حرب غزّة خرّبت مسار التطبيع ووضعت حكام الإمارات والبحرين في حرج شديد

(أرشيفية) وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني مع رئيس وزراء كيان الاحتلال
(أرشيفية) وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني مع رئيس وزراء كيان الاحتلال

2021-05-29 - 10:46 ص

مرآة البحرين (بلومبيرغ): قال الباحث حسين إبيش في مقال نشره موقع "بلومبيرغ" إن حرب غزة خرّبت على عمليات تطبيع إسرائيل مع دول عربية.
وفي ظل التركيز على محنة الفلسطينيين، أصبحت الصداقة مع إسرائيل منظورا غير مريح. ومع تقييم إسرائيل حربها الرابعة في غزة، فإن حلفاءها الجدد من بين دول الخليج العربية يحصون ثمن صداقتهم معها، فيما يقوم آخرون بمراجعة الحسابات حول منظور التوقيع على اتفاقيات إبراهيم.
وأضاف أن التركيز الجديد على محنة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والعرب داخل إسرائيل، وضع حكام الإمارات والبحرين في وضع غير مريح، وأعطى فرصة لنظرائهم في السعودية وقطر وعُمان للتفكير بتداعيات التوقيع.
وأشار الكاتب إلى الأسباب التي دعت كلا من البحرين والإمارات لتوقيع اتفاقيات التطبيع، فمن ناحية البحرين، كانت المخاوف من إيران، حيث ينظر حكام البحرين إلى الطرف الآخر من الخليج بخوف. كما أن دعم الجمهورية الإسلامية للمعارضة الشيعية للعائلة السنية الحاكمة زاد من مخاوفهم.
وبحسب رأي الكاتب فإن سلطات البحرين رأت أن التحالف مع إسرائيل معقول في ظل رغبة الولايات المتحدة تخفيض وجودها في المنطقة. خاصة أن إسرائيل تحمل نفس المخاوف من إيران.
وفي حالة الإمارات، فإيران عامل في التطبيع بالإضافة إلى تركيا وطموحاتها في المنطقة، وكذا رعاية أنقرة للإخوان المسلمين. ومن هنا رأت أن التطبيع سيقوي علاقاتها مع الولايات المتحدة ويمنح البلد منفذا لقطاع التكنولوجيا المتقدم في إسرائيل.
وكانت الإمارات والبحرين تعرفان أن التحالف مع إسرائيل سيعاني من توترات بسبب معاملة الفلسطينيين ومزاعم إسرائيل في القدس، لكنهما لم تتوقعا أن يأتي امتحان العلاقة سريعا.
وبدأ التوتر في بداية أيار/ مايو بمعاملة قاسية للفلسطينيين في القدس واقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، مما أشعل الغضب في معظم الشرق الأوسط، وحتى بين سكان الخليج المذعنين سياسيا. ووجهت انتقادات لاذعة من الفلسطينيين والعرب للدول التي قررت تناول الخبز مع الإسرائيليين.
وأجبرت هذه المخاوف والمشاعر حكام الإمارات والبحرين على إصدار بيانات قوية شجبت فيها أفعال إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى.
ويقول الكاتب إن تزايد الضحايا وبخاصة بين المدنيين الفلسطينيين وكذا زيادة الغضب ضد إسرائيل، زاد من إحراج الإمارات والبحرين، وسط استخدام قطر أداتها الإعلامية العملاقة (قناة الجزيرة) لكي تلفت الإنتباه للموت والدمار الذي تسببت به الغارات والصواريخ الإسرائيلية.
ومع أن اتفاق وقف إطلاق النار أوقف المذبحة، إلا أن الاهتمام العربي عاد إلى القدس والأقصى حيث زاد التوتر مرة أخرى، وهو ما سيتسبب بإحراجات جديدة للإمارات والبحرين. ويقول الكاتب إن التطبيع مع إسرائيل وضع الإمارات والبحرين تحت رحمة لاعبين وأحداث لا يتحكمون بهم فعليا.
ولن يفوت هذا على دول الخليج الأخرى التي كانت تفكر حتى وقت قريب بالتوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وربما كان لديها أسباب للتوقيع، ولكن عليها الانتظار حتى تتلاشى أحداث هذا الشهر من الذاكرة العامة.
وكما هو الحال، فسيحاول المعظم البحث عن إشارات من السعودية، أقوى دول الخليج. والإشارات الأولية ليست مشجعة، فقد منعت السعودية يوم الثلاثاء الطيران الإسرائيلي من التحليق فوق أجوائها، مع أن الرياض بدأت بفتح مجالها الجوي للطيران من إسرائيل بعد توقيع الإمارات اتفاقية التطبيع.
وسيكون توقيع السعودية على الاتفاقيات الجائزة الكبرى، وسيساعد جوزيف بايدن الذي يواصل سياسة سلفه في تشجيع دول عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وسيسهل توقيع السعودية على الدول الأخرى اتباعها.
والقيادة السعودية منفتحة على فكرة تحسين العلاقات مع إسرائيل. وكسر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "التابو" في تشرين الثاني/ نوفمبر عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي. ولكن مع مراقبته أحداث الأسابيع الماضية، فسيكون واعيا لعدم الارتياح الذي يعيشه قادة الإمارات والبحرين، ويعرف كم سيكون الوضع سيئا لو وضع توقيعه إلى جانب توقيعاتهم.