إحالة متهمين في الأوقاف الجعفرية للمحاكمة بتهمة تسهيل استيلاء مقاول على 68 ألف دينار عن طريق التزوير

الأوقاف الجعفرية
الأوقاف الجعفرية

2021-11-25 - 3:43 ص

مرآة البحرين: أحالت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬قضية‭ ‬المتهمين‭ ‬بقسم‭ ‬الهندسة‭ ‬والصيانة‭ ‬بإدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬بتسهيل‭ ‬استيلاء‭ ‬مقاول‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬قدره‭ ‬68‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تزويرهما‭ ‬محررات‭ ‬رسمية‭ ‬تفيد‭ ‬تنفيذه‭ ‬أعمال‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الواقع،‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬المعنية‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الجرائم‭ ‬المالية‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال‭.‬

وكشفت‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬قرابة‭ ‬بين‭ ‬أحد‭ ‬المتهمين‭ ‬ومقاول‭ ‬المشروعات‭ ‬الذي‭ ‬كلفته‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬بإنجاز‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬26‭ ‬مشروعا‭ ‬بتكلفة‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬2017،‭ ‬حيث‭ ‬كشف‭ ‬تقرير‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭ ‬أن‭ ‬المقاول‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬المبلغ‭ ‬بغير‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬بتسهيل‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬وأن‭ ‬أعمال‭ ‬التفتيش‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬الثلاث‭ ‬مشروعات‭ ‬الأولى‭ ‬فقط‭ ‬كعينة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬يباشرها‭ ‬مفتشو‭ ‬الرقابة‭ ‬المالية‭ ‬والإدارية‭.‬

وكشفت‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬أسندت‭ ‬إلى‭ ‬المقاول‭ ‬(المتهم‭ ‬الثالث) مهمة إنجاز 26 مشروعا يتعلق ‬بهدم‭ ‬وتجديد‭ ‬مساجد‭ ‬وبعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الأخرى‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التفتيش‭ ‬على‭ ‬المشروعات‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬فقط‭ ‬وهي‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التدقيق‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقرير‭ ‬الرقابة،‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬تلقى‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬تفوق‭ ‬قيمة‭ ‬الأعمال‭ ‬المنجزة‭ ‬وأن‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تعثر‭ ‬حيث‭ ‬دلت‭ ‬التحريات‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬مسؤولان‭ ‬عن‭ ‬تمرير‭ ‬شهادات‭ ‬الدفع‭ ‬للمتهم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬الأعمال‭ ‬المنجزة‭ ‬حيث‭ ‬يفترض‭ ‬على‭ ‬الأول‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬المنجزة‭ ‬قبل‭ ‬إصدار‭ ‬شهادات‭ ‬الدفع،‭ ‬كما‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الثاني‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬التقارير‭ ‬الفنية‭ ‬واعتمادها‭ ‬وإحالتها‭ ‬إلى‭ ‬الحسابات‭ ‬ثم‭ ‬اعتمادها‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬للصرف،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الرصد‭ ‬أحيلت‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لمباشرة‭ ‬تحقيقاتها‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بالتدقيق‭ ‬المسبق‭ ‬على‭ ‬الموردين‭ ‬والمقاولين‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬قدرتهم‭ ‬المالية‭ ‬والفنية‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بالتعاقد‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬أسس‭ ‬للتعاقدات‭.‬

وبينت‭ ‬تحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬بحسب‭ ‬إفادة‭ ‬أحد‭ ‬الشهود‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مكلفا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬بمتابعة‭ ‬أعمال‭ ‬إنجاز‭ ‬المشروعات،‭ ‬أن‭ ‬نسب‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬17%‭ ‬صرف‭ ‬للأول‭ ‬63‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بينما‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬صرفه‭ ‬كان‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬مشيرا‭ ‬أنه‭ ‬استعلم‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬صرف‭ ‬المبالغ‭ ‬فتم‭ ‬إعلامه‭ ‬بإنهاء‭ ‬مهمة‭ ‬متابعته‭ ‬للمشروعات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة،‭ ‬كما‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬9‭ ‬قضايا‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬ومؤسسة‭ ‬المقاولات‭ ‬حول‭ ‬فسخ‭ ‬تعاقدات‭ ‬ومطالبات‭ ‬بمبالغ‭ ‬مستحقة‭ ‬وأن‭ ‬مسؤول‭ ‬قسم‭ ‬الصيانة‭ ‬بالإدارة‭ ‬والمعني‭ ‬بالتأكد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمشروعات‭ ‬وطلب‭ ‬العطاءات‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬تمرير‭ ‬المدفوعات‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬قرابة‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بمالك‭ ‬شركة‭ ‬المقاولات‭ ‬التي‭ ‬تباشر‭ ‬أعمالها‭ ‬لمشروعات‭ ‬الإدارة‭.‬

وبدوره‭ ‬أنكر‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬نزيل‭ ‬بإدارة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬اختلاس‭ ‬أخرى،‭ ‬تورطه‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬دوره‭ ‬فقط‭ ‬إداري‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالشؤون‭ ‬المالية‭ ‬وكان‭ ‬رافضا‭ ‬للتعاقد‭ ‬مع‭ ‬المقاول‭ ‬من‭ ‬البداية،‭ ‬كما‭ ‬أنكر‭ ‬الثاني‭ ‬أيضا‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الواقعة‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الحسابات‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬شهادات‭ ‬الدفع‭ ‬والإدارة،‭ ‬بينما‭ ‬زعم‭ ‬المقاول‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ ‬نشبت‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الإدارة‭ ‬بسبب‭  ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬تنفيذ‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الشخصية‭ ‬فرفض‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬أوقفت‭ ‬الإدارة‭ ‬التعاقد‭ ‬معه‭ ‬وتسبب‭ ‬في‭ ‬نشوب‭ ‬خلافات‭ ‬وقضايا‭ ‬بين‭ ‬الإدارة‭ ‬ومؤسسته‭.‬