بوكشمة: ثورنا و ثورهم

مصارعة الثيران في أسبانيا - ارشيفية
مصارعة الثيران في أسبانيا - ارشيفية

بوكشمة - 2021-12-06 - 12:08 ص

بقلم بوكشمة*

التقويم الصيني يعتمد على الحيوانات كما نعلم وهذا العام هو عام الثور الصيني الذي يتميز بأن مواليده: ملتزم بالقوانين، لديه حب للعائلة، يتميز بالشفافية، هادىء، يتمتع بالصبر، ناجح في الدراسة والاختبارات. 

ونعرف أن العقد هو عشر سنوات، فإذا انطلقنا من سنة الهجوم على الدوار في 18مارس 2011  فاننا الآن تجاوزنا العقد منذ ذاك اليوم المشئوم ، ( التي ستؤرخ من الكوارث التي لن تنتسى مثل سنة الطبعة التي حدثت في عام 1925م وراح ضحيتها الكثير من البحارة ) وليسمح لي أصدقاؤنا الصينيون بأن أستعير حيوانهم الثور لإطلق على هذا العقد (عقد الثور) ولكن ثورنا الذي ابتلينا به خلال عقد من الزمان يختلف تماما عن ثورهم، إذ يتميز ثور السلطة البحرينية بأنه أهوج وعنيد وعنيف في ردات أفعاله. 

ثور الصين ثور هادىء ورصين بينما ثور السلطة  البحرينية يتميز بالهيجان والانفعال الزائد وردات الفعل القوية والتي لم نعهدها حتى في الثور الطبيعي الذي عرفناه فنحن نشاهد الثور الإسباني يتم استفزازه برداء أحمر وينطلق بجنون نحوه. أما ثور السلطة فهو هائج في كل الأوقات وبدون أي استفزاز وهو يناطح الجميع بدون هوادة ولأي سبب وحتى في الوقت الذي تتجه دول المنطقة للتهدئة الداخلية والخارجية نجد ثور السلطة يتجه نحو التصعيد ومزيداً من القمع والاعتقالات واختراع الخلايا المرتبطة مع إيران ( أحدهم غرد قائلاً لو صح كلام السلطة عن الخلايا التي اكتشفتها لحرر البحارنة مجرة التبانة وليس البحرين فقط ) وحتى على الموالين له والمدافعين عنه  لم يسلموا منه. وأما على الصعيد الخارجي في حين يتجه حلفاء البحرين نحو المحادثات مع الجارة إيران تتجه البحرين لعقد اتفاقيات مع الكيان الصهيوني لمواجهة إيران ( من أنتم ) وحتى السعودية والإمارات تخلتا عن تعنتهم ومحاربتهم للجارة قطر لكن ثوارة السلطة البحرينية تقودها لزيادة التصعيد مع قطر ( حتى إنها تخالف طبيعتها الريتويتية) وأخيراً في حين دول المنطقة وخاصة الإمارات والسعودية يحاولون التقرب من قطر للظفر من كيكة كأس العالم ولكن البحرين تبدد كل أمل لإنعاش اقتصادها المنهار بالاستفادة من خيرات كأس العالم 2022 بقطر بل الآن وبتوقيت غبي تثير غبار من خلال متسلقيها بخصوص الخلاف الحدودي مع قطر الذي قبلت به سابقاً . 

الالتزام بالقوانين: الثور الصيني ملتزم بالقوانين بينما ثور السلطة البحرينية خرق كل القوانين والمعاهدات والأعراف. وكان سابقا يتم سجن المعارضين في جزيرة جده الصغيرة أما الآن فقد حول العاصمة المنامة وكل قرى البحارنة إلى سجن كبير كما إنه لم يكتف بسجونه سيئة السمعة وإنما استولى على بيوت الشباب ليستقبل الشباب  البحريني لا ليعلمهم أو يصقل مواهبهم وإنما لكي ينتزع اعترافاتهم تحت التعذيب الممنهج ليدمر بعدها دراستهم ويقضي على مستقبلهم . وحتى تقرير لجنة بسيوني لتقصى الحقائق لم ينفذ ولا بند واحد من توصياته بعد انقضاء عشر سنوات كاملة على تعهده بل زاد في الاضطهاد والسجن وسحب الجنسيات وحتى القتل المتمثل في الإعدامات التي زادت بستة أضعاف عما كانت عليه . 

حب العائلة: يتميز عام الثور الصيني بحبه للعائلة وأما الثور السلطوي البحريني فإنه يكره ويبغض كل العوائل البحرينية الأصيلة ( عدا عائلته وبعض حلفائها ) ولم يسلم من هذا الحقد حتى مواليه الذين وقفوا معه ضد إخوانهم وأهلهم بل فضل عليهم الأجانب والأغراب، فمثلاً في السابق يجد كل المتخرجين وحتى المتسربين من التعليم من الطائفة السنية الكريمة ملاذهم الوظيفي في قوى الأمن والجيش (المحروم منه كل أبناء الطائفة الشيعية) أما الآن فقد تم تفضيل الأجانب عليهم، لذا انضم شباب السنة مع إخوتهم الشيعة في طوابير العاطلين. حتى التجار وهم حلفاؤه الصدوقون انقلب عليهم ولم يعد يحبهم ولم يعد يحميهم ( عدا العوائل الكبيرة  ) بل بالعكس حاربهم بالفيزا المرنة وزيادة الرسوم والتعقيدات والملاحقات ورصد المخالفات حتى إنه أخرج من سوق العمل عوائل تجارية عريقة من الطائفتين الكريمتين . 

الشفافية: هي من سمات عام الثور الصيني على عكس الثور السلطوي البحريني الذي تراجع موقعه في ترتيب مدركات الفساد الشفافية  منذ 2011 حتى يومنا هذا  ليتبوأ المركز 78 عالميا والسابع عربيا متقدماً فقط على دول تنهشها الحروب الداخلية والخارجية والحصار. وعلى الرغم من صدور عشر نسخ من التقرير السنوي لديوان الرقابة المالية والإدارية التابع للحكومة منذ 2011 وشموله فضائح بالملايين إلا إنه لم يحاسب أي مسؤول ففي البحرين فقط هناك فساد ولكن بدون فاسدين. هذا عدا حجب معلومات عن الإنفاق على العسكر والدواوين وخيول ناصر ولاعبيه المجنسين. ولا يعرف  أحد عن خفايا  صندوق احتياطي الأجيال الذي تحول إلى بيض الصعو رغم المبالغ المليارية. وحتى إيرادات 13 جهة حكومية التي لا تدخل ميزانية الدولة لا نعرف أين تذهب؟ 

طول الصبر هي سمة عام الثور الصيني ولكن الثور السلطوي البحريني يتميز بانعدام صبره وخاصة على مواطنيه فنجد إنه يقطع الكهرباء على الفقراء البحرينيين لتخلفهم ولو أيام عن دفع فواتير الكهرباء الباهظة، ولم يصبر على التجار رغم ظروف الجائحة لذا يغلق سجلاتهم ومحلاتهم، فتحولت فئة كبيرة من أصحاب الأعمال إلى عاطلين وباحثين عن عمل أو بائعين حب شمسي على الطرقات وكذلك ضاق صبره على المغردين المحسوبين عليه وعلى ذبابه الالكتروني الذي استخدمهم للهجوم على المعارضة لذا أوقف حسابات بعضهم وهدد البعض بل استدعي للتحقيق أغلبهم وحكم على البعض منهم. 

النجاح في الامتحانات: هي من صفات الثور الصيني أما الثور السلطوي البحرين فهو أدمن الرسوب والفشل فلم ينجح في أي امتحان خاضه لا على الصعيد المحلي ولا الخارجي، محليا فشل في امتحان التوازن المالي فشلا ذريعا وفشل في تحقيق الخطة الإستراتيجية التي وضعتها ماكينزي وعنواينها صندوق العمل تمكين  Tmkeenوهيئة صندوق العمل LMRA وعوضا عن أن يكون البحريني هو الخيار الأول في التوظيف صار التوش ( الخيار الأخير ) ولذا زادت طوابير العاطلين. وكما فشل في وقف الفساد وتسرب المال العام في كل شركاته ( البا - بابكو - طيران الخليج وغيرهم ) . ورغم صرفه الملايين على وفوده وجمعيات الغونغو وإعلامه المأجور ودعم حلفائه إلا إنه في كل اختبار لمجلس حقوق الإنسان يحصل على دوائر حمرا ورسوب بجدارة في كل المواد. وخسر كل القضايا التي رفعها أو رفعت ضده دوليا وآخرها قضية بنك المستقبل .

الخلاصه نعتذر للثور لأن اسمه تمرغ بوحل سلطة البحرين وأفعالها ونتمنى أن نستقبل عام النمر الصيني وأن تكون البحرين قد دخلت في عقد العقرب الذي يلدغ نفسه إذا حاصرته النيران إذ إن السلطة البحرينية قد أشعلت النار في كل مكان بالداخل والخارج وحواليها.  

 

*(بوكشمة) رجال عادي وبسيط، عقله حصيف وقلبه نظيف  وضميره عفيف، يشعر بالغصة وتخنقه العبره لما آل إليه حال بلاد المليون نخلة.