مرآة البحرين: كشف مدير "مركز البحرين للحقوق والديمقراطية" (بيرد) سيد أحمد الوادعي تفاصيل مهمة حول تفاوض مسؤولين في سجن "جَوْ" المركزي ووزارة الداخلية مع ممثّلي السجناء المضربين عن الطعام في السجن، مشيراً إلى وعود أطلقها المسؤولون لتحسين ظروف سجنهم منها إرجاع سجناء "العزل الأمني" وزيادة ساعات الخروج من الزنازين وإطالة فترات الزيارات التي يتلقّاها السجناء والسماح للأقارب من الدرجة الثانية بزيارتهم، وتحسين الاتصالات الهاتفية للسجناء.

وقال الوداعي، في تغريدة على "تويتر"، إنّ اللقاء الذي حصل يوم الخميس 11 أغسطس/آب 2023، حضره ثلاثة مسؤولين ممثّلين عن وزارة الداخلية وسجن "جَوْ" وهم: الضابط عبدالرحمن الخشرم، ممثّلاً عن إدارة السجن، النقيب فؤاد (ضابط أردني) ممثّلاً عن "الأمن الوقائي"، وضابط ممثّلٌ عن وزارة الداخلية.

وأشار إلى أنّه تم التفاوض حول مطالب الإضراب وأهمها إرجاع سجناء "العزل الأمني" إلى زنازينهم السابقة، وأطلق المسؤولون وعداً بأنّه يمكن إرجاع جميع هؤلاء السجناء من دون استثناء خلال أسبوعين، مضيفاً أنّ السجناء طالبوا إلغاء هذا النظام التعسّفي.

وأشار إلى أنّ السجناء طالبوا بإخراجهم لـ 4 ساعات يومياً للتشمُّس مقسمة على فترتين، ساعتين في كل فترة، وأنْ يخرج العنبر بأكمله، أي السجناء في 12 غرفة دفعة واحدة، بينما يخرج، حالياً، سجناء كل 3 غرف دفعة واحدة ساعة كل يوم، وسبّب هذا الحبس الطويل على مدى سنوات مشاكل صحية ونفسية لهم.

وذَكَر أنّ المسؤولين كانوا قد عرضوا على السجناء بأنّهم سيوافقون على ساعة ونصف خروج لهم كل يوم، أي أنْ يخرج سجناء 4 زنازين دفعة واحدة، وأبدوا مرونة بإمكانية خروج سجناء 6 غرف، أي ساعتين يومياً، وأنْ يبدأ هذا البرنامج بعد أسبوع. وذَكَر أنّ السجناء كانوا متمسّكين بأنْ لا تقل فترة الخروج عن 4 ساعات، ملاحظاً أنّ إدارة السجن تعطي فترات خروج أطول للمحكومين في قضايا جنائية.

وتحدّث الوداعي عن أنْ الزيارات الحالية تقتصر مدتها لنصف ساعة ومن خلف حاجز زجاجي، والعدد المسموح به 6 أشخاص في كل جلسة، فيما مُنِع الأقارب من الدرجة الثانية مؤخراً من زيارة أقاربهم السجناء، كاشفاً عن أنّ المسؤولين قالوا إنّه ستُعطى زيارة خاصة من دون حاجز لـ 4 سجناء من كل مبنى خلال كل شهر. ولاحظ الوداعي أنّ متوسّط عدد السجناء في المباني 180 سجيناً، مبيناً أنّ السجين سيحصل على زيارة من دون حاجز مرة كل 4 سنوات.

وأكد أنّ السجناء يتمسّكون بمطلب زيارة من دون حاجز زجاجي وإعادة السماح للأقارب من الدرجة الثانية بزيارتهم، وتمديد مدة الزيارة لساعة.

وقال المسؤولون إنّه سيتم النظر في التعاقد مع شركة اتصال أخرى غير "بتلكو" كون تكلفة الاتصال عالية، وأنْ الاتصال سيستمر لـ 5 أرقام لكل سجين فقط، إلّا أنّ إدارة السجن ستبدي مرونة في تغيير الرقم بشكل سريع عند الطلب، بحسب الوداعي.

وفيما تدّعي إدارة السجن السماح للسجناء بممارسة الشعائر الدينية، أكد الوداعي أنّها تمنع الكتب الدينية عن السجناء الشيعة، ويحرمون حتى من كتب الرثاء، ككتاب "الجمرات الودية" لِمُلّا عطية الجمري.

وجاءت هذه المفاوضات بعد 4 ايام من بدء مئات السجناء السياسيين في سجن "جَوْ" إضراباً مفتوحاً عن الطعام، يوم الاثنين 7 أغسطس/آب 2023، للمطالبة بحقوقهم بعد تجاهل السلطات لمطالبهم واستمرارها في انتهاك حقوقهم بقرارات جائرة كالعزل وحرمانهم من حق التعليم وإهمال الرعاية الصحية ونظام الزيارات وصلاة الجماعة.