"الموب رياييل" بالخلطة المصرية
2021-12-08 - 9:08 م
مرآة البحرين (خاص): في العام 2011، ظهر شاب مصري بعد ثورة 25 يناير، يغنّي أغاني سياسية ساخرة من الوضع القائم هناك، وكان مطلع أحد أغانيه جزءا من مثل شعبي يقول باللهجة المصرية "يامستنّي السمنة من بطن النملة لا انت طابخ ولا انت مقلّي".
هذا المثل هو عبارة قالتها أم لابنها تريد أن تخبره أنه لا أمل من حلمه المنتظر.
يقصد بالمثل أنه حينما يأمل الشخص في شيئ لا أمل منه فهو لن يحقق أيا من أحلامه وطموحاته، لذا فعليه أن يبحث عن الطريق السوي لتحقيق طموحاته بعيدا عن الأحلام الخرافية. فمن المعروف أن النملة لا تمتلك سمنا (زيت)، ومن ينتظر منها الحصول عليه سيحيا حياته بدون أن يطهو ما يرغب فيه، وهكذا نقول إن انتظار أن ينتج مجلس النواب الحالي في البحرين، أو يتخذ نوابه موقفاً مفصليًا، يشبه "مستني السمنة من بطن النملة".
لقد مرّر المجلس بغالبيته في المرة الأولى ضريبة القيمة المضافة، ويوم الثلاثاء مرر الزيادة الثانية، اختلفت الوجوه والنتيجة واحدة. وهكذا سيكون هذا المجلس دائما، بشكله وصلاحياته، مجرد خاتم في يد السلطة تختم فيه قراراتها باسم الشعب!
يجب أن يقال من الآن فصاعدًا لمن روّجوا ويروجون لفكرة وجود فائدة من هذا المجلس ونوابه، إنكم أيضا من فئة "منتظري السمنة من بطن النملة".
إن الرهان على نواب تراهم الحكومة بأنهم لا يستطيعون فعل شيء مجّرد وهم، وقد عبرّت ابنة العائلة الحاكمة مي الخليفة في لحظة غضب، عن كيفية رؤية العائلة والسلطة للنواب وفق المعادلة الحالية، قالت لهم "موب رياييل"، يعني لستم رجالًا. ولا يحتاج هذا الوصف لمزيد من الشرح، فالإهانة والاحتقار تفوحان وتنزّان منه.
كفاكم انتهازية، وكفاكم كذبًا على الناس وبيعهم الوهم كل أربع سنين، وحين الجدّ، حينما تحل لحظة معارضة القرارات الحكومية تطلبون عقد الجلسة سريّة وكأن الحكومة والنواب "زوجان يحلّان مواضيعهما بعيدًا عن الأطفال".
إن العتب والعشم في النظام وهمٌ فلا تبيعوه للناس، كما أن أسلوب المعاتبة والمناشدة والانتخاء برأس السلطة لن يأتي بنتيجة، فلا عدل ولا نخوة لدى هذا الملك ولا هذه الحكومة.
لذلك كلّه، فإنّ الجدوى الحقيقية التي تبدو صعبة المنال، ولكنها الحقيقة التي يجب أن تقال، هي أن يجتمع البحرينيون على مطلب أن يكون الشعب، على الأقل، مشاركًا في صنع القرار السياسي والاقتصادي في هذه البلاد.