لماذا قطر تحتقر البحرين؟

وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني
وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني

2021-03-22 - 12:22 م

مرآة البحرين (خاص): لا تحترم قطر البحرين أو تعطي لها وزناً ذا بال. وهي تواصل عبر ترسانتها الإعلامية الضاربة "الطقطقة" على البحرين بتسليط الضوء السلبي عليها في كل سانحة. كما ترفض معظم الدعوات البحرينية التي وجهت لها بعقد مباحثات ثنائية. لكن لماذا تفعل ذلك؟ ببساطة لأنّ البحرين لا تحترم نفسها. لقد قبلت البحرين لنفسها ــ ونحن هنا نتحدث بالطبع عن النظام البحريني ـــ أن تكون "ملحقاً" في الخلاف الخليجيّ. وهي ملحق "فاجر في الخصومة" لا يقيم أيّ اعتبار لأواصر العلاقات بين البلدين والشعبين المترابطين أو الدبلوماسيّة. 

لنعد إلى الأصل؛ لقد انفجر الخلاف الخليجيّ الأخير إثر نشر وكالة الأنباء القطرية "قنا" على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي تغريدات تتضمّن إساءة إلى السعودية. وسواء صحّ صدور هذه التغريدات أو أن الحساب تمّ اختراقه ــ كما ذهب لذلك تقرير للإف بي آي ــ فإن البحرين انساقت النعل بالنعل وراء تهوّر وغرور الموقفين السعودي والإماراتي؛ حتى أن الإعلام القطري كان يطلق عليها "جزيرة الريتويت". وحتى هذا يمكن تفهمه لاعتبارات جيوسياسية و"مالية" تتعلق بهيمنة الدولتين الأخيرتين على القرار البحريني منذ تدخلهما لحماية النظام خلال أزمة 2011. لكن هل قال أحد للبحرين أن تكون فاجرة في الخلاف إلى حد أنها كانت الموقع المقرر أن ينطلق منه عمل عسكري ضد قطر لولا تدخل أمير الكويت السابق وإبطال هذا التحرك!  أو تكون فاجرة في الخلاف إلى حد نشر محادثات ثنائية مجتزأة بين رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني وزعيم المعارضة الشيخ علي سلمان وتصويرها على أنها "قضية تخابر" في حين أن الأول جاء إلى البحرين بدعوة من الملك البحريني نفسه للمساهمة في تهدئة الأجواء والقيام بوساطة.

لقد سبق لرئيس الوزراء القطري أن تطرّق إلى مشكلة البحرين وكيف أنها دائمة تصدر واجهة الخلافات و"الهجاجة" في تبنيها. 

وحتى حينما آذنت الأزمة في الانفراج وتهدئة أجواء التراشق الإعلامي خلال الفترة السابقة لقمة "العلا" كانت البحرين تواصل وضع العصيّ في العجلة، والقيام بتحركات يائسة تشبه حركات المراهقين مثل افتعال قضيّة البحارة وإرسال بطل كمال أجسام يعمل في وزارة الداخلية لاختراق الحدود البحرية القطرية من أجل توقيفه واستثمار ذلك لمواصلة الضخ الإعلامي السلبي. وهذا هو الحال في كل مرة. فدائماً ما تنبري البحرين لتصدر الخلافات والتكسب من الأجواء المسمومة رغم أنها أضعف دولة والأقل إمكانات.

تساهم دولة الكويت بأكبر الحصص في مشروع المارشال الخليجي لإنقاذ مالية البحرين. وتكاد الوحيدة التي تدفع مساهمتها بانتظام و"بلا شروط" تقريباً. فلماذا تجاهلت البحرين المقاربة الكويتية الرصينة للأزمة الخليجية ومشت كالأبله وراء الإمارات والسعودية! وفي الحقيقة فإنه ليست قطر وحدها من يحتقر البحرين بل السعودية أيضا. فهي جرتها جراً إلى المصالحة الخليجية من دون الأخذ بأيّ من مطالبها واعتباراتها. وفيما كانت تباشير قمة العلا تلوح في الأفق كان الموقف البحريني إعلامياً غارق كالتاجر المفلس في فتح ملفات الخلاف البائس وتقليبها لعل وعسى أن يلتفت له أحد أو يضع له اعتبار ولكن بلا فائدة.

لقد خرجت قطر منتصرة من الخلاف الخليجي. فهي لم تلبّ أياً من الشروط الثلاثة عشر. وخان التوقيت الدول الخليجية الثلاث فقد أنهوا المقاطعة وأهدوا المصالحة "ببلاش" للرئيس السابق ترامب في آخر أيام ولايته. أما قطر فهي تتصرف على هذا الأساس: أنها منتصرة. وهي تحتقر البحرين لأن البحرين تحتقر نفسها بقبولها أن تكون ملحقاً أو "فارق عملة" أو مجرد "ريتويت"! ما لم تستعد البحرين سيادتها على نفسها وقرارها فهي ستظل "طوفاً هبيطاً" للإعلام القطري وأذرعه. مهدافاً نظيفاً بلا ارتدادات توجع الرأس  كلما شعر محرر في "قناة الجزيرة" بالملل أو الفراغ أو بنقص في ملء النشرة اليومية.