رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان، فيوليت داغر: المطلوب من الحبر الأعظم أن يوجه رسالة قوية للسلطة السياسية الاستبدادية في البحرين
2022-10-31 - 10:09 ص
مرآة البحرين (خاص): سندس الأسعد
يحلّ مطلع الشهر المقبل بابا الفاتيكان ضيفًا على شعب البحرين، وقد رحّبت جمعية الوفاق المعارضة، في بيان، بزيارة قداسته، وسجلت كذلك عتبًا لأن الزيارة ستجري دون لقاء ممثلي الشيعة في البلاد، وبأن النظام سيستغلها في التسويق لنفسه كراعٍ للحريات الدينية، بينما أغلب التقارير الدوليّة تنتقد، وبشكل دائم، الاضطهاد الطائفي الذي يتعرض له الشيعة، ولعل آخرهم تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن الحريات الدينية.
في حديثٍ مع رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان أملت د. فيوليت داغر من الحبر الأعظم « أن يوجه أقله رسالة قوية للسلطات السياسية في بلد يعاني من الاستبداد السياسي».
داغر نوّهت بأن قبضة البطش الغليظة «طالت حتى علماء دين، كالشيخ عيسى قاسم الذي حوكم، وأسقطت جنسيته، وأبعد قسرًا عن بلدته، أو الشيخ علي سلمان حبيس السجن منذ سنوات، وهو رئيس أكبر جمعية الوطنية دخلت البرلمان، أو الشيخ عبد الجليل المقداد وغيره المئات من علماء الدين، غالبهم ينتمي للطائفة الشيعية المضطهدة في البحرين».
وتابعت بأن البابا فرنسيس «الذي يعرف هذا وأكثر عن الأوضاع في البحرين، يؤمل منه، وهو كما يفترض أول المدافعين عن المظلومين في العالم، أن يتماشى مع رسالته في التسامح والسعي للسلام، انسجامًا مع نفسه وعظاته، وأن يتطرق للحريات التي يجب أن تصان، ولانتهاكات حقوق الإنسان التي يجب أن ترفع، وهذا أضعف الإيمان».
لكن رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان أسفت بأنها لا ترى بارقة أمل كبيرة «كون الحبر الأعظم، الذي ينتقي زياراته بعناية، من ناحية أوضاع البلد السياسية، نره كمن رضخ للضغوط، حيث لم يدرج على أجندة زيارته لقاءً مع ممثلي الشيعة، ولو فعل لكان في ذلك إشارة قوية بأنه فوق كل السياسات السياسوية، ولا يخضع للعبتها القذرة».
داغر كشفت بأن «واحدة من المشاكل التي تواجه أهل البحرين أن الصورة التي يقدمها النظام عن نفسه، في المحافل الدولية، مختلفة كثيرًا عما نلمسه في رعاية الشأن العام في الداخل، وخاصة سياسيًا». فالنظام برأيها «يصدر مقولات براقة عن التعددية والتسامح الديني، لكن يهمش ويستعدي بشكل ممنهج مصالح الطائفة الشيعية» وتساءلت: «هل التعارض مع سياسة إيران يستدعي أن تدفع هذه الطائفة الأثمان الباهظة كما هو واقع الحال؟».
رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان أكدت بأن حقيقة هذه الأوضاع في البحرين لا تخفى عن المحافل الدولية، وتابعت: «لقد سال الكثير من الحبر حول هذه الأوضاع، أكان من منظمات محلية أو دولية ومنذ وقت طويل. لكن هل تغير شيء؟ بالعكس ازداد القمع والإجراءات اللاإنسانية بحق شعب البحرين، خاصة بعد ما بات النظام ضليعًا بكيفية تسويق صورته، وإسكات الألسن وشراء ذمم النفوس الضعيفة والمتواطئة، والتي أصلًا تعمل لصالح مؤسسات هي نفسها رضخت منذ زمن بعيد لضغوط منظومة خفية تتحكم لحد كبير بالسياسات الدولية».
وجزمت داغر بأن النظام في البحرين «لو عمل برؤى انفتاحية، وأفعالا وطنية وحكيمة، في خدمة رعاياه، لما احتاج للكثير ليتصالح مع شعبه» واصفةً إياه بأنه «وحده الضامن لبقائه واستمرار العرش، بعيدًا عن الاهتزازات، التي قد تنحو منحى، لا أحد يتمناه لدولة وشعب البحرين المقاوم الصامد، والذي بقي مسالمًا، حتى الساعة، رغم كل ما تعرض له من انتهاكات جسيمة».
واستغربت رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان أنه في الوقت الذي يمارس التهميش بحق شعب البحرين «يفرش السجاد الأحمر لرعايا الطائفة اليهودية من جنسيات أخرى».
وعن التطبيع، أكدت «لم يعد خافيًّا تشابك المصالح، لا بل التأثير الكبير لهؤلاء [الصهاينة] على السياسات في البحرين، أسُمي ذلك 'تطبيعاً مع الكيان الصهيوني' أم 'تعاوناً وثيقاً' مع مخططات مستوردة للتطبيق بعدوانية وتوحش».
تساءلت داغر: «هل في ذلك ضمانة لاستمرار حكم يراكم من أعداد ضحاياه، ويقف على أشلائها، غير عابىء بما يستجره عليه الجور والتعدي المتواصل على حقوق وحريات البشر؟».
في الختام دعت داغر إلى أن يصدر النظام البحريني تزامنًا مع الزيارة «عفوًا عن رجال الدين البحرينيين، المضطهدين في السجون والمنافي، وأن تتخذ إجراءات بخصوص سائر المساجين، تتماشى مع الصورة التي تدفع البحرين من أموال أبنائها لتصديرها للعالم» مؤكدةً بأن ذلك «ضمانة للحكم من الاهتزازات، التي من غير المستبعد أن تعصف به مع الظروف الخانقة، التي يعيشها شعب البحرين، وفي ظل تحولات دوليّة مفصليّة، قد تنزل كزلزال مدمر على رؤوس الكثير من حكام العالم».