«بحراني جكن ناجتس» يغرق مواقع التواصل: أعيش خوف التحدث بلهجتي البحرانية

مريم الزيرة في مقطع الفيديو
مريم الزيرة في مقطع الفيديو

2020-06-22 - 12:01 م

مرآة البحرين (خاص): ببراءة وصدق سجلت الشابة البحرينية مريم الزيرة مقطع فيديو وبثّته عبر قناتها علي موقع اليوتيوب تحت عنوان «بحراني جكن ناجتس»، تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها كونها «بحرانية» تتحدث بلهجتها.
وحاز الفيديو انتشاراً واسعاً، إذ حصل على أكثر من عشرة آلاف مشاهدة، وحاز أكثر من 70 تعليقاً. وعلى الرغم من أن الزيرة أكدت في المقطع المصور أن ما سجلته نابع من تجربتها الخاصة بعيداً عن أي انحيازات سياسية، إلا أن التعليقات على المقطع حملت الكثير من التعليقات السياسية.
وكلمة بحارنة أو بحراني هي كلمة صحيحة لغوياً يقصد بها سكان البحرين، لكن كلمة بحارنة أو بحراني صارت لاحقاً هي الصفة التي تطلق على السكان من المذهب الشيعي، وتم تغيير وصف البحراني إلى بحريني.
أشارت مريم الزيرة في مقطعها في اليوتيوب إلى موضوع العنصرية، وقالت إنها كانت تخجل في السابق من لهجتها، فمنذ صغرها أدركت أنه يتم التعامل معها بشكل مختلف إذا ما تحدثت بلهجتها البحرانية، لذا صارت تفضل الحديث باللغة الانجليزية لكي لا تتعرض لمثل هذه المواقف أو التمييز. وأنها في فترة صغرها كانت تغيّر لهجتها وتتحدث بلهجة أخرى.
وقالت إنها لا تسمع لهجتها في وسائل الإعلام والتلفزيون الوطني. مشيرة إلى إن البعض يغيرون معاملتهم في مقابلات العمل حين يعرفون أن المتقدم للوظيفة شيعي، وأنّ البعض في مقابلات العمل يتم سؤالهم مباشرة هل أنت شيعي أم سني؟
بحسب الزيرة فإنّ هذا الواقع جعلها في فترة معينة غير واثقة من نفسها، وأنها لا ترغب في التحدث باللغة العربية، وقالت إنه بعيدا عن السياسة فإنها تنصح الجميع بالابتعاد عن العنصرية.
القيادي المعارض إبراهيم شريف نشر الفيديو في حسابه عبر منصة تويتر، وعلّق «قبل 70 عاما كانت كلمة بحراني شائعة في الأدبيات الوطنية. في الجامعات كان الطلاب العرب يسموننا بحارنة. مع الاسف، التمييز والحساسيات الطائفية قوضت نسيجنا الاجتماعي، فأصبحت اللهجة والطائفة شرطا لتقلد بعض الوظائف».
وعارض مدير الإعلام والعلاقات العامة السابق في وزارة الاسكان عدنان الشيخ رأي إبراهيم شريف، وقال «ليتنا لا نتكلم عن مواضيع مثل هذه لكي تموت. فإذا كنا نتربص كل شاردة أو واردة من هنا وهناك ونربطها بالخلافات الطائفية ونتباكى على ما فعلته بنسيحنا المجتمعي، فإننا بذلك نروي ما زرعه مثيري النعرات الطائفية. اللهجة البحرانية لهجة لا أقل ولا أكثر. لا علاقة لها بالجنسية أو تقلد الوظائف؟».
كما اعترض الناشط محمد البوفلاسة على كلام ابراهيم شريف أيضاً، بقوله«اللفظ بحريني، سعودي، وكويتي، وليبي، ومصري، ليش ما قلتوا سعوادي وكويتاوي وليباوي ومصراوي، بلا دلع عاد قلنا تترصد لنا الحكومة بس عاد لا تبالغون».
أما المغرد محمد المداوي فكان صريحاً أكثر بمعارضته لشريف، إذ كتب «كل واحد ينام على الجنب الي يرتاح له.. والمعنى في قلب الشاعر».
المغرّدة سعاد الخواجة، علّقت من جانبها «هذا الفيديو مؤسف على عدة مستويات. الأول: هو ان يضطر أي شخص ان يحتمي بلغة أخرى غير لغته الأم ليخفي هويته المذهبية التي تكشفها لهجته المحلية. الثاني: هو أن تكون كلمة بحراني تعريف عن طائفة بدلاً من جنسية تضم جميع الطوائف. الثالث: تأكيد بديهية هي أن القدرات لا تنحصر في مذهب او طائفة».
وأضافت «الرابع: هو ان يكون شيء سائد وطبيعي أن يُسأل أي شخص عن طائفته في مقابلة رسمية أو في أي مناسبة أخرى. الخامس: أن تحدد اجابة هذا السؤال مصيرك ومستقبلك، وتعامل الناس معك. والسادس والأهم هو شعورك بالغربة وعدم الارتياح أو الاستهجان لحديثك بلهجتك على وسائل الإعلام التابعة لبلدك».
وأيّدت الناشطة الحقوقية الكويتية هديل أبو قريص، بقولها «لاحظت بأن اللهجة البحرانية مختفية عن شاشات البحرين منذ سنوات».
المغرّدة وسن المرهون كتبت «ما نسمع اللهجة البحرانية في تلفزيون البحرين، و اذا في مسلسل شخصية بحرانية لازم يكون مضحك و فقير و منتف».
أما الناشط الحقوقي يوسف المحافظة، فأكد أنّه «في كل الشركات التي عملت بها وكل المؤتمرات والندوات التي حضرتها، وكل المواقع التي كنت بها، وكل من قابلته في حياتي، كنت أتحدث معه باللهجة البحرانية ولم اغيّرها خجلًا أو لمراعاة حساسية الطائفيين، أو من أجل تخليص معاملة في جهة حكومية معينة».
الإعلامية ريم خليفة، نشرت الفيديو، معلقّة «هذا الفيديو لمواطنة بحرانية يتكلم عن واقعنا المعاش للأسف في البحرين، وماذا لو تكلمت باللهجة البحرانية؟، فهل بالفعل ستحصل على وظيفة؟، وهل تسمعها في التلفاز اليتيم الرسمي؟، وهل من غيّر لهجته أصبح مقبولاً، .انها الهويات القاتلة كما كتب أمين معلوف».