عاشرنا نجاحه غير..
2023-07-31 - 4:11 ص
مرآة البحرين (خاص): يوم أمس انتهت الأيام العشرة الأولى من شهر محرّم الحرام، وصرح ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة تصريحه المعتاد كما في كل عام، مقدّما التهنئة للوزارات بنجاح الموسم العاشورائي.
يَدَانِ في الداخل تضرب في حقوق المواطنين وتضيّق عليهم حقوقهم الدينية والمدنية، ويد تلوّح للخارج بلافتة التعايش، نفس السياسة المعتادة سنويًا في كل عاشوراء.
لكن هكذا نراها نحن أهل البحرين..
الحقيقة هي إن هذا الموسم بالنسبة للسلطة ليس سوى موسم استنفار أمني كامل شامل، لا أكثر ولا أقل، وأصغر طفل بحريني يعرف عن هذا الأمر.
وأما بخصوص نجاح الموسم فسببه الناس فقط لا غير، عشقهم ومحبتهم للإمام الحسين، هو ما يدفعهم للعمل ليل نهار لإنجاح هذا الموسم الذي لا تستطيع الدولة إنجاز موسم مثله.
موسم يمتد على مساحة البحرين، عشرات المناطق والبلدات الممتدة، مئات الحسينيات والمآتم، طعام وشراب مجاني لثلاث وجبات، مواكب منظّمة بقصائد تحمل مضامين للتأمل والتذكّر، وتحمل من روحانية الموسم، وخطابات دينية من فوق المنابر، تركز كلها على تكوين شخصية عميقة للشباب وللمجتمع ككل، شخصية مؤمنة بهويتها وتحمل من الوعي والمحبة والسلام والتطلّع للعدل والإصلاح الشامل كما أراد صاحب الذكرى الإمام الحسين عليه السلام.
إصدارت فنيّة تخص المناسبة، القماش الأسود في كل مكان في الشارع وعلى الجدران، يمكنك أن تعتبره أيها الملك أكبر معرض للخط العربي يقام في المنطقة، الجميع يلبس لون الحداد، الصغير والكبير والغني والفقير، الجاليات تتسابق عند المضائف الحسينية التي توزّع الطعام حبّا وكرامة.
هو موسم ينظمه أهل البحرين بحكم هويتهم وانتمائهم، رغم التضييق الأمني والتهديد والهجوم الإعلامي المسموم الذي يتعرضون له في كل عام خصوصا من وزير الداخلية.
لذا فإن التصريح السنوي المعتاد الذي يهدف لتبييض الصورة، سواء الصادر عن الملك، أو ولي العهد، أو رئيسيّ مجلسيّ النواب والشورى،أو حتى رئيس الأوقاف، فليس له حظّ من المصداقية، فهذا الموسم حاله حال المواسم العاشورائية السابقة سجّل سلسلة اعتداءات ضد حرية احياء الشعائر.
مشهد قصير مصوّر وصل أمس من الكويت، إحدى الشخصيات النسائية من عائلة آل الصباح الحاكمة هناك، تزور إحدى الحسينيات، تحضر مع الناس لابسة اللون الأسود، وتقول كلمة طيبة للحضور، هو مقطعٌ يعطي درسا لمعنى الاعتراف بتنوع المواطنين واحترام عقائدهم.
إذا أردتم الحقيقة أيها الملك فإن منهجكم الأساس الذي يقوم عليه عهدكم "ظلم المواطنين الشيعة والتمييز ضدهم" هو العائق الأكبر والأزمة الأعمق الذي يتفرّع عنها كل شيء، الأمر بسيط اعترفوا بمواطنيّة وحقوق الشيعة في البحرين واحترموهم كبشر وكمواطنين طبيعيين لهم حقوق وعليهم واجبات، أخرجوا التعامل معهم ومع كل شيء يخصهم من خانة التعامل الأمني إلى خانة التعامل المدني الدستوري، لتكون البحرين فعلا لا قولا واحة للتعايش.
لذا فإن إشادتكم بالموسم وحديثكم عن التعددية المذهبية يتنافى تماماً مع التضييق الذي تمارسه السلطات وعلى رأسها وزير داخليتكم راشد بن عبدالله آل خليفة، وبالتالي فإنّ كل ذلك يندرج ضمن الانتهاكات الحاصلة والتي بدأت قبل أسبوع من بداية شهر محرّم الحرام.
يشار إلى أن الاعتداءات على المظاهر العاشورائية هذا العام طالت أكثر من 10 مناطق حتى الآن.
حقا عاشرنا صباحه غير ونجاحه غير.