مئات الملايين لمكلارين ورياضات الخيول... نحن من يحدد الرياضة الأكثر شعبية

من رياضات السيارات للرجل الحديدي تضيع الأموال العامة
من رياضات السيارات للرجل الحديدي تضيع الأموال العامة

2023-01-07 - 3:10 ص

مرآة البحرين (العائلة القابضة): هوايات أبناء العائلة الحاكمة يتم تمويلها على حساب الدولة: حلبة سيارات، فرق رياضية وشركات سيارات فارهة كلها على نفقة الدولة وعلى حساب حقوق المواطن الفقير. 

لا تحظى تلك الرياضات باهتمام شعبي، لكن ذلك لا يهم ما دام أفراد من العائلة القابضة يهون هذه الرياضة أو تلك، لن يكن من المهم حينذاك كم يكلفنا ذلك. 

عندها فقط مكن للدولة أن تشتري شركة خاسرة مثل شركة مكلارين للسيارات وبدون جدوى مالية، وحينها فقط يمكن تنظيم مهرجان سنوي للخيول في بريطانيا أو سباقات للقدرة في البحرين، من دون أي متفرج بحريني. 

فلا أحد يمكن له أن يتساءل حتى، لماذا يُجبر الوطن على دفع تكلفة (الحب) الباهظة والمغامرات الرياضية؟ ولماذا دفعنا مساعدات حوالي 180 مليون دينار لشركة مكلارين خلال عامين فقط؟ ومن المسؤول عن ذلك وهل يمكن محاسبته؟

لقد تم إجبار بنك البحرين الوطني على إعطاء الشركة قرضا بقيمة 131 مليون دينار (يونيو 2020) قبل أن تعود شركة ممتلكات البحرين مطلع ديسمبر الماضي لمنح الشركة 46 مليون دينار إضافية. 

وبلغت خسائر الشركة خلال العامين الماضيين فقط أكثر من 130 مليون دينار، ويتوقع خبراء أن تستمر خسائر الشركة لعامين مقبلين قبل أن تتمكن من الدخول في سوق السيارات الهجينة لتصحيح مسارها.

لا أحد يتجرأ على سؤال ممتلكات عما تفعل، فهي الذراع القابضة للعائلة الحاكمة، وهي لم تعد شركة وطنية منذ أن قررت أنها فوق المحاسبة وأن أموالها لا تدخل في ميزانية الدولة.

ولماذا يشتري ناصر بن حمد آل خليفة نادي قرطبة الإسباني و20% من نادي باريس الفرنسي، ولماذا يشتري حصانا بـ 3 ملايين دينار؟ ومن أين أتى بتلك الأموال؟  ولماذا يتم تخصيص مليوني دينار من موازنات الشباب والرياضة ليؤسس أخوه خالد ناديا رياضيا على نفقة الدولة؟ 

في الحقيقة، إن السؤال غير مسموح في بلد تقبض فيه العائلة كل شيء حتى ينتظر أحدهم الإجابات من هذا أو ذاك. 

فما هو مسموح أن يشترون كل ما يريدون وأن يدخلون في صفقات كما يشاؤون حتى لو كانت على حساب الوطن، فالمهم أن يستمتع أبناؤهم بما يحبون من هوايات. 

فليس مهم لو تم تقليص موازنات الأندية جميعها (المحرق، سترة، الأهلي، مدينة عيسى وغيرها) بحيث يتم تمويل إنشاء نادي الخالدية، وليس مهما لو لعبنا كرة القدم في ملاعب خربة إذا كان أبناؤهم فرحون.

ماذا يضرنا لو غيرنا الرياضة الأكثر شعبية من كرة القدم لتصبح سباقات القدرة أو سباقات السيارات؟ وماذا يضر لو شيّدنا حلبة البحرين (150 مليون دولار أمريكي) أو قرية للقدرة وأهملنا كرة القدم واليد؟

ففي البحرين ليس مسموحا للناس حتى أن تحدد الرياضة الأكثر شعبية، أو يحددون أولويات الإنفاق في مجال الرياضة. فالعائلة هي من تحدد لنا رياضاتنا. 

كل ما علينا أن نمشي مع ميول أبنائها، فنترك كرة القدم ونستمتع بسباقات الرجل الحديدي أو الفنون القتالية المختلطة التي يستثمر فيها خالد بن حمد من خلال فريق شيشاني.

ومن لا يحب تلك الرياضات، يمكن أن يوفر له فريق 2seas متعة سباقات السيارات بالشراكة مع شركة مرسيديس حتى لو كانت نسبة الفوز التي يحققها الفريق 3%، المهم من يقود السيارات مستمتع بهوايته المكلفة من هو هذا السائق إنه شاب صغير، هو حفيد الملك، إسمه عيسى عبدالله بن حمد.