفكير تطويع القانون للتشريع للقمع والبطش، وهذا ما جعل النواب في الجلسة مضطربين في فهم مضمون هذا القانون، حتى أن بعضهم يتحدث عن مهام أمنية وتدريب على سلاح، حتى تدخل وكيل وزارة الداخلية ناصر آل خليفة ليوضح أن القانون يخص (إدارة الدفاع المدني) فقط، والمتطوع لن يكون ضمن أي دائرة أخرى، ولن يتدرب على السلاح.
ماكان جواب الوكيل المساعد للشئون القانونية موفقًا أبدًا، القانون يجب أن ينطلق من هذه اللحظة الوطنية التي نشهد فيها أبناء البحرين يهبون بولاء صادق لمواجهة خطر ماحق. هذه الهبة يفترض أن تفتح أفق وزارة الدخلية على خطيئتها في تجييش الناس ضد بعضهم في 2011، لا أن تعود لحفلة الزار وتقول للناس من هنا جاء قانون التطوع. فالأحداث والقصص المرتبطة بأي قانون تعطي معنى للقانون نفسه وترسخه في وجدان الناس.