"الوفاق" تنتقد التهاون الرسمي مع خطورة تفشّي الوباء في البحرين وتطالب بالتوقف عن كافة التجمّعات

الطواقم الطبية في البحرين تعاني من ضغط شديد
الطواقم الطبية في البحرين تعاني من ضغط شديد

2021-05-24 - 11:31 م

مرآة البحرين: قالت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، في باين أصدرته اليوم الإثنين 24 مايو 2021، إنها تدق ناقوس الخطر بشأن "ما وصلت إليه الأمور يدق ناقوس الخطر ويكشف عن وضع مأساوي غير مسبوق في تاريخ البحرين الحديث نتيجة الانتشار الكبير لفيروس كورونا واستحواذه على رقعة واسعة من جغرافيا المملكة وسكانها سواء كانوا مواطنين أو مقيمين".
وقالت الوفاق "بات البحرينيون يسمعون نداءات الاستغاثة يومياً على كل المستويات وهو مؤشر مرعب جداً ويحتاج إلى انتباه وحيطة شديدة".
وقدمت الوفاق مجموعة من الملاحظات، أولها إنه بعد أن بدأ عدد كبير من الدول في تحصين أوضاعها وتراجع حالات الإصابة وزيادة حجم الاحترازات، وكانت البحرين ضمن تلك الدول في مرحلة سابقة، سرعان ما حدث انقلاب في المشهد الصحي وتحولت البحرين إلى دولة في مقدمة الدول الموبوءة ودخلت المنطقة الحمراء وذلك لأسباب مختلفة ترتبط بقرارات سياسية واقتصادية ومالية ولا علاقة لها بالحسابات الصحية والانسانية".
وأضافت "كشفت الأوضاع المتسارعة في تفشي كورونا والمتحور الجديد منه، بأن المنظومة الصحية فقدت السيطرة بشكل خطير جداً، بعد أن أصبحت الجهات المعنية غير قادرة على استيعاب حجم الاصابات، وأصبحت الاصابات لا تتلقى ادنى مستوى من الرعاية المطلوبة، ويشهد على ذلك عدم قدرة الجهات المعنية على متابعة الإصابات، وترك الكثير منهم من دون تجاوب او رد على الاتصالات والنداءات ودون أسرّة لفترات طويلة و دون متابعة صحية كافية".
ولفتت الجميعة إلى أنّ "إصرار السلطة على فتح الطيران من وإلى دول المتحور الهندي، وهو امتداد لقرارات سابقة باستمرار فتح الطيران للمملكة المتحدة وقبلها دول أخرى، بحيث لم يتوقف الطيران طوال فترات انتشار وتفشي الوباء، وكل ذلك لأسباب إقتصادية وتجارية بحتة دون أدنى مسئولية تجاه مواطني البحرين ووضعهم في مواجهة الوباء القاتل، ولازال خطر المتحور الهندي في تصاعد والأنباء عن وقف الطيران غير جادة والخطر المحدق كبير".
وأردفت "إصرار السلطة على تحويل البحرين إلى محجر صحي لدول الجوار للحالات القادمة من الخارج، وخصوصا من الدول الموبوءة، وهو سلوك يعبر عن استهتار وتلاعب بالارواح في ظل وضع مرعب تعيشه الدول الموبوءة، ويعكس النظرة الرأسمالية المتوحشة دون أدنى تقدير للوضع الإنساني الحساس والدقيق".
ورأت الوفاق أن "إقدام السلطة على فتح جسر الملك فهد الرابط بين المملكة العربية السعودية والبحرين، وتنظيم حملات استقطاب وتحفيز للسياحة في البحرين، وهو ما يستتبع فتح كل الانشطة بدءً من الفنادق والمتاجر والمجمعات والمطاعم وأماكن التنزه ودور السينما والمرافق العامة والأسواق، وكلها أماكن تشكل أبرز المواقع الناقلة والناشرة للوباء وهو سلوك يتناقض مع التوجيهات التي تصدر من الجهات الصحية المعنية مما يكشف بأن القرارات اقتصادية بحتة ضاربة التوجيهات الصحية عرض الحائط".
وانتقد البيان "توجه السلطة لفتح البلد على مصراعيها، في وقت ارتفاع منسوب الإصابات رغم اغلاقها سابقا عندما كانت الاصابات أقل عدداً وخطورة، وقد لوحظ أن فتح البلد في بعض الأحداث كحدث الفورمولا شكّل بداية لهذا التعاطي غير المسئول والفاقد للحس الوطني، وهو ما جعل البلد مفتوحاً على مصراعيه في الوقت الذي شكل الوباء انتشاراً أوسع وفتكاً أكبر بالارواح".
ولاحظ بين الوفاق "تراجع السلطة في بث الوعي والتوجيهات الطبية، خصوصاً بعد تدهور الكثير من الحالات فيما يتعلق بفترة أخذ اللقاحات وغيرها من الظروف الطبية، وهو ما كشف تراجعاً كبيراً جداً وحول البحرين من المراكز المتقدمة الى المراكز المتأخرة جداً، وتحولها لبلد موبوء ومحل تحذير وتخويف من انتشار الوباء وتمدده".
وتوقعت الجمعية أنه في حال "استمرار هذا النسق في مسار الأوضاع الصحية سيخلف كارثة صحية ومأساة إنسانية، وأن عدد الوفيات سيجعلنا نفقد في شهر واحد أكثر مما فقدناه في عام كامل، وأن حجم المدرجين على قوائم الموت في العناية المركزة لم تعد تستوعبه المستشفيات واجنحة العناية المركزة(حجم) كبير ويعطي مؤشرات صعبة".
وأكدت الوفاق "على أبناء شعبنا بالحذر التام وأن لا يكونوا سبباً لقتل بعضهم البعض، وأن يلتزموا بكل مستويات الوقاية والانضباط وعدم التهاون. وأن أي تقصير أو تهاون هو جريمة لا تغتفر، وعلى كل مواطن أن يكون مسئولاً عن تطبيق وتنفيذ الإجراءات بحذافيرها، وإذا تطلب الأمر العمل على فضح كل ما يكشف التهاون بها".
ودعت الجمعية "كل مواطن ومقيم إلى التوقف عن كل ما يشكل خطراً على نفسه وغيره، وتأجيل أو إلغاء كل ما من شأنه نقل الوباء ولو من باب الاحتمال، ونعول على الوقاية الذاتية والمجتمعية الدقيقة كأحد أهم ركائز الضبط العام، والصبر والتحمل والانكفاء عن كل متطلبات الحياة الممكن التخلي عنها من أجل مواجهة الوباء ومحاصرته".
وطالبت الوفاق "بالتوقف التام عن التجمعات المختلفة داخل البيوت أو المجالس أو الديوانيات او المجمعات أو المطاعم أو داخل الأعمال أو في أي مكان، والاقتصار فقط على العائلة الصغيرة، والاستعاضة عن ذلك بالاتصالات المرئية وتجنب الذهاب لإحياء أي مناسبات أو لقاءات بشكل مطلق، حتى إنجلاء هذه الموجة و تحصين المجتمع بشكل كامل".
وختم بيان الوفاق "نؤكد وفق ما تنصح به الجهات الطبية المعتمدة على عدم التهاون بعد تلقي اللقاحات، واستمرار الالتزام التام بالإجراءات كافة والاحترازات السابقة واللاحقة، وعدم اعتبار اللقاح مانعاً للإصابة أو مانعا للالتزام بكافة الاحترازات الصحية المطلوبة".