عباس حسين: توضيح لازم عن "مطاعم" التطبيع
عباس حسين - 2022-05-31 - 9:40 م
ليس نبشاً في تفاصيل المطعم الإسرائيلي، وإنما محاولة للوصول لصيغة مبدئية في المنطقة الرمادية، شعب البحرين ليس لديه لبس ولا غبش في مقاطعة البضائع الصهيونية والصهاينة والمطبعين..
ولكن أمام حالة المطعم المثير للجدل كما سمته صحيفة عبدالنبي الشعلة الذي حضر وابتسم ورقص في حفل السفارة الصهيونية قبل أيام بمناسبة "عيد استقلال" الكيان الصهيوني .. نحتاج لاستنطاق حالة وبحث عن الوجه المبدئي لصياغة التعاطي الشعبي.
1. إنّ أيّ فرصة تراخي في مقاطعة الصهاينة والتطبيع سيكون له نتائج مكلفة جداً على مستقبل شعب البحرين وتحكم اليهود في اقتصاده، فهم معروفون بالدهاء والمكر والتمكن الهادئ لحد السيطرة، وهو ذات الأسلوب الذي استخدم مع الفلسطينيين في بدايات الاحتلال، بشراء الأراضي والدخول كمستثمرين ومساكين وعلى باب الله، وكما يقول المثل الشعبي «تمسكنوا حتى تمكنوا».
ولا يمكن نسيان التصريح الأخطر لآية الله قاسم قبل عام ونيف حينما نوه لـ"تأسيس نواة فلسطين جديدة في الخليج وانطلاقها من البحرين"، وأن ذلك مخطط من الصهيونية العالمية. وقال " قد اختيرت البحرين مركزاً أولياً يتوافد عليه المكون البشري لهذا المشروع من الصهاينة واليهود من كل الآفاق على مثال ما كانت عليه الحالة الفلسطينية في ابتدائها".
2. من الجيد التأكيد في كل الأحوال والأوضاع من دون الإخلال بحقوق أحد ولا استخدام إسقاطات ظالمة لأحد، على أن الصهيونية التي يحاربها الجميع ويرفضها ويلفظها والتي هي أساس نشأة الكيان الاسرائيلي اللقيط، هي صهيونية ليست محصورة على اليهود، وإنما هي أعم وأشمل، وهي فكر وعقيدة خطيرة انضم لها معتنقي أديان أخرى .. وفي البحرين وغيرها من دول العالم هناك من أصحاب النفوذ والأموال من يتبنى هذا التوجه حتماً.
3. ردة الفعل الشعبية تجاه جنسية ملاك المطعم ممتازة والرهان على إفشال التطبيع مبني على ردود الفعل المبدئية هذه، فكما أن هناك مستثمرين سيدخلون بالجنسية الاسرائيلية صراحة، فهناك صهاينة لازالوا يحملون جنسياتهم الأم من بلدان اوروبا أو أمريكا، وقد يدخلون في استثمارات وتجارة في البحرين، ولذا يجب التحقق والحرص عند الشراء من اي محل.
وهنا وجب التنبيه لخطبة الجمعة الأخيرة للعلامة الصددي حول دعم المشاريع البحرينية وحث الشباب على الدخول في التجارة.
4. أيضا هناك شركات "كانت" بحرينية سابقاً واستحوذت عليها أو استملكت فيها شركات إسرائيلية أو شركات أخرى كشف ملّاكها وأصحابها عن هويتهم الصهيونية بعد توقيع اتفاقيات التطبيع، مثل شركات عائلة نونو التي تشتهر في مجال الصيرفة، وأبرزها "شركة البحرين المالية" التي تطورت لعدة شركات وبنك، وشركة NEC المملوكة لعائلة نونو.
هدى نونو على سبيل المثال، سفيرة البحرين السابقة في أمريكا، أكدت بعد التطبيع في لقاء مع صحيفة اسرائيلية عن توجه لتوسيع المجتمع اليهودي بالبحرين وتوفير حياة هانئة و فرص تجارية هائلة لهم.
5. صاحب المطعم يقول انه من عرب 48 ويحمل الجنسية الإسرائيلية ليس اختياراً وأنه وأجداده دافعوا وتمسكوا بالبقاء في أراضيهم، نعم فلماذا جاء للاستثمار في البحرين بعد التطبيع مستخدماً مميزات مابعد التطبيع التي فتحتها البحرين لحاملي الجنسية الإسرائيلية؟ وعندما يتحدث عن أن مشروعه بالبحرين هو فرع فهل لديه فرع آخر رئيسي في إسرائيل؟ إذاً أي اقتصاد يخدم هذا الفرع وذاك؟
الاضطرار للعمل في اقتصاد مناطق عرب 48 يبقى في داخل فلسطين المحتلة أما في البحرين فليس هناك اضطرار للاستثمار فيها لصالح اقتصاد الكيان الصهيوني.
وختاماً..
البحرينيون ليسوا سذجاً ليظن أحدٌ أن بالإمكان استغلاله باسم الحالات الانسانية والعاطفية ليسلم رقبته.. هو شعب حذر كل الحذر، وعلى يقظة كبيرة من محاولات الاختراق والتغلغل فيه من قبل من رفضهم وقدم الشهداء والسجناء في محاربة كيانهم اللقيط.
- كاتب من البحرين