لماذا لا يحتجز الملك أبناء عطية الله في الريتز كارلتون؟
2023-05-04 - 8:15 ص
مرآة البحرين (خاص): لماذا لا يقوم الملك باحتجاز أحمد عطية الله وشقيقه سلمان في فندق الريتز كارلتون، كما فعل محمد بن سلمان مع الأمراء والأثرياء قبل أعوام؟ لماذا لا يقدم على فرض منع سفر عليه ويمنع طائرته الخاصة من الإقلاع؟ لماذا لا يضعه تحت الإقامة الجبرية؟ أسئلة كثيرة بات يتحدث بها الجميع في البحرين، لكن واحدة من أكبر السرقات شبه العلنية التي تجاهلتها الدولة على كافة المستويات.
منذ حوالي الشهر، وخلال شهر رمضان المبارك، طفحت إلى السطح أنباء عزل أحمد عطية الله وشقيقه سلمان (قائد مستشفى الملك حمد)، من المناصب التي يتبوأها كل منهما، بعد تورطهم في قضية اختلاس تقدر بـ 400 مليون دينار بحريني (أكثر من مليار دولار أمريكي).
بالطبع فإن الغضب الذي انتاب ملك البلاد، لم يكن من حرقة قلب على أملاك الدولة وأموالها، لكنه نابع من شعوره بأن ما تم سرقته يعود له ولأبنائه الذين هم أولى من غيرهم في سرقة خيرات البلاد والعباد.
قطع أحمد عطية الله اللغط الدائر حوله، فيما يتعلق بهروبه إلى المغرب، وظهر وهو يؤدي صلاة العيد، لكن في الصفوف الخلفية هذه المرة. لم يعد أحمد عطية الله من المرضي عنهم ولا من كبار مسؤولي البلد كي يقف في الصفوف الأمامية إلى جانب الملك وحاشيته.
لكن عودة عطية الله إلى البحرين فتحت الباب مجدداً أمام السؤال حول السبب في عدم ملاحقته قانونياً، أو على طريقة "ريتز كارلتون الرياض" عبر الضغط والتهديد والوعيد، بقي الحديث عن اختلاساته هو وشقيقه مجرد كلام "مجالس"، لم تصاحبه بيانات رسمية، أو تقارير وحملات صحفية وإعلامية، وهي - أي الحملات الإعلامية - السلاح المفضل للأسرة الحاكمة عادة في مهاجمة أي طرف أو جهة بشكل غير مباشر.
بالطبع فإن أحداً لن يحاسب عطية الله على فعلته، فهو محمي بالدرجة الأولى من أخواله الذين كانوا يقفون في الصف الأول إلى جانب الملك يؤدون صلاة العيد، وزير الديوان خالد بن أحمد والمشير خليفة بن أحمد.
أيضاً لأن الأسرة الحاكمة اعتادت عدم معاقبة أياً من أبنائها علناً، الأمر لا يتعلق بفرع الخوالد النافذ فقط، بل أكثر من ذلك يتعداه لكل المقربين منهم، خصوصاً الذين يعملون معهم في محاربة ومواجهة المعارضة والأغلبية الشيعية.
من منا نسي كلام رئيس الوزراء السابق خليفة بن سلمان للجلاد والمعذب مبارك بن حويل، حين قال له إن القانون لا يطبق عليك، وما يطبق عليك هو الذي يطبق علينا نحن كأسرة حاكمة.
لا يبدو أن بن حويل أكثر شأناً عند الأسرة الحاكمة من الشخص الذي أشرف خلال عقدين من الزمن على إجراء أكبر تغيير ديمغرافي في تاريخ البلد، عبر تهميش الشيعة وإقصائهم في مؤسسات الدولة، وإذكاء الفتنة الطائفية، ورسم مسرحية الانتخابات عبر التأثير على مخرجاتها بالطريقة التي ترضي "طويل العمر".