إفعلوا كما تفعل حبيبتكم
2023-08-20 - 11:38 م
مرآة البحرين (خاص): لا يوجد من بين المطالب التي يطرحها المضربون عن الطعام في السجون البحرينية أي مطلب سياسي، فجميع المطالب تتعلق بحقوق المعتقلين الإنسانية.
مطالبات بضمان الحصول على الرعاية الصحية الأولية، حق التواصل مع الأهل، والصلاة جماعة. إنها مطالب تتعلق باحترام إنسانية هؤلاء المعتقلين.
فما يرد من أنباء وإفادات من داخل السجن كلها تشير إلى غياب الإنسانية، واستمرار مسعى التنكيل وإذلال المعتقلين.
فقد كشف المعتقل علي سلمان أن الشرطي صدام أخذه بعيدا عن كاميرات عيادة السجن وقام بصفعه وخنقه، فهل هذا سلوك يدل على وجود دولة حقيقية ترعى شؤون الناس أيا يكن موقعهم؟
فبعيدا عن الأسباب الواهية لاعتقال ومحاكمة هذا المعتقل، هل من الصعب أن تضمن الدولة حقوق هؤلاء كمعتقلين وحقهم في الكرامة الإنسانية.
إن مطالبهم واضحة وبسيطة، فلا (محاولات إنقلاب) ولا (أطماع إيرانية) ولا (تدخلات أجنبية)، فلماذا إذن لا تختبر سلطات البحرين قدرتها على التحدث والتوصل لحلول مع محتجزين خلف أسوار رفيعة وغرف مظلمة؟
لماذا لا تستطيع السلطات فتح قناة حوار واحدة مع الناس، وتبقى تعيش في برج خاص بها بعيدا عن آلامهم ومعاناتهم، ومن ثم تريد أن تحصل على حق الولاء المطلق من هؤلاء الناس.
لقد تعذّرت السلطات الحاكمة عن فتح آفاق للحوار بشأن الإصلاحات السياسية بحجة وجود تدخلات أجنبية، وأعرضت عن حوار يضم أطراف الإنتاج، وأغفلت الاستماع لمطالب الفقراء بتحسين الأوضاع المعيشية (لعدم وجود الإيرادات).
ثم هل تحتاج مطالب المعتقلين إلى تفاوض حتى يتم تحقيقها. إنها حقوق أساسية لأناس تحتجزهم السلطات كرهائن.
(ضمان كرامة المعتقل، لا يجوز تعذيب المعتقل، من حقه المعتقل الحصول على الرعاية الصحية، من حقه ممارسة شعائره الدينية والتواصل مع أهله)، كلها حقوق تنص عليها القوانين المحلية قبل الاتفاقيات الدولية.
إن الدولة التي تعجز عن تشكيل أجهزة أمنية تضمن حقوق سجناء هي ليست بدولة وإجراءاتها لا تشير إلى وجود مرجعية قانونية وإنما مرجعية إنتقامية تقوم عليها عصابة يقودها وزير الداخلية.
فحتى السجناء الفلسطينيون علقوا إضرابهم الجمعة (18 أغسطس 2023) بعد التوصل مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية إلى تحقيق مطالبهم، وإنهاء إجراءات تعسفية قامت بها السلطات بحقهم.
فإذا كانت السلطات البحرينية لا تحب الاستماع لشعبها، وإذا كانت تتبع منهج سلطات الاحتلال في التعاطي مع الشعب الفلسطيني، فلماذا لا تدفعها هذه التبعية البغيضة للتراجع على الأقل عن إجراءات التنكيل بحق المعتقلين كما فعلت الأخيرة.
لقد استوردت سلطات البحرين كل سياسات إسرائيل بدءا من التوطين وحتى التجسس وتكتيكات ضبط الجماهير، فلماذا لا تُقلِّد سلطات الاحتلال وتقر بحقوق المعتقلين الأساسية؟