«الصراخ سيهدأ حينما يحين وقت الصلاة».. البحرين بعد فوز بايدن وتعيين ولي العهد رئيسا للوزراء

2020-11-17 - 12:02 م

مرآة البحرين (خاص): مرحلة جديدة دخلتها البحرين يمكن توصيفها بوجود تغيّر مزدوج، تغيّر في الداخل وآخر في الخارج.
فوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ووفاة رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، وحلول ولي العهد سلمان بن حمد مكانه.
بداية، التغير الداخلي لم يكن بالضخامة التي يمكن التأكيد بعدها على حصول تطورات للأفضل في الساحة البحرينية سياسيا وحقوقيا، فمن مات هو رئيس الوزراء وليس الملك، ما زال الملك والمنضوون تحته أحياءً وعلى ذات النهج المتطرف في إدارة الملفات داخلياً، لكن رغم ذلك فإن رحيل رئيس الوزراء الذي ظل في منصبه لنحو 50 عامًا، ومجيء ولي العهد بدلًا منه لا بد أنه سيحمل ما سيحمل، وهو ما يمكن تقييمه مع الوقت شيئا فشيئاً.
انكشف جناح رئيس الوزراء بعد غيابه وسينحسر حتى يصبح اسمه وكذلك الشخصيات الرئيسية فيه نَسْيًا منسيّا، من هنا تبدو الآن الحاضنة الشعبية لرئيس الوزراء الراحل في المحرق كغنيمة سهلة، كونها تحتاج لراع جديد يجعلها تشعر بالطمأنينة على مكتسباتها الوفيرة، وهو بالفعل ما سارعت له بعض الشخصيات القريبة من الملك التي ارتفعت مكانتها بعد العام 2011.
يتم حاليا العمل على تغذية قلق جماعات الموالاة عمومًا، عبر الزعم أن ولي العهد سيكون راغباً في تنظيف سجل البحرين حقوقيًا، وحلحلة الملفات المتراكمة، خصوصاً مع مجيء إدارة ديمقراطية لحكم الولايات المتحدة تحمل نظرة سلبية لأداء تحالف السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع إدارة ترامب، ولديها وجهة نظر أخرى في كيفية إدارة هذه العلاقة.
لذلك تتالت الرسائل الإعلامية، المعبرة عن قلق من انتفعوا من أزمة 2011، تم استخدام وجوه معروفة تارة، وأسماء مغمورة تارة أخرى أمثال الفيديو المصوّر لأحمد جاسم شقيق جاسم حاجي الذي تسبب بقطع أرزاق عدد من موظفي طيران الخليج في 2011 ومؤخراً تم إيقافه والتحقيق معه بتهم فساد.
تقول هذه الرسائل كلاما واحداً، يصدر عن جهة واحدة: إن إطلاق سراح السجناء والعفو عن السياسيين وإلغاء العزل السياسي على المعارضة ليس قراراً يمكن أن يتخذه طرف داخل البحرين، لأن قرار إبعاد المعارضة قرار خليجي. ظاهراً تبدو هذه الرسائل موجهة للقطاع المعارض في البحرين لجعله ييأس أكثر، إلا إنها وعلى طريقة «اسمعي ياجارة»، تقول لولي العهد: لا تتجه لهذا الاتجاه. وتضع له خطوطاً حمراء فيما لو فكّر القيام بأية مبادرة من جانبه.
تمتهن هذه الجماعات الموتورة الصراخ الآن وإشاعة القلق للحصول على تعهد وطمأنة أن المعارضة ستبقى إما في السجون أو المنافي، لكن كبارها يعرفون أنه «إذا حان وقت الصلاة وأنت في المسجد فسوف تضطر لتأدية الصلاة»، بمعنى أنهم يعرفون أنه إذا ما نجحت إدارة جو بايدن في تخطي ملفاتها الداخلية العاصفة خصوصا الناتجة من الانقسام الشديد الحاصل داخل الولايات المتحدة، ستعمل بعد ذلك على كسر نهج التشدد لدى قيادات السعودية والإمارات، لن يكون أمام القيادة السياسية في البحرين إلا خيار التهدئة وحلحلة الملفات، والحديث مع المعارضة مجدداً.
ربما يمكن التجرؤ والقول إنه من الحصافة، أن تقوم المعارضة من جهة وولي العهد من جهة أخرى بمدّ الخيوط مجدداً، الطرفان بحاجة للتواصل والحديث منذ الآن، هذه هي طبيعة السياسة، التواصل، والمبادرة، والحديث بصراحة ووضوح.
أما من يقومون الآن بالصراخ ومواصلة التوتير، فإنهم يعرفون ما عليهم أن يضعوه في أفواههم، حين يحين وقت الصلاة.