ألا يعرف فخرو أن ما سرقه أحمد عطية يكفي لزيادة المتقاعدين 25 سنة ؟

لا يمكن لجمال فخرو مناقشة الفساد بحكم مصالحه مع العائلة الحاكمة
لا يمكن لجمال فخرو مناقشة الفساد بحكم مصالحه مع العائلة الحاكمة

2023-05-18 - 3:29 م

مرآة البحرين (خاص): لا ينقص نائب رئيس مجلس الشورى جمال فخرو الفهم المحاسبي والمالي، ليقدم مقترحات لضبط الإنفاق في البلاد بهدف توفير موازنات لتحسين معيشة المواطنين وزيادة الأجور ومعاشات المتقاعدين، فلماذا يستفهم عبر تويتر عن مصادر لتمويل ذلك؟

جمال فخرو كتب عبر حسابه على منصة تويتر «الزملاء الأعزاء في مجلس النواب، شكرا على نواياكم و تطلعاتكم لتحسين رواتب الموظفين والمتقاعدين ورفع المستوى المعيشي للمواطنين، ستبقى أمنيات وتطلعات ولن تتحقق إلا بإعادة تبويب أولويات أبواب الصرف في الميزانية أو اقتراح مصادر دخل لتمويل هذه الزيادات. هل من مقترحات؟»

يمتلك فخرو شركة تدقيق محاسبي يعتمد عليها ديوان الرقابة المالية والإدارية في إصدار تقريره السنوي الذي يكشف جانب من الفساد في وزارات الدولة والشركات الحكومية التابعة لها، فهو لا يجهل حجم الهدر المالي الذي تعانيه مالية البلاد سنويا. 

ويكشف التقرير حجما ليس باليسير من الهدر المالي، ورغم أنه لا يصل إلى حنفيات الهدر الكبيرة التي تصب في جيوب كبار العائلة الحاكمة، إلا أن فخرو نفسه وضع يده مرارا على شيء من هدر تلك الحنفيات. 

النائب السابق عبدالجليل خليل ذكّر فخرو بشيء من كلامه حينما أشار إلى اقتراض الحكومة مبالغ مليونية فوق حاجتها لتغطية عجز الموازنات، لكن لا أحد يعلم عن أوجه إنفاقها. 

وقال خليل عبر حسابه على منصة تويتر «الأخ جمال فخرو، ألم تسألهم (الحكومة) أنكم كنتم تحتاجون 30 مليون دينار لعجز الموازنة في 2011 بينما اقترضتم مليار دينار فأين ذهبت 970 مليون دينار؟ و سألت أين ذهبت 530 مليون دينار في 2017، وأين ذهبت 800 مليون دينار في 2018، وأين ذهبت 956 مليون دينار في 2021» 

وختم خليل تساؤلاته بالقول «ألا يستحق المواطن جزءا من 3.256 مليار دينار؟»

أما إبراهيم شريف فأجاب على تساؤل فخرو بالقول «من يريد أن يرفع المرتبات والعلاوات ومستوى معيشة المواطن عليه أن يخبرنا عن مصدر تمويلها. لكن أبا فراس خبير مالي ومحاسبي يعرف أكثر من غيره أين يمكن توفير هذه الأموال».

واقترح شريف «وقف الموازنات السرية التي تكلف الخزينة حوالي 400 مليون دينار سنويا، وخفض المصروفات العسكرية والأمنية التي تستحوذ على 30% من الموازنة».

كما اقترح «تسريح تدريجي للعمالة الأجنبية في الحكومة التي تكلف أكثر من 180 مليون دينار سنويا وإحلال بحرينيين محلهم، إلى جانب استعادة هبات الأراضي الكبيرة التي تبلغ قيمتهما بالمليارات، أو فرض ضرائب مجزية عليها».

وأضاف شريف «يمكن ترشيق الحكومة التي يزيد عدد وزرائها عن عدد وزراء دول كبرى»، متابعا «هذه نماذج لِما يمكن مناقشته قبل إقرار المجلسين موازنة الدولة. لكن من هم النواب الذين يملكون شجاعة فتح هذا الموضوع على مصراعيه؟ من يعرف يدلني عليهم!»

يعرف فخرو كل تلك الاقتراحات، لكن لا يمكن له مناقشتها ولا تبنيها بحكم مصالحه مع العائلة الحاكمة، فهو رجل محاسبي خبير يعرف أن ما سرقه أحمد عطية الله آل خليفة من الموازنات السرية فقط يكفي لتغطية الزيادة السنوية للمتقاعدين 25 سنة إذا ما تجاهلنا حساب الزيادة التراكمية.