في ظل علاقاته الجديدة مع الإمارات والبحرين، نتنياهو يقول إنّ المزيد قادم

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيف)

ريك غلادستون - صحيفة النيويورك تايمز - 2020-10-01 - 5:25 م

ترجمة مرآة البحرين

توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء أن يقيم المزيد من الدول العربية والإسلامية "قريبًا ، قريبًا جدًا" علاقات دبلوماسية مع بلاده، في أعقاب الاتفاقيات التي تم توقيعها هذا الشهر مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.

وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتهم نتنياهو أيضًا حزب الله الشيعي اللبناني بتصنيع وتخزين صواريخ بالقرب من مطار بيروت، وقال إنه يخاطر بتكرار الانفجار المدمر في مرفأ بيروت في آب / أغسطس الذي أودى بحياة المئات ودمر قطاعًا من العاصمة اللبنانية.

ولم يكن هناك ما يشير إلى أن كارثة المرفأ، الناجمة عن مخزون مهجور من نترات الأمونيوم، شملت أي أسلحة.

وقد ألقى الزعيم الإسرائيلي خطابه عبر فيديو مسجل مسبقًا لأن الجمعية العامة قد انعقدت فعليًا هذا العام، لكنه لا يزال يستخدم الأجهزة المسرحية التي استخدمها في خطاباته السابقة أمام الهيئة العالمية. ومشيرًا إلى خريطة مُذيلة بالملاحظات لمدينة بيروت، سلط نتنياهو الضوء على ما وصفه بمخاطر الأسلحة التي يشكلها حزب الله وداعمه الرئيسي إيران - ليس فقط على إسرائيل، بل على اللبنانيين.

وقال نتنياهو: "أقول لشعب لبنان، إن إسرائيل لا تنوي لكم أي ضرر، لكن إيران تفعل ذلك. لقد تعمدت إيران وحزب الله تعريضكم أنتم وعوائلكم لخطر داهم ".

وهدفت خريطة نتنياهو لإظهار إحداثيات ما وصفه بـ "مستودع المتفجرات الصاروخية" لحزب الله في حي مزدحم بالقرب من المطار، بين مساكن مدنية ومحطة وقود.

لطالما زعمت إسرائيل أن حزب الله كدس مخابئ الصواريخ والأسلحة الأخرى في لبنان، وبمساعدة إيران، يحاول إنتاج صواريخ دقيقة التوجيه هناك. في أغسطس / آب الماضي، قصفت طائرة إسرائيلية بدون طيار مبنى بالقرب من بيروت، وقال مسؤولون إسرائيليون إنه يحتوي على آلات لصنع تلك الصواريخ.

وفي خطاب متلفز في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، اتهم زعيم حزب الله، حسن نصر الله، نتنياهو بالكذب بشأن منشآت تخزين الصواريخ في لبنان "لتحريض الشعب اللبناني ضد حزب الله"".

وفي محاولة لدحض مزاعم نتنياهو، نظم حزب الله على الفور جولة إعلامية في إحدى المناطق التي قيل إنها تحتوي على صواريخه. وبثت محطات تلفزيونية محلية مقطعًا لما بدا عنبرًا صناعيًا حيث رفع شبان مؤيدون لحزب الله الشعارات. وفي إيران أيضًا، بث التلفزيون الحكومي لقطات مماثلة، ووصف الموقع بأنه مخزن للصلب ومواد البناء، وشجب ما وصفه بـ "الكذبة الكبرى" لنتنياهو.

لقد غزا الإسرائيليون لبنان عدة مرات، كان آخرها في العام 2006، عندما خاض الجيش الإسرائيلي وحزب الله حربًا مدمرة استمرت لشهر. وفي حين سعى الطرفان إلى تجنب صراع آخر، ينظر الإسرائيليون بشكل متزايد إلى ترسانة حزب الله باعتبارها واحدًا من أقوى التهديدات لأمن إسرائيل.

وقال عاموس يدلين، الرئيس المتقاعد للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، والذي يدير معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن الأجزاء الرئيسية من مخزون حزب الله تشمل 140 ألف صاروخ وآلاف القذائف، بما في ذلك بضع مئات من الصواريخ الموجهة بدقة، وطائرات مسلحة بدون طيار ، وأنظمة دفاع جوي روسية وإيرانية.

في خطابه، تطرق نتنياهو بالكاد إلى جائحة الكورونا، التي أثرت بشدة على إسرائيل وأدّت إلى انتقادات حادة لكيفية إدارته لها. وبدلًا من ذلك، ركز نتنياهو على ما وصفه بالتطورات المثيرة للتفاؤل في الشرق الأوسط، وهي "منطقة لا تشتهر بإنتاج الأخبار السارة".

وأشاد نتنياهو بالرئيس ترامب لأنه أنهى ما وصفه الزعيم الإسرائيلي بـ "استراتيجيات الماضي الفاشلة" في السعي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وربط نتنياهو دور ترامب مباشرة بقرارات الإمارات العربية المتحدة والبحرين بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل -وهي الدول العربية الأولى التي تفعل ذلك منذ أكثر من 25 عامًا.

وأثارت هذه القرارات غضب القيادة الفلسطينية، التي رأت فيها خيانة للتضامن العربي في الضغط على الإسرائيليين بسبب عدم وجود مفاوضات ذات مغزى بشأن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وقال نتنياهو إنّ "هذه الاتفاقيات الجديدة ستجلب لشعوبنا نعمة السلام والفوائد الهائلة التي تأتي مع المزيد من التجارة والمزيد من الاستثمار والمزيد من التجارة والنقل والسياحة وزيادة التعاون في عدد من المجالات الأخرى".

وقال إنه "ليس لدي شك في أن المزيد من الدول العربية والإسلامية ستنضم إلى دائرة السلام، قريبًا، قريبًا جدًا".

وقال نتنياهو إنه من شأن مثل هذا التطور أن يجعل "السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر ترجيحًا".

وفي خطابه أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي، أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أن "السبيل الوحيد" للخروج من الصراع هو في مطالبه المعلنة سابقًا بحل الدولتين. ولكن في اعتراف واضح بأن الأرضية قد تحول لصالح إسرائيل، دعا عباس أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى عقد مؤتمر دولي حول الصراع في أوائل العام 2021.

وقد كانت هناك تخمينات بأن السودان قد يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. وقال الرئيس ترامب إن المملكة العربية السعودية، التي تتمتع بنفوذ هائل على الإمارات العربية المتحدة والبحرين، والتي أُفيد أنها وافقت على قراراتهما، قد تحذو حذوهما. لكن العاهل السعودي الملك سلمان لم يشر إلى مثل هذه الخطوة في خطابه أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي.

النص الأصلي