صواريخ إيران تستهدف أربيل والرسالة للبحرين فهل من متعظ؟
2022-03-25 - 7:30 م
مرآة البحرين (خاص): في الرابع عشر من مارس الجاري تعرض منزل بالقرب من القنصلية الأمريكية لوابل من الصواريخ البالستية في ساعات الفجر الأولى، لم يكن حينها من المعروف الجهة التي أطلقتهم، لكن جهات أمنية عراقية أكدت بعد الحادث بفترة وجيزة أن الصواريخ أطلقت من خارج الحدود.
في غضون أقل من ساعتين، أعلنت إيران مسؤوليتها عن إطلاق 12 صاروخٍ بالستي، قائلة إنها استهدفت مقراً للموساد في أربيل كان يجهز لأعمال عدائية ضد إيران، وقام بالفعل بعملية تخريبية داخل الأراضي الإيرانية.
انقسمت الآراء حينها بين مؤيد ومعارض ومستنكر ومرحب، إلا أن الهدف بقي لغزاً لأيام تلت العملية وسط صمت إسرائيلي مطبق ونفي كردي، أما الحكومة العراقية فقالت إنها فتحت تحقيقاً في الحادثة.
بعد يومين من الحادثة تحدث دبلوماسي أمريكي لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية دون الكشف عن اسمه، مؤكداً أن الهدف كان مقراً تدريبياً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد، مبدياً تفاجؤه بالجرأة الإيرانية للقيام بالعملية، لأن المنزل المستهدف كان يبعد أمتاراً معدودة عن مقر القنصلية الأمريكية في أربيل.
أما الإيرانيون فكانوا واضحين في أنهم لن يتسامحوا بأي تواجد للموساد على مقربة من الحدود الإيرانية، وهم على ما يبدو استخلصوا العبر من التجربة الروسية في عدم الرد على التهديد في حينه، وهو ما أدى لتمدد الناتو بشكل تدريجي تحول إلى ما يشبه الحصار لأكبر دولة في العالم.
كان للهجوم الإيراني دلالاته من ناحية التوقيت، فقد حدث في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي مع إيران بعد محادثات طويلة في فيينا.
إن خطوة كهذه كان يمكن لها أن تفشل المفاوضات التي تشارف على النهاية، كما أن موقع المقر بالقرب من القنصلية الأمريكية "كان يتطلب جرأة استثنائية"، كما أشار إلى ذلك الدبلوماسي الأمريكي في حديثه مع "نيويورك تايمز" ما يفهم منه بأن إيران لا تمانع من الذهاب بعيداً في مواجهة ما تعتبره "تهديدا إسرائيليا".
وعلى ما يبدو من توقيت هذه الضربة وحيثياتها فإن إيران أرادت إرسال رسالة لجيرانها مفادها بأنها مستعدة للذهاب بعيدا في حال تعرضت مصالحها أو أمنها القومي للخطر من قبل إسرائيل تحديداً.
إن كل ما نتمناه هو إبعاد بلدنا عن أن يتحول إلى منطقة صراع إقليمي أو مواجهة متقدمة سواء مع إيران أو غيرها من الدول. وكما يقول المثل الدارج فإن "السعيد من اتعظ بغيره أما الشقي فهو من اتعظ بنفسه".