بوكشمة: تدوير النفرات
بوكشمة - 2023-12-04 - 6:03 م
إعادة التدوير Recycling هي سياسة بيئية واقتصادية حميدة وهي ببساطة تعني التعامل مع النفايات والمخلفات غير المفيدة وإعادة تصنيعها للاستفادة منها ومن المنتجات المعاد تدويرها مثل المواد البلاستيكية والخشبية والزجاجية والقرطاسية والمعدنية وغيرها. وسياسة تدوير المخلفات نجدها في كل مكان ولكن مملكة البحرين تنفرد دون غيرها من الدول على كوكب الأرض بإعادة تدوير البشر وكما أطلق عليها بو كشمة بـ"تدوير النفرات".
في كل العالم يتقاعد المسئولون الكبار فيستريحون ويريحون غيرهم وخصوصا عندما يستلمون مكافئات مجزية من هبشة فلوس وراتب تقاعدي مجزي جدا. إلا في مملكة العجايب فيتم تدوير المسئولين وخاصة الفاشلين منهم ليتسلموا مناصب جديدة ويستلموا بالمقابل أكثر من راتب إذ المفترض إعطاء الفرصة للشباب الطموح والمبدع.
على سبيل الذكر لا الحصر مسئول فلتة فاشل في وزارة يتم تسليمه مشروع هيئة جديدة المفترض تدار بعقلية منفتحة ويفشل هذا المسئول في تشغيل النظام والهيئة لشهور رغم كلفة التشغيل الهائلة ولتصليح الوضع يجلب مسئول محترف غيره ويشغل النظام والهيئة وتصبح الهيئة من أفضل الجهات الرسمية والخاصة بشهادة القاصي والداني وينقل المسئول الفلتة إلى وظيفة محترمة في هيئة أخرى ليتم إعطاؤه ملفا واحدا فقط، ليديره ولم ينجح فيه كما يجب ولكن تشاء الأقدار بعد حفلات الزار الطائفية في 2011م وتربص الحاقدين والطائفيين للمسئول المخلص في الهيئة ليقال ظلماً وبهتانا وسبحان الله يعود ذات المسئول الفلتة السابق للهيئة مع زبانيته لينتشر الفساد والرشوة ومنها أحد أذرعه الذي سلمه إدارة مهمة وعندما فاحت فضائح الذراع وخصوصا بعد تسليم الإدارة العليا ملف من زملائه فيه أدله وبراهين على فساد الذراع وهنا يقوم المسئول الفلتة بتشكيل لجنة يرأسها ابن خالته ! طبعا الذراع يطلع براءة! ولكن تشاء الأقدار أن يقوم تاجر بإخبار الشرطة بأن أحد المسئولين بالهيئة طالبه برشوة كبيرة تقدر بآلاف الدنانير وإلا سيوقع عليه مخالفات تكلفه أضعاف ذلك ولذا يلجأ التاجر للشرطة وينصب للذراع الفاسد كمين ويتم الإيقاع به بالجرم المشهود (سبحان الله يتم مفاوضته بالتكتم مقابل إسقاط التهمة عنه وتسريحه مقابل تعويض مجزي).
المهم المسئول الفلتة واصل تسيده للهيئة وكان من أوائل المطبعين مع الكيان الغاصب وعندما تقاعد وفق بكج يسيل له اللعاب شاهدناه بلحية كثيفة وظننا أنه سيعين إمام جامع أو في الأوقاف ولكنه أعلن وبفخر في الصحف الصفراء بإنه أنشأ أول شركة بحرينية في الكيان الغاصب مدشنا مسيرة قطار التطبيع الاقتصادي طبعا الشركة فشلت فشلا ذريعا ولذا تم تعويضه وإعادة تدويره كسفير!!
للأمانة وللإنصاف لم تكن إدارته للهيئة كلها فشل، إذ يسجل له نجاحا باهرا بتحويل الهيئة لتاجر فيزا، وكذلك تمكين العمال الأجانب الهاربين من وكلائهم ليصبحوا (فري فيزا نظامية) أو رواد أعمال، ولذا تمّ تكريمه من بعض السفراء.
وهذا ينطبق على دكتور يعمل في وزارة تم ترزيزه في أكثر من لجنة وهيئة ليعين كوكيل للوزارة وأصبح هو الرجل الأول فيها ليعبث بالوزارة وخاصة مجمع السلمانية الطبي، ليحوله لثكنة عسكرية ويفرغه من الاستشاريين البحرينيين والممرضين والفنيين ويحوله لمستشفى كيرلا ويرز ربعه لتكتشف لاحقاً سرقات واختلاسات بعشرات الألوف من الدنانير وفضائح صرف وسرقة حبوب لاريكا المخدرة وغيرها وبعد أن أنجز مهمة الفشل يعاد تدويره كسفير أيضا.
وكذلك رجل أعمال من عائلة تجارية يتم تسليمه وزارتين وهيئة ورئاسة مجلس شركة بحرينية كبيرة ورئاسة مجلس جهة حكومية في آن واحد ( كأن ما في البلد إلا هالولد)
وحتى عندما رفعت عليه شكوى من كل أعضاء مجلس إدارة إحدى الهيئات التي يرأسها لتخبطه واستفراده بالقرارات وتخريب كل ما تم بناؤه سابقاً تم تحويل كل مجلس الإدارة للنيابة وتم فصلهم من الهيئة ولم تمس ولا شعره منه، ولم ينس شعب البحرين مشروع طائرة البوينج 747 التي تم تفكيكها وتغطيسها لتتحول إلى منتزه غوص إشباعاً لهوايته مع ربعه ولكنها غاصت في الأعماق وراحت مئات الألوف من الدنانير.
ولكنه في الآخر وقع في شر أعماله حينما تمت الوشاية به من قبل عائلات تجارية منافسة بأنه ذهب للكيان المحتل ومثل شركات عائلته وعقد صفقات لصالح شركاته وليتم عزلة وتعيين تاجر آخر من عائلة منافسة في الوزارة ولم يشفع له تصريحه بأنه يعادي كل من يعادي الكيان المغتصب.
هذا غيض من فيض فهناك قصص وقصص في تدوير الموالين والحاشية وأبنائهم (طبعا هناك بعض الكفاءات التي تستحق ويستفاد منها ولكن الغالبية هي في حكم منتهية الصلاحية) وكما يقال " كل ساقط وله لاقط " ومع الأسف اللاقط على الأغلب هو مجلس الشورى أو الخارجية أو الهيئات التي تم تفريخها ولا تقدم أي خدمة تتناسب حتى مع كلفة إيجار مكاتبها.
بوكشمة يستنكر أن يجري مثل هذا التدوير لعناصر منتهية الصلاحية في بلد يعاني وبشدة من ظاهرة البطالة الكبيرة جدا بين الشباب وخاصة من حاملي الشهادات العليا وأصحاب الخبرات التخصصية وهؤلاء هم الأولى والأحق بهذه المناصب. وأن يكون معيار التعيين هو الكفاءة وليس الولاء الأعمى وليس الولاء الأعمى أو اسم القبيلة أو العائلة او مقدار العمالة ودرجة التطبيع مع الكيان المحتل.
*النفرات: هو جمع نفر أي شخص طبعا مفردة دخيلة على اللغة العربية مثل كل شيء دخيل على ديرتنا.