الشيخ عيسى قاسم في خطاب ليلة العاشر: الأُخوّة الإسلامية بين الشيعة والسُنّة في البحرين متينة وحرب السلطة على عاشوراء سياسية

آية الله قاسم خلال كلمة ليلة العاشر من محرم 2021
آية الله قاسم خلال كلمة ليلة العاشر من محرم 2021

2021-08-19 - 7:27 ص

مرآة البحرين: قال آية الله الشيخ عيسى قاسم إن الإجراءات التي تفرضها السلطات البحرينية على إحياء عاشوراء هي "حرب سياسية لا مذهبية". وقال في كلمة له خلال إحياء ليلة العاشر من محرم في مدينة قم المقدسة (18 أغسطس/ آب 2021) "لا حرب مذهبية على الشيعة في البحرين والمضايقات التي تشهدها الإحياءات العاشورائية في البحرين ليست سوى حرب سياسية لا مذهبية"، مؤكدا أن "هذه المجالس ستبقى رغم كل المضايقات".
وأضاف "الحرب السياسيّة والأمنيّة على إحياء ذكرى عاشوراء في هذه السنوات واضحة، وأنتُم والعالم الإسلامي والعالم الآخر لا يحتاج إلى ذكر تفاصيل هذه الحرب، وكَمْ هي المتاعب والمشاق والأذى والخوف والخسائر التي تُسبِّبُها هذه الحرب العدوانية على عاشوراء الحسين في بحريننا العزيزة" وفق تعبيره.
وتساءل "هل المُنطلَق لهذه الحرب هو مذهبي؟"، مجيباً "يمكن أن يكون شيءٌ من ذلك، لكنّه ليس الشيء الأصل في نظري، وليس الشيء الرئيس، هو موجود بدرجةٍ نَعَمْ، موجودةٌ نفسيّته، لكنّ الأصلَ ليس هوَ".
وأوضح إنّ "المُنطلَق لهذه الحرب الظالمة على راية الإمام الحسين، على مأتمه، على رادود المناسبة، على خطيب المناسبة، على إدارة المأتم، على كلّ مَعلَمٍ من معالم إحياء عاشوراء، سَبَبُه أبعد من الحالة النفسية المذهبية".
وواصل "شعبياً وبصورة ذاتية؛ لا حرب من شعب البحرين السُنِّي على مأتمٍ ولا مَظهرٍ من مظاهر عاشوراء، إذا وُجِدَ شيءٌ من هذا في بعض الوقت فبالخداع والتأجيج والاستثارة والسياسة الكائدة وما إلى ذلك، الأُخوّة الإسلامية ما بين الشيعة والسُنّة في البحرين متينة، والتعايش طويل، وموجودة علاقات عائلية وفردية، وموجود أُخوّة في الحقيقة إسلامية، ولكنَّ الكلام مع السياسة، والمطاردة السياسيّة لإحياء عاشوراء وكلّ جزئية في هذا الإحياء لهدفٍ سياسي".
وأكّد آية الله قاسم، أنّ "حكومة البحرين في ظاهر سياستها، كما تقسو على التشيُّع تقسو كذلك على التسنُّن، وكما تُضيِّق خِناق الحريّة المذهبية على التشيُّع تُضيِّق خِناق حريّة المذهب السُنّي عند السُنّة، نَعَم يُمكن أنْ تفتَح كلّ الأبواب للمذهب السُنّي حين لا يَمَسُّ سياستها، ما إنْ يوجد عالم أو توجد مدرسة أو مؤسسة أو نشاط يُحَسُّ منه ولو من بعيد بأنّه سيُلحِق تجاه السياسة بشيءٍ ما، سيُعطي قناعةً للأخوَة السُنّة بضرورة الحكم الإسلامي، بأفضليّة الحكم الإسلامي، بالسعي إلى وصول الأمة ولو عن الطريق الهادئ السلمي إلى الحكم الإسلامي، حينها ستقوم قيامة السياسة ولا تقعُد، وهنا ينفتح الاستعداد الكامل لاحتضان الشيعة كلّ الشيعة من غير ذوي هذا الاتجاه والاستعانة بهم على السُنّة، هذا واضح جدّاً".
وقال "انظُر هل هناك اهتمام سُنّي مذهبي عند الحكومة يدفعها إلى معاداة الشيعة في إحيائهم لذكرى أبي عبد الله عليه السلام، أعطيك ما ينقض ذلك ويُناقض ذلك تماماً، هذا الدفع غير موجود".

وأضاف قاسم "المُنطلَق هو مُنطلَق سياسيّ تشترك فيه بشكلٍ عام كلّ المنطقة العربية الخليجية".
وتابع "هذا الوضع المُتأزِّم للسياسة مع الحسين (ع) يجب أنْ لا ينعكس في ضمير الشيعة، في فكر الشيعة، في تعامل الشيعة على العلاقة مع الأخوْة السُنّة، كما يجب ألاّ يَغْتَرّ به مُغْتَرٌّ من الأخوْة السُنّة فيعمل على خَلْق المُعاداة بين الشيعة والسُنّة" على حد تعبيره.