نقاش مع وكيل الصحة: كيف تكون للأجانب أسبقية التوظيف بحجة "التخصصات" بينما المتطوعون هم الذين درّبوهم؟

وكيل الصحة وليد المانع
وكيل الصحة وليد المانع

2021-03-06 - 2:10 م

مرآة البحرين (خاص): وكيل وزارة الصحة وليد المانع، طلع أمس ليخفف حدة الانتقادات وموجة الاستياء العامة تجاه الوزارة والحكومة عموما، فيما يخص قيام الوزارة بتوقيع عقود توظيف مع عاملين أجانب وتأخير توظيف المتطوعين البحرينيين من أطباء وفنيين وممرضين وهم من واجهوا الوباء في الصف الأول منذ أكثر من عام حتى اللحظة.
يستحق تصريح المانع النقاش، لكن قبل نقاشه، يجب التأكيد قبل ذلك أنّه من الأساس، لم يكن يفترض أن يكون خريجو القطاع الصحي (ممرضين وأطباء وفنيين) عاطلين عن العمل، لكن الجميع يعلم حقيقة أنّ البطالة في البحرين سياسية وليست اقتصادية. إذ تتكدس أعداد كبيرة من خريجي تخصصات جامعية مطلوبة بينما تستمر الحكومة في سياسة تفضيل الأجانب. لنقرأ ونرى ما قاله الوكيل يوم أمس الجمعة 5 مارس 2021.
قال المانع إن "الوزارة تفخر بأبناء الوطن من المتطوعين وخصوصا العاملين في الصفوف الأمامية الذين سطروا أروع أمثلة العطاء لخدمة الوطن والمواطن خلال الجائحة"
ووعد بـ "إعطائهم الأولوية للتوظيف وفق الشواغر الوظيفية التي تتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم" وأكد آنّ "الوزارة تقوم حاليا باستكمال إجراءات التوظيف حسب أنظمة وقوانين الخدمة المدنية للعديد منهم وفق الشواغر المتاحة".
وبرر المانع بأن "العاملين الأجانب الذي تم الاستعانة بهم خلال فترة الجائحة يعملون بعقود مؤقتةً وبأعداد محدودة لتوفير الطاقة الاستيعابية الاستثنائية من حيث المراكز الخاصة بجهود التصدي لفيروس كورونا، وأنهم يعملون في تخصصات لم يتم الحصول على البحرينيين المؤهلين بها لمباشرة العمل ضمن الظروف الراهنة التي لا تسمح بانتظار فترة التدريب والتأهيل، وأضاف أن تلك العقود سيتم إلغاؤها بعد انتهاء الجائحة".
ختم المانع حديثه بالتأكيد مجددًا "أن الكوادر الوطنية هم الخيار الأول الدائم و نوه باهتمام وزارة الصحة بتوفير لهم الفرص الوظيفية التي تتناسب مع مؤهلاتهم التعليمية وخبراتهم العملية".
هذا هو تصريح المانع، وهو تصريح عليه ملاحظات كثيرة وأسئلة أكثر. أولاً إن التبرير بأن عقود الأجانب "مؤقتة" هي حجة باتت تكررها كل الوزارات وصارت حجة قديمة، إذ يتم توظيف الأجانب في الوزارات، ويتم بعدها التبرير للناس و للنواب بأن العقود مؤقتة.
ثانياً لماذا وظّفتم الأجانب أولاً، وبعد الشكوى من المتطوعين، خرجت لتصرّح وتَعِد؟.
سؤال آخر: تقول انكم وظفتم أجانبًا في بداية الوباء لأنكم لم تحصلوا على بحرينيين متخصصين، الآن هل يوجد بحرينيون متخصصون في تلك التخصصات أم لا؟، هل أعلنتم عن هذه الوظائف قبل أن تقوموا بتوقيع عقود توظيف مع الأجانب؟.
ثالثا: هل سيتم توظيف كل المتطوعين أو بعضهم فقط؟، فإشارتك إلى "حسب الشواغر" لا تبعث على التفاؤل.
السؤال الأهم بل ربما هو إشكال مضحك: قال المتطوعون في رسالتهم التي انتشرت قبل أيام إنهم هم من قاموا بتدريب الأجانب الذين تم توظيفهم قبلهم، ولهذا تسألك الناس: ما هي هذه التخصصات النادرة العجيبة لدى الأجنبي الذي يحتاج لأن يدربه المتطوع البحريني قبل أن يعرف كيف يباشر العمل!
وظفوا المتطوعين وأكرموهم، أثبتوا أن هذه الحكومة فارقت سياسة تفضيل الأجانب التي يشكو منها البحرينيون منذ وقت طويل، طبقوا ما قاله وزير المالية قبل أيام "من يقوم بالواجب نشكره ونحبه على راسه" التصريح الذي ذاب فشلاً بعد ساعات من إطلاقه، حينما بثّ المتطوعون شكواهم من توظيفكم للأجانب قبلهم.
دعوا التصريحات الرنانة، واجعلوا الأفعال تتكلم، والناس تحكم بعدها على ما تفعلونه.