لماذا مشاركة البحرين هذه المرة في العدوان على اليمن هي الأسوأ؟

مظاهرة في منطقة الدراز غرب المنامة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للعدوان على اليمن - الجمعة 12 يناير 2024
مظاهرة في منطقة الدراز غرب المنامة تضامناً مع الشعب الفلسطيني ورفضاً للعدوان على اليمن - الجمعة 12 يناير 2024

2024-01-13 - 10:49 م

مرآة البحرين (خاص): وجهت الولايات المتحدة الخميس (11 يناير 2024) ضربات ضد أهداف في عدد من المحافظات اليمنية والعاصمة صنعاء بمشاركة المملكة المتحدة، وبدعم من دول بينها البحرين وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريح صحفي.

بالطبع لم تكن مشاركة البحرين في العدوان على اليمن هي الأولى من نوعها، فقد دخلت قبل ثمانية أعوام في حرب بقيادة السعودية وشاركت في الحصار على الشعب اليمني الشقيق في ما باتت تعرف بـ "عاصفة الحزم".

لكن السعودية والإمارات اللتين كانتا رأسي الحربة في تلك الحرب العبثية، تعلمتا الدرس جيداً، بعد أن أصبحت الرياض وأبوظبي في مرمى صواريخ الجيش اليمني، وباتت المسيرات والصواريخ تنهال على بلدانهم دون توقف.

بعد أعوام من الحرب العبثية تلك، قررت الإمارات والسعودية سحب قواتهما بشكل تدريجي، وبدأتا بالبحث عن مخرج سياسي للأزمة التي أحدثتها الحرب، فكانت سلطنة عمان عرّابة الحوار بغية الوصول إلى تسوية سياسية تنهي حالة الصراع تلك.

والسؤال هنا أين البحرين من كل ذلك؟ الحقيقة لا أحد يمكنه إعطاء إجابة واضحة عن هذا السؤال، سوى أن البحرين سجلت خسائر بشرية أكثر من مرة جراء مشاركتها في هذه الحرب، آخرها في أواخر أكتوبر الماضي (قبل حوالي شهرين) حين تعرضت قوات تابعة للجيش البحريني إلى هجوم بالطائرات المسيرة أدى لمقتل 5 على الأقل وفق البيانات الرسمية الصادرة عن قوة دفاع البحرين، وسط ترجيحات لخسائر بشرية أكثر، حيث تعتمد البحرين في تكوين جيشها على غير البحرينيين الذين تمنحهم الجنسية لاحقاً.

وبالعودة لمشاركة البحرين الأخيرة في العدوان على اليمن، لماذا تبدو هذه المشاركة أسوأ من سابقاتها؟

صحيح أن العدوان يبقى عدواناً أياً كانت العناوين، لكن العدوان الماضي على اليمن، جاء نصرة لفريق سياسي يمني تابع للمحور السعودي - الإماراتي، بغية إبقاء اليمن تابعاً لا استقلالية لديه، بينما العدوان الأخير هدفه الأساس الدفاع عن إسرائيل ومصالحها في المنطقة في الوقت نفسه الذي تشن فيه آلة الحرب الصهيونية حرب إبادة على شعب غزة الصامد منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ثانياً لأن هذا العدوان يأتي بعد ثمانية أعوام من حربٍ ذاقت فيها قوى العدوان مرارة الرد اليمني، وعرضت جيوشها وبلدانها لخطر الصواريخ والمسيرات التي أثبتت أكثر من مرة نجاعتها وفاعليتها وقدرتها على الوصول إلى أهداف بعيدة جداً جداً.

ثالثاً لأن مشاركة البحرين تأتي في ظل رفض إماراتي سعودي من المشاركة علناً وبشكل رسمي في التحالف الأمريكي، وكان حرياً بالبحرين اتباع الموقف السعودي الإماراتي الذي بدا أكثر حكمة وأقل تهوراً.

بالتأكيد فإن مشاركة البحرين في هذا العدوان، هي أعلى درجات الخيانة للشعب الفلسطيني، وأوضح درجات الدفاع عن الكيان الصهيوني من بلد عربي مسلم، وهي في الوقت نفسه مشاركة غبية غير حكيمة، تعبّر عن موقف مرتهن بالكامل للغرب، دون أدنى درجات الاستقلالية.

لقد تحولت البحرين من دولة شبه مستقلة، تتأثر أحياناً (بحكم حجمها ومحدودية مواردها) بضغوط الدول المجاورة أو الدول الكبرى، إلى دولة غير ذات سيادة إطلاقاً، تنقاد دون قدرتها على ابداء معارضتها أو مخالفتها، إلى أي مشروع يريده الكبار خدمة لمصالحهم، حتى وإن عنى ذلك الضرب بمصالحها عرض الحائط.

إن من واجب الشعب البحريني كما خرج الجمعة، وكما عبّر في أكثر من محطة، الاستمرار في تعبيره عن سخطه ورفضه التام والقاطع من مشاركة البحرين في تحالف العار هذا. الأكيد أن الشعب اليمني بشكل عام وجماعة أنصار الله تحديداً، يدركون الفرق بين الموقف الرسمي والشعبي في البحرين وقد عبّر عن ذلك قائد الحركة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، لكن واجبنا نحن كبحرينيين أن نرفع الصوت عالياً وأن نستمر في التعبير عن موقفنا الرافض لهذا العدوان، ولتبقى الأسرة معزولة في قصورها عن شعب البحرين.