مع تفشي الفيروس... معتقلون لـ «مرآة البحرين»: نحن منسيون كدجاج انشغل عنهم أصحاب المنزل بأمر عظيم
2021-03-29 - 4:52 ص
مرآة البحرين (خاص): في 7 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، توجّت إدارة السجون في وزارة الداخلية نفسها أفضل مؤسسة في الشرق الأوسط تطبق احترازات الوقاية من فيروس كورونا. لقد منحها هذا المقام شركة فرنسية تُدعى BUREAU VERITAS.
سيكون مجرد إضاعة للوقت البحث عن هذه الشركة الفرنسية وحيثيات تخصيصها جائزة لمنطقة الشرق الأوسط وعدد الجهات التي تقدمت للحصول على الشهادة أو ربما دفعت للحصول عليها، فأوضاع المعتقلين في السجون البحرينية خير شاهد.
لقد فشلت اليوم «الإجراءات الوقائية» التي وضعتها إدارة السجن، ولم يعد يفيدها شهادة «الدكان الفرنسي» أو غيره ولم يعد لدى الوزارة ما تتبجح به من إجراءات يمكن لها أن تجعل السجون بمنأى من تفشي الفيروس والفتك بنزلائها.
لقد بدأ فيروس كورونا في التفشي في سجن جو المركزي مهددا بكارثة وطنية كبيرة. أكثر من 4 آلاف سجين مهددون بخطر الإصابة بالفيروس. خصوصا وأن مناعتهم تعتبر أقل من غيرهم بسبب ظروف الاعتقال، سوء التغذية والظروف الصحية التي يعيشونها منذ سنوات داخل السجن.
ليس هذا فحسب، فسجن جو من أكثر السجون المكتظة حيث يتكدس عشرات المعتقلين في حجرات صغيرة مما يجعل إجراءات التباعد والعزل التي تدعيها وزارة الداخلية مستحيلة. ثم ما الذي يجعل الناس تثق أن المصابين من المعتقلين سيحصلون على الرعاية الطبية بينما يُحرمون منها طوال العام؟
إن ما يجعل الأمور تهدد بالكارثة هو تخبط إدارة السجن في التعاطي مع الأزمة. أعلنت وزارة الداخلية عن 3 إصابات فقط فيما أحصت جهات حقوقية نحو 50 إصابة. لا يشير ذلك فقط إلى غياب الشفافية وإنما عدم وجود خطة للتعاطي مع تفشي الفيروس.
أبلغ أحد المعتقلين المحكومين بالسجن مدى الحياة عائلته اليوم الأحد (28 مارس/ آذار 2021) بأن إدارة السجن يبدو عليها الارتباك. وقال «إن الوجبات لم تعد تصلنا منذ بدء تفشي الفيروس (...) ولم نعد نجد ما نأكله.»
وأضاف «ليس هناك أيضا في الكانتين ما يسد الجوع»، معلقا «نحن منسيون كدجاج انشغل عنه أصحاب المنزل بأمر عظيم ولا يجدون ما يأكلونه.»
وتابع قائلا «تركونا بالجوع (...) وإذا لم يكن بإمكانهم حتى توفير الطعام لنا، فمن الأفضل لهم ولنا أن يفرجوا عنا.»
هذا بيان أحد المعتقلين في مقابل بيان وزارة الداخلية الذي أصدرته اليوم. بيان إنشائي لم يتضمن أي أرقام بشأن عدد الإصابات ولا أوضاع المصابين، ولا معلومات بشأن الإجراءات التي تم اتخاذها لوقف انتشار الفيروس.
كلمات فارغة بشأن الرعاية الطبية تفضحها أوضاع المعتقلين التي تزداد سوءا يوما بعد يوم. فكيف للإدارة أن توقف انتشار الوباء داخل العنابر المغلقة بينما أخفقت في توفير حتى الطعام.