«معاداة الشيعة»... العقيدة العسكرية التي تغذيها العائلة الحاكمة
2023-08-31 - 6:40 ص
مرآة البحرين (خاص): جميع الجيوش في العالم تقوم على عقيدة عسكرية تربط كل تشيكلات القوة الأمنية بمختلف مستوياتها. وتلك العقيدة عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ التي تحدد بناء واستخدامات القوات المسلحة.
وتشير دراسات متخصصة إلى أن مصادر العقيدة العسكرية تتلخص في العقيدة الشاملة للدولة. وتلعب العقيدة الدينية والايديولوجيات والمبادئ التي يضعها القادة السياسيون دورا أساسيا في تشكيل العقيدة العسكرية.
ويمكن القول إن (معاداة الشيعة) هي واحدة من العقائد التي تقوم عليها المؤسسة الأمنية في البحرين، وهناك عدة عوامل تعزز هذا الفهم ومن أهمها حرمان الشيعة من الانتساب للقوة الأمنية.
وتحظر الدولة على الطائفة الشيعية الانتساب للقوات الأمنية، حيث تغذي هذه الإجراءات فكرة وجود عداء تاريخي بين العائلة الحاكمة والطائفة التي تشكل غالبية السكان في البلاد.
في مقابل ذلك يستورد الجيش عناصر من خارج البلاد من قبائل متشددة ومن تيارات متطرفة، للعمل في صفوفه. وعادة ما يكون هؤلاء من بؤر صراعات طائفية يسهل تحريضها على الشيعة.
كما يظهر ذلك أيضا من خلال بعض الكتب التي تطبعها دائرة الإرشاد في الجيش وتقوم بتدريسها لمنتسبيها، وهي كتب تُكفر الطائفة الشيعية وتُسفه في معتقداتها الدينية.
والأهم من كل ذلك هي الممارسات التي تقوم بها عناصر القوات الأمنية، وهي ممارسات تثبت أن هذه القوات تم تشكيلها على قاعدة أن الخطر الأكبر هو خطر داخلي يمثله الوجود الشيعي.
ولا يوجد مثالا يمكن أن يعزز ذلك أفضل من هدم الجيش لمساجد ومآتم الشيعة بعد طرد المحتجين من شوارع العاصمة العام 2011.
وللأسف، كان يمكن وضع الممارسات السالفة في سياق انفلات أو تجاوز فردي لولا أنه تكرر في عشرات المواقع الدينية الشيعية، وكذلك الحال بالنسبة لممارسات أفراد الجيش خلال وجوده على الأرض.
أما ما تمارسه القوات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية فلا يختلف عن قوى الجيش، وهي ممارسات عدائية تقوم على بغض الشيعة كطائفة دينية أولا ومجموعة تحمل طموحا سياسيا ثانيا.
وقد وثق تقرير بسيوني حجم الفظاعات التي مارستها قوات وزارة الداخلية بحق الطائفة الشيعية داخل وخارج السجن، واستمرت هذه الممارسات حتى اليوم في سجون البحرين.
ويمكن الإشارة إلى ما كشف عنه أحد المعتقلين المضربين عن الطعام أخيرا عن تعرضه للإهانة على يد شرطي سوري شتم مذهبه وتطاول عليه بعبارات جارحة، وما قاله ضابط آخر من أنه يكسب أجرا بحرمان الروافض (الشيعة) من العلاج.
كما يمكن التذكير ببيان قبيلة الضابط في الدرك الأردني علي محمد زريقات الذي توفي خلال اشتباكات مع محتجين في دمستان العام 2014.
وقالت القبيلة حينئذ إن زريقات «ليس مرتزقا وإنما كان يدافع عن الإسلام ضد همجية شتم عمر بن الخطاب وأم المؤمنين عائشة».
لا تأتي هذه الشواهد لتأجيج النعرات الطائفية في البلاد، إنما للتذكير بأن ما تقوم به العائلة الحاكمة في المؤسسة العسكرية والأمنية هو أحد الأزمات الأساسية التي يجب معالجتها بشكل عميق تحقيقا لاستقرار مفقود في البلاد.